الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فنانة بوسنية ترسم جماليات الثقافة العربية بالرمل في «روح الصحراء»

فنانة بوسنية ترسم جماليات الثقافة العربية بالرمل في «روح الصحراء»
22 فبراير 2011 21:01
من رمال الصحراء العربية الناعمة، وبألوان زاهية، تصوغ الفنانة البوسنية سانيتا ليسيتسا السكرتير الأول بسفارة البوسنة ونائبة السفير، عملها الفني الذي تسميه «روح الصحراء»، بحسب عنوان المعرض الذي افتتحته مساء أمس الأول معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية في مؤسسة السركال الثقافية، ويضم خمسة وعشرين عملاً بأحجام مختلفة. ويستمر هذا المعرض حتى الثامن والعشرين من فبراير الجاري. وحضر الافتتاح كل من احمد بن عيسى السركال المديرالتنفيذى لمؤسسة السركال الثقافية وعبدالمنعم السركال من مجموعة السركال وسعيد النابودة مدير هيئة دبي للثقافة والفنون بالانابة والدكتور صلاح القاسم المستشار بهيئة دبي للثقافة والفنون وعدد من المثقفين والفنانين والمهتمين واعضاء من السلك الدبلوماسي. المناخات الرومانسية تسود روح المعرض وأعماله، وهو ما يبدو حتى من عناوين اللوحات التي تقدمها الفنانة، فمن البرزخ إلى العطش، السراب، عبق التاريخ، حلم زايد، مدينة الأسرار، القرية، ليل الصحراء، أذان الفجر، رائحة الشرق، وسواها. إنها تنطلق من رؤية مبهورة بهذه الرمال وتشكيلاتها وتموجاتها وألوانها، لتقدم شيئاً من جماليات الصحراء العربية عبر استخدام الرمل مادة أساسية تبني منها لوحتها. وتقدم أيضاً مشاهد مختلفة تقارب عالم الطين. وتتنوع مصادر الرمال من البلدان العربية، فتتعدد التكوينات والمضامين، حيث تختلف روح الصحراء في كل بلد، ولكل رمل خصائصه. فمن رمال الربع الخالي ترسم «روح الصحراء»، ومن رمال المغرب تقدم «العطش» و»أفريقيا»، أما «البرزخ» فمن رمال دول عربية عدة، ومن رمال ليبيا تأخذ «السراب»، ومن رمل مدينة العين تستوحي «الشاهد»، أما رمال مدينة غزة الفلسطينية فتمنحها فكرة الصراع. وهكذا فالفنانة لا تنوع في مصادر رمالها، بل في الغوص في جوانب من الثقافة العربية والتراث المحلي لبعض الدول العربية. هي تستلهم تراث المنطقة وثقافتها بصورة حديثة، فمن التراث العمراني، كما يبدو في تصويرها الأبراج والقلاع، إلى استخدام آيات القرآن الكريم، وحتى استخدام كلمة «اقرأ» التي هي أحد مفاتيح الثقافة الإسلامية، إلى استخدام بعض الأشكال الزخرفية. إنها تستخدم الرمل مع قليل من المواد الأساسية لأي لوحة، كما تستخدم الأصباغ الخفيفة أحياناً، مثلما هي الحال في لوحة «أفريقيا» التي تختلط في ألوان عدة. عدا ذلك فالرمل هو مادتها الوحيدة لإنجاز لوحتها. إن الروح العربية التي تشيع في أعمال سانيتا تجعل المشاهد يشعر بإحساس عميق بثقافتها وذائقتها الفنية، وقدرتها على تجسيد هذه الثقافة في أعمال تنتمي إلى «روح الصحراء» فعلاً، وتتعزز هذه الرؤية من خلال تلك الألوان التي تشيع إحساساً بالحميمية في التعامل مع هذه العناصر التي تشكل لوحة الفنانة. في بعض اللوحات تبدو الفنانة تجريدية تماماً، وتلعب باللون فقط، وهنا تشتغل على ألوانها بأسلوب ناعم لطيف، أما اللوحات التي تجسد أمكنة أو فكرة ما، فهي تبدو وقد مالت إلى شيء من الخشونة على مستوى الملمس والتكوين. وفي كل الأحوال فالغالب هو لون الطين، فالألوان الفاتحة هي للمشهد الرملي الناعم، واللون القاتم هو للمشاهد الخشنة. وهي بهذا تقدم عالمين في عملها الذي يقتصر على هذه الروح التي تبدو متشبعة من جولات للفنانة اختزنت خلالها عمقاً ووعياً حادين. وللتعريف بتجربة الفنانة وبداية اهتمامها بالرمل والرسم به، فقد جاء في كتالوج المعرض إنها بدأت هذا الاهتمام من وجودها في مصر، ثم راحت تتجول لتجمع الرمل العربي، حيث تقول إنها شعرت بوجود حوار بينها والصفاء والنعومة. والفنانة المولودة 1973، خريجة لغات شرقية وتحمل الماجستير في اللغة العربية. وتقيم في الإمارات بوصفها تعمل في السلك الدبلوماسي لدولتها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©