رايس تعلن انضمام العراق إلى مجموعة (6+2)

اعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس انضمام العراق إلى اجتماعات (6+2) والتي عقدت اجتماعاً في المنامة أمس بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية· ولم تكشف رايس عن أي التزامات ملموسة في موضوعي شطب الديون العراقية وفتح سفارات في بغداد· في حين يتوقع أن يشكل هذان البندان بالإضافة إلى تأييد موقف العراق من الميليشيات، أولوية على أجندة المؤتمر الموسع لدول الجوار العراقي الذي يبدأ أعماله في الكويت اليوم· وقالت رايس في ختام اجتماع مجموعة (6+2) التي تضم اميركا ودول مجلس التعاون الخليجي الستة ومصر والاردن إن ''أعضاء هذه المجموعة ارتأوا أن يصبح العراق مشاركا دوريا في اجتماعاتها ونقاشاتها''· واعتبرت ''أنها خطوة جيدة جدا على طريق إعادة دمج العراق في الشؤون الاقليمية''، مشيرة إلى أن المحادثات تطرقت الى مسألتي شطب ديون العراق وإقامة علاقات دبلوماسية معه لكن أي قرار في هذين الشأنين لم يتخذ خلال الاجتماع· وقالت رايس ''اعتقد انها عملية ستستمر وتتقدم''، وأكدت أن ''عددا من الدول حول الطاولة أعربت عن رغبتها في فتح ممثليات دائمة'' في بغداد· من جهته، صرح وزير الخارجية البحـــــريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن بلاده في صدد تعيين سفير لها في العراق، وقال '' نحن نجري محادثات مع العراق حول المسألة''· وحول مشاركة العراق في اجتماع المنامة، أوضح ''عندما بدأنا الاجتماع، كانت لدينا تساؤلات حول عدم وضوح الصورة السياسية في العراق، وقدمت لنا رايس وكذلك وزير خارجية العراق هوشيار زيباري تفسيرا جيدا''· من جهته، ذكر زيباري للصحفيين أن العراق تقدم بطلب في الاجتماع لشطب الديون المستحقة عليه لبعض دول المجموعة، موضحا أن قيمة هذه الديون تبلغ حــــــوالى أربعين مليار دولار· وقال ''قدمنا مجموعة من المطالب المحددة حول سبل تفعيل الدور العـــــــربي في العراق، وقدمنا طلبا ايضا بإسقاط الديـون عن العراق والتي تبلغ تقريبا أربعين مليار دولار''· وحول فتح سفارات لدول المجموعة، قال زيباري إن هناك ''تعهدات والتزامات ورغبة من هذه الدول بإعادة فتح سفاراتها في العراق''، مضيفا ''بحثنا الجوانب الأمنية وقدمنا لهم ضمانات أمنية وقمنا بتأمين مقار لهذه البعثات في المنطقة الدولية''· وتابع ''شرحنا لهم ما يجري في العراق من تطورات أمنية وسياسية وتدخلات إقليمية في الشأن العراقي وحاجة العراق لكي يقف العرب معه خصوصا أن هناك انجازات أمنية وتشريعية قد تحققت وبحاجة لكي تدعم بتواجد عربي على الأرض''· واعتبر أن ''العراق القوي والمستقر والموحد من مصلحة دول المنقطة''، وقال ''لدينا تعهدات ايجابية من السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت ومصر بإعادة فتح سفاراتها وتعيين سفراء''· واضـــــــاف ''لديــنا الآن أكثر من 45 بعثة أجنبيـــــــة تعمل في ظل ظروف صعــــــبة ولكن محتملة''، معتبرا أن ''مشاركة العراق في هذا المنتدى يعد قفزة نوعية''· على صعيد متصل بدأ دبلوماسيون رفيعو المستوى من الدول الغــــربية الكبرى والدول المجاورة للعراق أمس اجتماعا في الكويت للتحضير للمؤتمر الوزاري حول العراق الذي يعقد اليـوم، والذي سيناقش نص الإعلان المشترك الذي سيتبناه وزراء خارجية بلدانهم في اجتماعهم في العاصمة الكويتية· ويشارك في اجتماع الكويت وزراء