الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاقات الصينية- الأميركية...أزمة ثقة

العلاقات الصينية- الأميركية...أزمة ثقة
22 فبراير 2012
حظيت الزيارة التي قام بها نائب الرئيس الصيني "شي جينبنج" إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي باهتمام ومتابعة بالغين من قبل صناع السياسات الأميركيين، من أجل فهم وتقييم الزعيم المقبل للصين عشية عملية انتقال السلطة التي من المرتقب أن تبدأ في وقت لاحق من هذا العام. وعن أهمية زيارة "شي" إلى الولايات المتحدة وأهدافها، تقول "إليزابيث إيكونومي"، مديرة قسم الدراسات الآسيوية بمجلس العلاقات الخارجية الأميركية، التي التقت "شي" في مأدبة الغداء التي أقامها على شرفه نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، إن الزيارة تمثل بالنسبة للولايات المتحدة فرصةً لتقييم الرئيس المقبل للصين: ما هي أولوياته وقيمه السياسية؟ وأي نوع من المفاوضين من المحتمل أن يكون؟ وما هي التحديات أو الفرص الجديدة التي قد تظهر بعد عشر سنوات من حكم (الرئيس) هو جينتاو؟ كما أنها مثلت فرصةً للبيت الأبيض للكشف عن الموقف الأميركي من العلاقة الثنائية وبواعث قلقه واهتماماته. أما بالنسبة للصين، فقد شكلت الزيارةً فرصة لاختبار واستعراض إمكانيات وقدرات الرئيس المقبل المحتمل للبلاد في ما يخص الزعامة. كما أنها منحت "شي" فرصة "التفاوض" في وقت مازالت فيه الرهانات متدنية نسبياً. وجواباً عن سؤال حول ما إن كانت قد لاحظت أي إشارة على أنه قد يعتمد مقاربة مختلفة عن تلك التي يتبعها الرئيس هو جينتاو، أو أن سياساته قد تكون مختلفة، ترى "إيكونومي" أن تصريحات "شي" لم تختلف بشكل جوهري عن تصريحات زعماء صينيين سابقين، حيث تحدث عن الرغبة في التعاون والتوافق بين الولايات المتحدة والصين والأهمية المتزايدة للعلاقة، ولكنه بكل تأكيد لم يقل شيئاً جديداً بخصوص مواضيع مثل حقوق الإنسان والتجارة، وكان حريصاً على إلقاء خطابه بالطرق التقليدية - الصين هي أكبر اقتصاد نام، والولايات المتحدة هي أكبر اقتصاد متقدم– والإشارة إلى زعامة الرئيسين هو جينتاو وأوباما في تحديد وتيرة العلاقة الثنائية. وتعتقد"إيكونومي" أن نائب الرئيس الأميركي بايدن، ولئن كان لطيفاً في مستهل الكلمة التي ألقاها خلال مأدبة الغداء لدى حديثه عن الزيارة التي قام بها إلى الصين الصيف الماضي، إلا أنه سرعان ما انتقل إلى الإشارة إلى التحديات الكثيرة التي تواجهها العلاقة الثنائية بين الصين والولايات المتحدة. كما أن كلمته كانت توحي بأن المحادثات التي أجرتها إدارة أوباما مع "شي" في صباح ذلك اليوم كانت صريحة، وربما ظهرت فيه تحديات جديدة، ولم تحقق أي تقدم جديد. غير أن هذا ليس مفاجئاً، تقول "إيكونومي"، وذلك على اعتبار أن مهمة "شي" لم تكن تتمثل في تحقيق شيء غير مسبوق، وإنما تجنب أي كارثة سياسية قد تضر بفرص اعتلائه سدة الحكم. وفي معرض تقييمها للسنوات العشر الأخيرة من العلاقات الصينية- الأميركية، وهي الفترة التي شغل فيها "جينتاو" منصب الرئاسة، تقول "إيكونومي" إن سلسلة المواضيع التي يتعين على الولايات المتحدة والصين التعاطي معها اتسعت بشكل دراماتيكي على مدى السنوات العشر الماضية. غير أن المستوى الحقيقي للتعاون لم يحافظ على وتيرته. وإذا كان كل من الصين والولايات المتحدة ملتزمة بعلاقة مستقرة ومسالمة، فإن ما يميز هذه الأخيرة أكثر من أي شيء آخر هو التوتر وحالة عدم اليقين وانعدام الثقة. والجدير بالذكر هنا أن نائب وزير الخارجية الصيني كان قد قال شيئا مماثلا الأسبوع الماضي – أن ثمة "نقص ثقة" بين الولايات المتحدة والصين. وعن الطريقة التي تعتقد أن على البلدين أن يعملا بها من أجل اكتساب ثقة متبادلة، تقول "إيكونومي" إن ثمة عدداً من الخطوات التي يتعين على كل من الصين والولايات المتحدة اتخاذها. فأولًا وقبل كل شيء، يحتاج الجانبان إلى وضوح النية، والقدرة على التنبؤ، وقيم وأولويات مشتركة في ما يخص السياسة الخارجية، والاحترام المتبادل. هذه هي عناصر الثقة، والتي من دونها ستستمر العلاقة في التعثر. غير أنه من أجل تحقيق تقدم على صعيد معالجة مشكلة نقص الثقة سيتعين على كلا الجانبين اتخاذ خطوات حقيقية على صعيد الجبهة الداخلية – فبالنسبة للولايات المتحدة، يعني ذلك ترتيب بيتها الاقتصادي وأن تمارس ما تدعو الآخرين إليه. أما بالنسبة للجانب الصيني، فإن ذلك يعني إصلاحاً حقيقياً وذا معنى. كما ترى "إيكونومي" أن أولى الأولويات في سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين ينبغي أن تكون هي العمل على معالجة مشكلة نقص الثقة مع الحرص في الوقت نفسه على ضمان أن نظل منخرطين بشكل كامل مع حلفائنا. وباختصار، فإن التوفيق بين الانخراط والتحوط ينبغي أن يكون هو جوهر سياستنا تجاه الصين، كما تقول. وتعتقد أن السياسة الأميركية تجاه الصين توجد على الطريق الصحيح عموماً، حيث أخذت إدارة أوباما تتعلم كيفية العمل مع الصين، وحول الصين، بل وحتى ضد الصين، عندما تدعو الضرورة، في المحافل الدولية مع حلفاء الولايات المتحدة. إنها سياسة مرنة تسمح للولايات المتحدة بالحفاظ على مصالحها، مع إدراك أنه حين يتعلق الأمر بمشاكل مختلفة، ستكون ثمة حاجة إلى استراتيجيات مختلفة من أجل ضمان النتائج المرجوة. جايشري باجوريا نائبة رئيس تحرير الموقع الإلكتروني لمجلس "العلاقات الخارجية الأميركي" ينشر بترتيب خاص مع خدمة "تريبيون ميديا سيرفس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©