الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتصار العقيل: يريدون للقارئ أن يردد «الدنيا ربيع»

انتصار العقيل: يريدون للقارئ أن يردد «الدنيا ربيع»
28 مايو 2009 01:16
الكلمة عند الكاتبة السعودية انتصار العقيل ليست تعبيرا عن الحس الوجداني وحسب بل انعكاس لقضايا الانسان العالقة على جدران المجتمعات تنتظر من ينفض عنها غبار الهم والوجع لتظهر انسانية هذا المخلوق الحقيقية بقيمتها المتساوية من حيث الخلقة بين الأفراد في الطبقات. من هنا أتت روايتها الجديدة «حين تهطل السماء دموعا» مرآة لكلمة تصرخ في وجه الفقر والضعف وزواج المسيار بحلة أدبية مزخرفة بصور طغت الواقعية فيها على الخيال وحملت توقيع أديبة تعاقدت مع الجرأة فتسلحت بالقلم، كما تقول في هذا الحوار. «حين تهطل السماء دموعا» ماذا يتغير على أرض الواقع؟ هطول السماء دموعًا هي رسالة غضب من أهل السماء على أهل الأرض من أفعالهم، من ظلمهم وطغيانهم، من فسقهم وفسادهم.. «حين تهطل السماء دموعا» تتفتح كل شقوقها وثقوبها لينهمر منها مطر غزير كأنه شلال عظيم، فترتفع أمواج البحور والمحيطات في «تسونامي» تعبيرا عن غضب الله من أفعال البشر.. حينئذ يقع التغيير ويتحرك كل من يخاف الله ليغيث الفقير.. وينصف وينصر المظلوم.. وينقذ المقهور.. عل وعسى تعود عدالة السماء تسود بين البشر. ما هو مضمون رسالتك الثقافية؟ «أنسنة الإنسان» هو المضمون الذي حرصت جاهدة أن يكون الهدف لكل ما كتبت في أي مجال سواء كان سياسيا أو وطنيا أو إجتماعيا أو رومانسيا، وبطبعي تشمئز نفسي من الفكر العدائي، أو المبتذل، أو الإباحي.. لذا حرصت على الإنسانية والقيم والرقي في كل ما خطَّه يراعي لأن هذه المفاهيم وحدها هي التي تحدث التغيير إلى الأفضل والأجمل والأرقى. في كتاباتك عموما عبق الشعر بين الكلمات فلماذا لم نقرأك ديوانا شعريا؟ عبق الشعر لا بد أن يكون فوق الكلمات وتحتها وعن جوانبها وليس فقط على استحياء بينها.. ليتني كنت أمتلك ناصية الشعر وأتقن الترحال بين أبياته وقوافيه.. الشعر موهبة جميلة ورائعة فهو ديوان العرب لكن ما تقرأه لي وببساطة هو حدود موهبتي.. ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه. كيف تقابلين النقد الموجَّه إلى مضامين مؤلفاتك؟ لم يحدث قط أن وجه نقد سيّئ لما أكتب.. في المكتبات المصرية توجد دراسة للدكتورة «ناهد نصر الدين عزت « بعنوان « الرؤية النقدية عند انتصار العقيل» كتاب رائع يُدَرَّس هو وكتابي «أنا والحمد لله» في جامعة الإسكندرية وجامعة الكويت. أما ما حدث في فترة ماضية من هجوم غوغائي عليَّ.. فقد وثَّقته في كتاب «قد نختلف» الذي أفتخر به فهو الكتاب الوحيد في العالم العربي وربما في العالم بأسره الذي يجمع الكاتب كل ما كَتَبهَ وكُتِبَ ضدّه ويطلب من القارئ أن يكون الحكم والحاكم بين الحق والباطل، في تلك الفترة من كتبوا ضدّي كانوا يناصرون «زواج المسيار « والأدب الفاضح.. ويا لها من قضايا! ماذا عن أسباب منع نشر كتبك في المملكة؟ كتبي تُحرِّض القارئ على التفكير وطرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة.. ويبدو أن الرقيب لا يريد للقارئ السعودي أن يفكر بل يظل يردد: «الجو ربيع وكل شيء بديع».. إنه لأمر محزن ومؤسف أن يعامل الكتاب في بلدي معاملة الممنوعات مثله مثل الخمر والمخدرات.. وأتحدى أن يجد الرقيب سطرا واحدا في ما أكتبه ضد المصلحة العامة.. لكن ماذا نفعل هذا قدر الكاتب السعودي أن يُهَجَّر فكره خارج وطنه.. وقدر القارئ السعودي المسكين أن يبحث ويفتش عن كتابه المفضل في كل مكان! لماذا سطعت «فيروز» بكلماتها في مؤلفك «حب على الهواء»؟ في الحب لا يوجد فقط الحبيب والمحب بل لا بد أن تكون «فيروز» ثالثهما.. فهي موجودة في الحب أينما يكون: على الهواء، في الأرض ، في السماء، في البر، في البحر...»فيروز» هي الحب. قيل «إن لون كلمتك الأدبية ما زال مبهما» فما ردك؟ عذرا من قال هذا لم يقرأني.. هو فقط يريد أن يدلو بدلوه.. ويحشر نفسه في أمر لم يطلع عليه، لوني الأدبي واضح ومباشر وسلس ومتنوع تطرقت فيه لكثير من المواضيع الهامة من خلال ستة عشر كتابا. ما هي مقومات الكتابة التي ترتكزين عليها؟ جامعة الحياة.. الثقافة العامة.. معايشة هموم الناس العامة والخاصة.. التجارب الشخصية.. التأمل.. ثم التأمل في كل ما يدور حولي. هل أصبحت ساحة الكتابة مفتوحة لكل الأقلام كما هو حاصل في الساحة الغنائية؟ هذا عصر الانشراح والانشكاح والانفتاح والفضائيات..»عصر كل مين إيدو إلو».. وبالتالي كل الساحات مفتوحة على مصاريعها.. والساحة الكتابيّة مثل أي ساحة لا بد أن تكون مفتوحة، المهمّ لن يصح إلا الصحيح.. ومن المؤكّد سيزول الغش والهراء ويبقى المفيد والثمين.. في نهاية المطاف في كل الساحات لن يؤرّخ التاريخ إلا الموهوبين النبلاء أصحاب الأهداف النبيلة والرسائل السامية، أما الآخرون فمصيرهم مزبلة التاريخ. لأنها سئمت البلاغة تلوي الحَقيقةَ كيفَ تشاءْ.. سنـــــــــــاء ناصر: وحيدة حيث كنتُ.. سناء ناصر، شاعرة سعودية شابة أصدرت أولى مجموعاتها الشعرية تحت عنوان «وحيدة حيث كنت» يحمل في طياته قصائد تتأمل الحياة والوجود، والأنثى الشاعرة التي تأخذنا إلى مساحة من الحزن والاغتراب بمعناه الروحي.. وتلك الوحدة التي يمكن العثور عليها في طيات شعرها.. سناء ناصر التي أقامت قبل مدة أمسية شعرية في البحرين وشاركت من قبل في مهرجان شعري في تونس، لم يكن ظهورها فجأة برغم أن الكثيرين لايعرفونها.. بهذا الكم من الوحدة والشعر تطلق ديوانها الأول مؤمنة بأن الشاعر لابد وأن يبقى خلاقا في تعاطيه مع الشعر. محمد خضر الشاعرة التي تقول في أحد نصوصها «سئمتُ البلاغة تلوي الحَقيقةَ كيفَ تشاءْ..» تدعونا إلى لغة مختلفة في نسيجها باحثة دوما عن عوالم تكشف وتهتك الظلمات.. دونما زخارف بلاغية.. في ديوانك الأول «وحيدة حيث كنت» هل ترين أن العنوان حمل توصيفا دقيقا للشاعرة وللمجموعة ولم كان الاختيار؟ كل ما تتضمنه المجموعة الشعرية بدءًا بالعنوان وانتهاءً بآخر نصٍ فيها يحمل توصيفاً للشاعر وإن كان بشكل غير مباشر! كنت أشير بالعنوان إلى عملي الفوتوغرافي الذي اخترته لوحةً للغلاف وهو صورة لوردة ينعكس عليها ظلال قضبان! العمل اخترته منسجماً وروح النصوص التي تضمنتها المجموعة. هذا المزيج في مجموعتك الشعرية بين قصيدة النثر وبين قصيدة التفعيلة وبرغم أنك تجيدين كتابة الشكلين ألا ترين أنه قد يربك المتلقي الذي يبحث أحيانا عن رؤية فنية؟ لا أجد الشاعر مُلزمٌ باتباع تقنية فنية موحدة في نصوصه وإن ضمتها مجموعة واحدة؛ فهي مجموعة شعرية وليست رواية. لكل قصيدةٍ تقنيتها الفنية المغايرة والخاصة بها، والمنبثقة من روحها الداخلية. ما قد يربك قارئ الشعر بالدرجة الأولى موضوعات النصوص المتضاربة حد التناقض، وفي حال كانت النصوص منسجمة مع بعضها البعض في رؤيتها واتجاهها العام لن يترك تنوع القالب أثراً مربكاً، بل على العكس، تنوع الرتم الصوتي في النصوص من الموسيقى إلى النثر ومن النثر إلى الموسيقى يضفي إمتاعاً اكبر لدى المتلقي. البداية والأسماء كيف كانت بدايتك مع الشعر؟ أي الأسماء الشعرية التي ترينها محببة لك خصوصا في تجربة شعر المرأة السعودية؟ كنت متذوقة لا يمر بيتاً شعرياً على مسمعي دون أن يترك أثراً في نفسي وقد أحفظه وأدونه، ثم قرأت الشعر العباسي بنهم فنادراً ما يستطيع مولع الشعر العربي الإفلات من سحره، قرأت كثيراً لأبي نواس، لكنني في سنٍ مبكرة كان كل تأثري بالقصائد لا بالأسماء، يأسرني الشعر وأحتفظ بقصائدٍ لا أحاول البحث عن شاعرها. وكنت حينها أداوم على قراءة الشاعرة السعودية فاطمة القرني في زاويتها «إذا قلت ما بي». عادة ما نقرأ للشاعرة في الصحف الثقافية أو الملاحق قبل صدور كتاب يحمل اسمها. الكثيرون يرون في سناء ناصر تجربة شعرية جميلة كان بوسعها أن تبدأ بالنشر في الصحف الثقافية ولكن فجأة أصدرت ديوانك؟ هل من سبب لذلك؟ المجموعة جاءت متضمنة لعدد من النصوص التي نشرتها في مجلات إلكترونية عربية. في بداية التجربة أظن أن كل ما يهم الشاعر من آلية النشر هو سماع رأي المتلقي بشكل مباشر وسريع؛ حِرصت على أن يحظى نصي بالنقاش والنقد، وبرأيي أن الصفحات الثقافية في المطبوعات هي للأرشفة أكثر منها للتفاعل النشط، ولأن فكرة الأرشفة ربما لم تخطر لي في حينها ـ وقد يُعد هذا غلطة ـ فضلت أن أنشر في مجلات إلكترونية أو منتديات أدبية حتى أتلقى النقد مباشرةً، لأن صلة قارئ الشعر بالمجلات الإلكترونية اليوم أوثق منها بالمطبوعات والصفحات الثقافية في الصحف. كتابتك للشعر مبكرا ماذا منحتك؟ وماذا منحك الشعر؟ منحتني الإيمان بأن الشعر إنما يكتب ليبقى لا ليُحتفى به لزمن قصير ثم يتلاشى، وهذا ما أطمح إليه؛ أن أترك بما أكتب أثراً، ليس أن ألقيه في محفل دولي أو محلي ثم يُنسى! مفردات في مجموعتك مثل: الحزن والحنين والوحدة.. ألا تخشين أن تكون قد سيطرت على أجواء المجموعة؟ وهل الشعر لديك هو تلك المساحات من الحزن والتأمل المستوحد بعوالمه؟ الشعر هو الحياة بتلونها، في تجليها ونكوصها، سلاستها وانكفائها. في هذه المجموعة أجدني كنت متأملة ولم أكن مهمومة أو محزونة أو أتعاطى الحنين، النصوص في معظمها كانت أشبه بحديث مع الذات بل هي حالات متعددة من «التأمل»، فتأمل الماضي هو ما قد ندعوه حنيناً، وتأمل الحاضر هو الحزن حيناً والضحك حيناً آخر، وتأمل المستقبل هو إما توق أو توجس، وهذه الحالات صَبغت النصوص في مجملها، لذا كان الوصف الأنسب أنها مجموعة متأملة. لك عمل تقومين به خلال الفترة المقبلة يحمل تعاونا فنيا ماذا عنه؟ وكيف ترين اندماج الفنون ببعضها ألا يكون على حساب أحداهما؟ علمتني دراسة الترجمة أن أنقل المعنى من لغة لأخرى؛ لكن ماذا لو كانت هذه اللغة ليس في معجمها الكلمات؟ تداخل الفنون ليس اندماجاً عبثياً بل ترجمة، ثم إن ثمة دهليز خفي يصل الفنون ببعضها ويجعلها تمتزج في كنهها وفي اقتفائها للجمال. ما يترصده المصور البرتغالي هوجو دياز بعدسته يشبه إلى حدٍ أبهرني ما أترصده أنا بقلمي، لذا فالاندماج سيثري تجربتنا الشخصية كلٌ بحسب أدواته. حضور ومشاركات حضرت مؤتمرا شعريا في تونس قبل أعوام وشاركت بأمسيات؟ كيف تقيمين تلك التجربة ومامدى أهمية هذه الملتقيات برأيك؟ هل تقدم شيئا حقيقيا للمبدعة؟ ما دمنا تعرضنا للاندماج فيحق لي أن أقول إن تجربة تونس كانت اندماج الشعر بالشعر!، مهرجان تونس الدولي في مدينة جدليان، ضم شعراء من مختلف بلدان العالم، باختلاف لغاتهم وثقافاتهم وتقنياتهم، وتركت هذه التجربة أثراً بالغاً في الطريقة التي أتعاطى فيها الشعر وأكتبه. الإطلاع على تجربة بلدٍ ما بقراءة الدواوين والكتب النقدية ليست وحدها كافية، فللتلاقح الشعري المباشر في المهرجانات والمؤتمرات أثرٌ عميق، وأفقٌ ممتد للتأثر والتأثير. هل لديك قلق من مستقبل المثقفة العربية والخليجية خاصة؟ أو قلق بشأن الشعر ومستقبله؟ لا أرى الشعرَ والمرأة بمعزلٍ عما يحدث في المجتمع، ما قد يعتريه في المستقبل سينعكس عليهما بلاشك، لكن لم نتحدث عن المستقبل وقراءة الحاضر تنبئ به حتماً؟ فالحقيقة اليوم تتجلى طرداً مع ما يعصف بنا من صخب، فالتوجس والخوف والمعرقلات، أصبحت محفزاً يستحث المثقفة الخليجية والعربية إلى إثبات قدراتها؛ أنا متفائلة أرى المستقبل مشرقاً وهكذا سيكون. أقمت أمسيات في تونس وفي البحرين وإلى الآن لم تقيمي أي أمسية في السعودية؟ ترى هل ثمة سبب؟ ليس ثمة من سبب، الأمر حدث بعفوية مطلقة، ربما الأشياء تستدعي بعضها، فلأن بدايتي في النشر كانت في مجلات عربية جاءت مشاركتي الأولى من هناك، لكنني إن أتيحت لي الفرصة للمشاركة في أمسية شعرية في الداخل لن أتردد. وما زلتُ وحدي سناء ناصر قـَبلـْتُ بجهـدٍ معَاييرَنا وقد خلتُ أني خـُلقتُ كماءْ وأنـّيَ ما زلتُ فـرطَ اشتهاءْ وبين الضباب ووهن الرؤى وحفنات حزن ٍ بدت كالركامْ من الغَيمِ صِرتُ *** سَـئمتُ انـحِنائي بلا كبرياءٍ أمام الحقيقة سئمتُ من الفكـر ِ يـَصحو بحزني ونـُطوى معاً ـ في الضحى ـ كالجريدة. *** سأبتر نصفي لنصفٍ سينجو. وما كُــنــتُ في الـتـيـهِ آيَ ابتداءٍ ولا بالتـُـقـَى سأكون الأخير تـُدار الحـَياةُ ويـُـقرعُ ناقوسُها بالزفيرْ. بـَـنـَيـْتُ المَخافةَ صـَرحاً مـنـيعاً لـصـَدِّ الـريـَاحْ ومَـهّـدتُ لـلـشَـكِ درب الأثـيـر *** سئـِمتُ احْـتـِفـَائـِي بـِنـَشْوَةِ حرفٍ ثــَقـيـلٍ يـُسَمُونـَه قـافـيةْ ولـكـِـنَّ فـي الجـُرحِ فـَيـضَ كـلامٍ لبنتٍ تـُقـَوّضُهُ لاهيـةْ وخـَوفاً يُحيلُ الغـِنـَاءَ نـَشَازاً وأهـْجـُرُ حـَرفِي وأُعـطـي ابتزازاً وكـلُ قبيح ٍ جميلٌ، مَجازاً! *** سئمتُ البـلاغة تـَلوي الحـَـقـيـقـةَ كـيـفَ تـَشـَاءْ وجـُوهٌ مـُبـَعْـثـَـرةٌ بانـتـقـِاءْ .. وما زلت وحدي أُشـَـيّـعُ باسم الحياة ذرى المنصفين وما زلتُ -في الـهَـمِ- وحدي! أُوَلـِيَّ وجـهـِيَ شـَطـْرَ المـَلامْ لأني كـفـَرْتُ بـِعـُرْفِ المكيْـدَةْ/ خيانةْ وفي مُعجَمِ الأدْعِـياءِ قــَصـِـيـِدَةْ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©