الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القصيدة العربية.. أسئلة الشعراء والجمهور

القصيدة العربية.. أسئلة الشعراء والجمهور
28 مايو 2009 01:17
تساؤلات كثيرة تدور حول دور القصيدة في إثارة الحماس القومي في مرحلة ينوء فيها المواطن العربي بحزمة من الأزمات انعكس ذلك في ضآلة الإقبال على حضور الأمسيات الشعرية بعمان حتى وإن كانت لكبار الشعراء المعروفين. فهل نعيش أزمة شاعر أم أزمة مستمع؟ ولماذا انحسر دور القصيدة وعزف عنها روادها؟!.. تساؤلان طرحناهما على نخبة من المشاركين في ملتقى عمان للشعر العربي الذي اختتم أعماله منتصف الشهر الحالي وتركز على محاور أبرزها إشكالات القصيدة النثرية والشعر العربي الحديث والشعر والمسرح وفضاءات الشعرية العربية المعاصرة. وعلق جريس سماوي أمين عام وزارة الثقافة في الأردن على سؤال «الاتحاد الثقافي»حول ما إذا كانت القصيدة ما زالت تحتفظ بوهجها على الرغم من أزمات المواطن العربي بالإيجاب، وقال: إن الأمة العربية أمة شاعرة وحالمة.. قد يتنحى الشعر نتيجة ما يحدث من واقع مرير وربما يفقد المواطن العربي ثقته بالكلمة ليس بسبب الشعر بل الظرف الزماني الذي قد يصعد من خلاله اللا شعر عندما تنتكس الأمة ويصمت الشعر الحقيقي أمام الهزات الكبرى انتظارا لما يريد أن يقول فيصعد في هذه الإزاحة ربما الكلام الرديء الذي يفقد صدقية الشعر. وقال: علينا التشبث بالحلم والاشتعال حتى لا ننطفئ أمام الانتكاسات ونؤمن إيماناً حقيقياً بأن روح الأمة خالدة ومتجذرة بالتاريخ والواقع ولا تنتهي إذا توافرت الثقة بالأمة والإنسان ولن تخبو شعلة الشعر وبالتالي نحاول أفراداً وجماعات أن نعيد هذا الألق لهذا الكائن العظيم الذي يحرك الحياة بمجملها. فالقارئ أو المتلقي يقبلان على الشعر من خلال تسربه للفنون الأخرى فالشعر تحول من شكله التقليدي النصي فهو موجود في الأغنية والمسرح والسينما والرواية وحالة اللاشعر ليست مسؤولية أحد بل هي شيء مما يحدث في الحياة فالجسد عندما يجرح أو يصاب بالزكام علينا أن نبحث عن العلاج. ضرورة يومية وقال وزير الثقافة الأردني الأسبق الشاعر حيدر محمود: إن السياسيين يستخدمون الشعر لتوصيل رسالتهم وهو ضرورة يومية وحاجة ملحة للإنسان ووعاء اللغة ومفتاحها ويبقى ديوان العرب وسجل حياتهم وتاريخهم ومن وجهة نظرة سيبقى الشعر سيد الكلام ناصحاً الشعراء الشباب باستيعاب ديوان الشعر العربي كاملا والبناء عليه. القصيدة والتحدي من جانبه يرى الشاعر اللبناني محمد علي شمي الدين أن القصيدة معطى إبداعي ومركب حساس وعميق.. صعب المنال وهي بنت المخيلة حتى وإن كانت تنطوي على إشارات أو مفردات من الواقع إلا أنه لا واقع في الواقع فالقصيدة هي القصيدة إذا أشبهها الواقع وأشبهته فإن ذلك لا يؤدي إلى أن تتماهى مع الواقع. فالشعر العربي على مستوى التحدي الكبير للمصير والحريات والإنسان والموت والحياة لا بمعنى أنه انعكاس لهذا الواقع بل إن الرؤى الشعرية قبل وبعد ما حصل تدور في هذا الفلك فالشعر العربي الحديث والمعاصر بكافة أساليبه شعر رؤيوي بمقدار ما هو ابن اللحظات أيضاً «شعر راقٍ» يعبر عن وجدان أمة. ولكن هل القصيدة الآن في مستوى الأحداث أقول لا أريد أن أوازن وأوازي بين حركة الواقع السياسي والاجتماعي والأمني وبين المعطى الإبداعي سواء أكان بالقصيدة أم الحكاية أم المسرح فالمسألة في القصيدة ليست انعكاساً شرطياً أي تبدأ الحرب فتنطلق قصيدة الحرب أو أن تبدأ مفاوضات سلام ليصاحبها الشعر. نبض الواقع ووصفت الشاعرة نبيلة الخطيب القصيدة بأنها نبض الواقع واستشراف الحلم وصدى الماضي كحالة إنسانية وشعورية ومختلف أمور الحياة ورأت أن الشعر غير خاضع للأحوال المارقة والطارئة والمؤقتة وسيظل الأكثر شفافية وقدرة على التصوير وتجسيد الشعور والانفعال والتفاعل. لن يخبو ورأت الشاعرة مها العتوم أنه ما دام هناك قصيدة جيدة وشعر جيد فإن وهج الشعر لن يخبو وفي ملتقى عمان للشعر العربي استمعنا للكثير من القصائد الجيدة والشعراء الجيدين محلياً وعربياً لكن مسألة حضور الجمهور تعتبر قضية الساحة الثقافية عموماً فلم يعد الجمهور كما كان في السابق ولم تعد علاقته بالمهرجانات والأمسيات كما كانت في الماضي وهذا لا يعود للقصيدة أو الشاعر بل هناك جوانب أخرى تتعلق بالظروف الثقافية والاجتماعية والسياسية «ما زال هناك شعراء يكتبون قصيدة جميلة ومتطورة ومتجاوزة تعبر عن تطلعات وطموحات الأمة وقضاياها العادلة». واقع صعب من جانبه يرى الدكتور مصلح النجار مدير عام المركز الإقليمي للأمن الإنساني الأستاذ المشارك في الأدب العربي في الجامعة الهاشمية بالأردن أن واقع الشعر العربي لا ينبئ بحالة صحية فالكثرة ليست أمارة خصب وإنما هي حالة ورمية سرطانية فكل موظف في دائرة ذات مساس بالأدب أصبح أديباً فيما تقهقرت وتراجعت الأصوات في حضورها ودورها وطموحها وأن التراجع والهزات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ودينياً انعكست على الأدب والشعر فيما رأى جمال زهران أن وهج القصيدة قد خبا لتردي الشعر فالشعر الجميل قد ذهب زمانه ووقته لغياب العمالقة أمثال نزار قباني ومحمود درويش وأمل دنقل وتفشي الثقافة الاستهلاكية التي لا تقرأ ولا تسمع الشعر لذلك كله فجمهور الشعراء قليل لذا أرى أنه على النقاد محاولة سبر غور هذه الأزمة واستعادة الجمهور القليل لديوان الشعر العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©