الخارجية أو من يمثلهم من 23 دولة بينها العراق وجيرانه والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وباقي دول مجموعة الثماني الصناعية الكبرى· وتشارك رايس ونظيراها الفرنسي برنار كوشنير والبريطاني ديفيد ميليباند إضافة إلى الأمينين العامين للجامعة العربية ولمنظمة المؤتمر الإسلامي، وممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومسؤولون من الاتحاد الأوروبي· وقال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله إن أعضاء مجلس التعاون الخليجي الستة سيشاركون جميعهم في الاجتماع للمرة الأولى· ويرأس رئيس الوزراء نوري المالكي وفدا يضم زيباري ووزير الدولة لشؤون الأمن الوطني شيروان الوائلي ومستشاري رئيس الوزراء السياسي والإعلامي· وقال المالكي في تصريح صحفي لقناة العراقية الحكومية قبيل مغادرته بغداد ''نأمل من المؤتمر أن يعطي المصداقية، وهناك خطوة باتجاه التبادل الدبلوماسي''، واضاف ''سنناقش ظاهرة التدخل في الشؤون الداخلية والتي ينبغي أن تحترم باعتبار أن العلاقات بين دول المنطقة لا بد وأن تقوم على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية''· وتابع ''وما دام هذا المؤتمر مخصصاً لدعم العراق فهذه مطالبنا ونأمل أن نحصل على استجابة واضحة هذه المرة من المؤتمر''· وجاء في مسودة بيان المؤتمر التي تصدر اليوم خلال الاجتماع أن الدول المشاركة ستؤيد الحملة التي يشنها العراق لنزع سلاح الميليشيات والجماعات المسلحة غير المشروعة وفرض القانون وضمان سيطرة الدولة على القوات المسلحة، وستدعو الى فتح مزيد من البعثات الدبلوماسية في بغداد· وستدعو أيضا إلى الابقاء على البعثات الدبلوماسية في العراق أو إعادة فتحها· إعلان المنامة يؤكد على ترسيخ الاستقرار في المنطقة المنامة (وام)- أكد وزراء خارجية دول دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والولايات المتحدة في اختتام اجتماعهم بالمنامة أمس بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، حرصهم المشترك على استقرار المنطقة· وجاء في ''إعلان المنامة'' أمسإنه انطلاقا من الحرص المشترك على الاستقرار والسلام والرخاء الإقليمي· وأكدت الأطراف المشتركة في الاجتماع التزامها بالعمل والتشاور مع بعض كشركاء وأصدقاء لتحويل الرؤية الى حقيقة· وأكد المشاركون التزامهم بالقرار السلمي للنزاعات الاقليمية طبقا للأعراف الدولية، ونددوا بالإرهاب والتطرف والعنف الطائفي مشيرين إلى إعلان الرياض في فبراير 2005 والذي يرفض كل الأفكار التي تحث على الكراهية والعنف وتسمح بالجرائم الإرهابية· وأكدوا أيضا التزامهم بخلق منطقة تتعايش فيها مجموعات متعددة ومتنوعة بسلام والوقوف في وجه الأعمال غير المسؤولة التي تستغل الاختلاف المذهبي والديني لإثارة القلاقل وتقويض جهود نشر قيم الاعتدال والتسامح والتعددية، وشددوا على التزامهم بمحاربة كل أشكال تشويه الأديان· وشددوا على الحاجة لحل وردع ومنع الحصول على الأسلحة النووية والاسلحة المتعلقة بالتكنولوجيا والتي تنتهك اتفاقية حظر نشر أسلحة الدمار الشامل مؤكدين دعمهم لتطوير الطاقة النووية للاستخدام المدني والتزام الشفافية في ذلك· وعبروا عن دعمهم للدول الممثلة في مؤتمر المنامة والتي قد تواجه تهديدا لسيادتها ووحدتها الاقليمية· وأكدوا أهمية السلام والامن في المنطقة لإيجاد اقتصاد عالمي سليم ويخدم المصالح الوطنية للدول المعنية·