الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«حـديقـة البؤسـاء».. رواية قطرية على الأراضي الفرنسية !

«حـديقـة البؤسـاء».. رواية قطرية على الأراضي الفرنسية !
11 مارس 2018 01:39
دبي (الاتحاد) رواية «البؤساء» للأديب والشاعر الشهير فيكتور هوجو واحدة من أروع هدايا فرنسا الأدبية والثقافية للعالم، و«حديقة الأمراء» هو أحد أهم المعالم الرياضية والكروية في فرنسا، وما بين الرواية الأدبية والملعب الشهير جاء القطريون للاستثمار الكروي والرياضي في فرنسا، تعزيزاً لأوهام «القوة الناعمة»، فكانت الحصيلة أن «حديقة الأمراء» تحول في أقل من 7 سنوات إلى «حديقة البؤساء». فقد سقط الحلم الباريسي بالوداع المبكر المتكرر لدوري الأبطال، وقد حدث هذه المرة بحضور الأمير والأب وساركوزي والخليفي، وجميعهم شاركوا في وضع سيناريو «الحلم» عام 2010، والمفارقة أن القدر دفعهم جميعاً للحضور في ليلة تحول الحلم إلى كابوس بـ «حديقة البؤساء» في ليلة باريسية باردة. 2660 يوماً فاصلاً زمنياً بين العشاء الشهير بقصر الإليزيه الذي جمع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، والأمير تميم بن حمد آل ثاني الذي كان ولياً للعهد، وميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ونائب رئيس الفيفا حينها، وبين ليلة وضحاها تحول الحلم القطري بسيطرة باريس سان جيرمان على الكرة الأوروبية إلى كابوس، والمفارقة أن الأمير الأب، والأمير الابن، وناصر الخليفي رئيس النادي الفرنسي ومعهم ساركوزي كانوا جميعاً في «حديقة الأمراء» في ليلة هزيمة البي إس جي أمام الريال، وخروجه المبكر من دوري الأبطال، بعد أن تفوق عليه النادي الملكي بخماسية لهدفين في مجموع مباراتي الذهاب والإياب لدور الـ 16 لدوري الأبطال الأوروبي. الأمر لا يتعلق بمباراة في كرة القدم، بل إنه يؤشر إلى تحول الحلم القطري إلى كابوس، فقد ودع باريس سان جيرمان البطولة القارية مبكراً في مشهد بات مكرراً على مدار السنوات السابقة، حيث لم يتجاوز الفريق حاجز ربع النهائي، وفي كثير من المشاركات دور الـ 16 للبطولة القارية، على الرغم من أن مجموع النفقات القطرية لدعم الفريق بأشهر النجوم تجاوز حاجز المليار يورو في غضون 6 سنوات ونصف. وكانت البداية في 2012، حيث بلغت النفقات 95.8 مليون يورو، ثم 110.8 مليون في العام التالي، وفي 2014 تم إنفاق 109.4 مليون، هبطت إلى 49.5 مليون في العام التالي، لتعود وترتفع إلى 114.5 مليون في 2016، ثم 136 مليون يورو في 2017، وكانت القفزة التي أثارت دهشة العالم في الصيف الماضي، حيث بلغت نفقات الحكومة القطرية على باريس جيرمان 418 مليون يورو من أجل جلب نيمار واللاعب الفرنسي مبابي، وبذلك تجاوزت المصروفات حاجز المليار يورو، مقابل فشل دائم في البطولة التي كان القطريون يحلمون بالحصول على لقبها مع النادي الباريسي وهي دوري أبطال أوروبا. من ناحيتها، اختصرت «ليكيب» الفرنسية قصة الاستثمار القطري في باريس سان جيرمان بعنوان عبر غلافها الصادر الأربعاء الماضي، حينما قالت:«كل هذا من أجل هذا؟!»، وهو عنوان يختصر الفشل المالي والإداري الكبير للدوحة مع النادي الباريسي، فقد بلغت النفقات مليار يورو وأكثر، ولم يتمكن الفريق من الفوز على أي من الكيانات الكروية الكبيرة في القارة الأوروبية، مكتفياً طوال 6 سنوات ونصف بممارسة دور البطل الوهمي للدوري الأضعف من بين دوريات أوروبا الخمس الكبرى. ولا يمكن وصف الاستثمار في أحد الأندية التي تنشط في دوري ضعيف لا يتمتع بالمكانة العالمية سوى أنه إهدار للوقت والمال، وهو افتراض يقوم على أن الهدف الأساسي يتمثل في جعل البي إس جي واحداً من القوى الكبيرة في أوروبا، إلا أن الحقيقة التي لا يمكن إغفالها أن الأمر في الأساس يتعلق بصفقة متكاملة من أجل الحصول على أصوات تدعم ملف مونديال 2022، فقد كان لقاء الإليزيه الشهير بين ساركوزي والأمير الذي كان ولياً للعهد عام 2010 يتضمن أكثر من صفقة جميعها تم توظيفها للحصول على أصوات لملف مونديال 2022، ومن بينها شراء باريس سان جيرمان، وإطلاق قناة بي إن سبورت. الفصل الثاني.. رشى بي إن الفصل الثاني من رواية «حديقة البؤساء» يلعب بطولته المطلقة ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان وشبكة قنوات بي إن سبورت الرياضية، فقد بدأت التحقيقات في أكتوبر الماضي مع الخليفي بسبب تقديم رشى للحصول على حقوق بث مونديالي 2026 و 2030، وكانت البداية بكشف السلطات الإيطالية عن حصول جيروم فالكه، الأمين العام السابق للفيفا، على فيلا في إيطاليا لتسهيل حصول بي إن على حقوق بث المونديال. وبادر الادعاء السويسري باستدعاء الخليفي والتحقيق معه في تفاصيل القضية، وتم الإعلان عقب التحقيقات عن أنها سوف تستمر لأنها تطال جهات وأشخاصاً سيتم الحصول على أقوالهم، وهو ما يعني عدم غلق القضية حتى الآن، وفي الوقت الذي ظهر الخليفي في ليلة السقوط أمام ريال مدريد واضعاً يديه على وجهه في لحظات تجرع مرارة فشل المشروع الباريسي، فإنه سوف يواجه المزيد من التحقيقات حول رشى قنوات بي إن سبورت. الفصل الثالث.. مونديال العار لا تتوقف الصحافة العالمية عن تقديم تفاصيل الفساد في ملف مونديال قطر 2022، وسط توقعات باتخاذ خطوات جادة في هذا الملف من جانب الفيفا والسلطات السويسرية والأميركية عقب نهاية مونديال روسيا الصيف المقبل، فقد كشفت الصحف البريطانية والألمانية والفرنسية، وكذلك الإعلام الأميركي طوال السنوات الماضية عن حجم الرشاوي التي تم دفعها من جانب الدوحة للحصول على حقوق تنظيم مونديال 2022، كما خرج جوزيف بلاتر عن صمته وأكد أن ميشيل بلاتيني لعب دوراً بالاتفاق مع الحكومة الفرنسية في عهد ساركوزي من أجل ضمان حصول على قطر على تنظيم مونديال 2022، وسط إجماع من الصحافة العالمية على أن موعد حسم الملف أصبح قريباً، وهو على الأرجح بعد نهاية مونديال روسيا 2018.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©