الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجيش الأميركي في أفغانستان.. الحرب مستمرة

13 يناير 2016 23:22
مع دخول الحرب الأفغانية عامها الخامس عشر، قال ضباط كبار في الجيش الأميركي من خلال بيانات موجهة للكونجرس، إن مهمتهم المحصورة بملاحقة الأعداء، خاصة مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي الذي نجح في تعزيز انتشاره في أفغانستان على الرغم من المعارضة القوية التي يلقاها من منافسه القوي تنظيم «طالبان»، أصبحت بالغة الصعوبة بسبب التدابير المعقدة التي يطلب منهم التقيد بها قبل القيام بأي عمل عسكري. وقال لي ضباط قدماء وجدد في الجيش الأميركي، إن المهمة المشتركة للقوات الأميركية وحلف «الناتو» في أفغانستان تتركز بشكل تام على ضرب تنظيم «القاعدة» الإرهابي بعد أن عاد إلى النشاط، وأن الضربات الموجهة ضد قادة «داعش» نادرة جداً. وتناقلت وسائل الإعلام الأفغانية أخباراً حول هذه الضربات الجديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي في إقليم «نانجارها». وفي شهر يوليو الماضي، أذاعت وكالات الأنباء خبراً يفيد بأن الغارات الجوية للقوات الأميركية نجحت في قتل «حافظ سعيد»، وهو قائد ميداني تابع لتنظيم «داعش» في إقليم «خراسان». إلا أن ضباطاً أميركيين أخبروني بأن الأسس التي يقوم عليها التدخل العسكري في أفغانستان عامرة بالقيود والمعوقات التي تعقد المهمة. وحدثني «ماك ثورنبيري» رئيس لجنة الخدمات المسلحة في الكونجرس حول التوجيهات التي تنظم التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان، فأشار إلى أن قواعد التدخل، جنباً إلى جنب مع ما أطلق عليها مصطلح «الإدارة الدقيقة» micro-management التي يعتمدها البيت الأبيض، أدت جميعاً إلى اضطرار الضباط لاتخاذ سلسلة طويلة لا لزوم لها من الإجراءات والتدابير ذات العواقب الفادحة قبل أن يشرعوا بفتح النار على أعدائهم. وعلق «ثورنبيري» على تلك التدابير بقوله: «في اعتقادي، إنها تمثل سلسلة إجراءات مشوّشة ينقصها الوضوح. وأرى أن التقيّد بها واتباعها بحذافيرها يخلق الكثير من العراقيل أمام جنودنا أثناء تنفيذ المهام الموكلة إليهم». وفضّل تجنّب ضرب أمثلة عن تلك الإجراءات ولكنه قال بشأنها: «لو أن الرأي العام الأميركي علم بها، لا شك في أنه سيشعر بالتشاؤم وعدم الرضى عنها. ولو علم بها الأعداء، فسوف يثبتون أقدامهم على الأرض التي يقفون عليها بأكثر مما يفعلون الآن». وعندما سألت الكولونيل «مايكل لوهورن»، الناطق باسم القوات المسلحة الأميركية عن هذه الإجراءات التي يُثار الحديث حولها، رفض الإجابة عن سؤالي. وعمد الكونجرس إلى التركيز على إعادة النظر في القواعد المتبعة للتدخل العسكري في أفغانستان عقب اغتيال «قائد الباريهات الخضر» السيرجنت «ماثيو ماكلينتوك» الأسبوع الماضي خلال مشاركته في مهمة لدعم القوات الأمنية الأفغانية في معركة ضد «طالبان» في إقليم «هلمند». وخلال الأسبوع الماضي، نشر موقع إلكتروني يديره محاربون أميركيون سابقون في أفغانستان تقريراً جاء فيه أن الإجراءات والقواعد المعرقلة كانت من بين أهم الأسباب التي تقف وراء تأخر قوات التدخل السريع عن الوصول إلى أرض المعركة لدعم القوات التي كانت تحت قيادة «ماكلينتوك»، التي تعرضت لهزيمة في معركة «هلمند» المذكورة. والآن، تتزايد تساؤلات المشرّعين في الكونجرس حول حقيقة ما يحدث. ووجه «ريان زينكه»، وهو ضابط سابق في البحرية وعضو عن الحزب «الجمهوري» في لجنة الخدمات المسلحة في الكونجرس، رسالة إلى وزير الدفاع «آشتون كارتر» سأله من خلالها عما إذا كانت قواعد وإجراءات التدخل الراهنة هي التي منعت بالفعل استخدام الأصول والمعدات العسكرية المتوفرة في معركة «هلمند»، وحظيت هذه الرسالة بتوقيع ثمانية نواب عن الحزب «الجمهوري». ويبدو أن أوباما قرر وضع حدّ نهائي لمشاركة القوات الأميركية في المعارك الدائرة في أفغانستان. وكان قد ألغى خطّة لسحب قواته من أفغانستان قبل نهاية عام 2014. ولكن، وفي نهاية ذلك العام، وافق على مضض على إبقاء أقل من 10 آلاف جندي هناك. إلا أن تلك القوات لم يعد من حقها المشاركة في المهمات الحربية، بل بقيت هناك من أجل تقديم خدمات «الاستشارة والمساعدة». ولا تزال إدارة أوباما تتمسك بأمل انتهاء المعارك في أفغانستان. ويوم الاثنين الماضي، أعلنت أربع دول هي: أفغانستان والصين وباكستان والولايات المتحدة اعتزامها عقد سلسلة اجتماعات تشاورية تهدف إلى إعادة إطلاق العملية السياسية المتوقفة مع تنظيم «طالبان» من أجل إنهاء الحرب الأفغانية. إلا أن مشكلة الإجراءات والتدابير العسكرية المفروضة على الجيش الأميركي العامل في أفغانستان، تبدو وكأنها وضعت على أساس أن الحرب هناك انتهت بالفعل على الرغم من أن تلك القوات لا تزال تقاتل هناك وبكل ضراوة. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©