الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حريم السلطان».. و «موضة» المنع!

22 فبراير 2012
المتابع لأحداث المسلسل التركي المدبلج “حريم السلطان” على قناة دبي، يقتنع تماماً أن المشاهد العربي قد تعرض للخداع طوال الفترة الماضية من جانب صناع الدراما العربية، الذين أوهموه بأنهم يقدمون إليه دراما تاريخية حقيقية تحلق في سماء الإبداع والتفرد.. إلا أن المشاهد العربي “المخدوع” اكتشف الحقيقة، عندما شاهد “حريم السلطان”، هذا المسلسل الذي ظهر في حلة جديدة وفرض نفسه بطريقة إخراجه المعتمدة على دقة التفاصيل، والتقنية العالية المحترفة في التصوير، وأداء الممثلين الواثق، وعناصر الإبهار في حركة الكاميرا وزواياها التي تجبر المشاهد على ملاحقة المشهد، وغير ذلك من الأدوات الفنية التي دفعت الجمهور لمتابعته والإعجاب به، حتى أنه حقق أعلى نسبة مشاهدة وفقا لاستفتاءات عدة عبر مواقع الإنترنت المختلفة.. في نفس الوقت الذي نجد فيه الدراما التاريخية التي يقدمها صناع المسلسلات العربية، تغوص في السطحية، والانخفاض في مستوى الإخراج والأداء الباهت للممثلين، وإن كانت تتفوق على نفسها فقط في اختيار الملابس والديكورات الخاصة بالحقبة الزمنية التي تدور أحداث المسلسل فيها. ولا شك أن مسلسل “حريم السلطان” قد أخذ العلامة الكاملة، ونال استحسان المشاهد العربي، الذي عاش من خلال الأحداث لعبة السياسة والسلطة، واكتشف أسرار القصر السلطاني، والمؤامرات التي تحاك داخله، بداية من الخدم، وحتى الحريم اللواتي يتصارعن من أجل الفوز بحب وقلب السلطان ونيل رضاه.. فهل لنا أن نستوعب الجودة التركية التي حلقت بنا في عالم الرومانسية وأبهرتنا بأعمال متلاحقة رائعة، ثم الآن تأخذنا إلى عالم القصور وأهل السلطة في رشاقة لم نعهدها من قبل، فمثلما أمتعتنا بدراما “العشق الممنوع” و”نور” و”ندى العمر” وغيرها، ها هي تضع بكل ثبات “حريم السلطان” على الشاشات العربية، لنتعرف على حقيقة الدراما التاريخية كما يجب أن تكون! ???? فيما يبدو أن منع المطربات من الغناء، تحول إلى “موضة” فبعد أن منعت أصالة على يد نقيب الموسيقيين السابق منير الوسيمي منذ عام تقريباً، من الغناء في مصر، وإخضاعها للتحقيق، ها هو نقيب الموسيقيين الحالي إيمان البحر درويش يمنع شيرين عبدالوهاب من الغناء أيضاً، كما أنه وجّه إنذاراً للمطربة جنات يحذرها فيه من منعها من الغناء بمصر، في حال عدم تصحيح وضع إقامتها بشكل قانوني، ثم نرى وزير الثقافة التونسي يطالب بمنع إليسا ونانسي عجرم من الغناء في مهرجانات تونس الفنية، وكأن سياسة منع أصوات المطربين العرب من التغريد، تحوّلت إلى مسابقة، سيكون فيها الجمهور هو الخاسر الوحيد. والطريف أن منع المطربات من الغناء، يعود لأسباب عدة، فهناك من يراه تصفية حسابات، وهناك من يقول إنه اتجاه لتيارات معينة تولّت زمام الأمور في بعض الدول، ولديها تحفظات على طريقة بعض المطربات في الغناء، وهناك من يعتبره مجرد “شو إعلامي” يستهدف حصد بعض هؤلاء المانعين لبعض الشهرة. ورغم ذلك، فليس هناك أحد يملك حق منع صوت فنان من الوصول لجمهوره، فالجمهور هو الذي يمنح الفنان شهادة النجومية التي تمنحه قوة لا يُستهان بها، فإذا كان هناك إنسان قادر على منع الطيور من التحليق، فيمكنه أن يحكم على صوت مطرب بالسكوت! soltan.mohamed@admedia.ae?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©