منذ عقود طويلة ومصر مستهدفة من الإرهاب، ونجحت أرض الكنانة في جولات عدة سابقة في دحر الإهاب بشتى السبل، وتكللت جهود الدولة المصرية بالنجاح في تسعينيات القرن الماضي، واستطاعت احتواء المتشددين وكبح جماحهم، بل وقدمت فرصة للمراجعة الفكرية التي من خلالها عادت بعض العناصر المتشددة إلى جادة الصواب، وتخلت عن فكرها المتطرف. الآن تدخل مصر معركة جديدة وحاسمة ضد التيارات الظلامية، معركة لا خيار فيها إلا النصر الشامل، ودحر التنظيمات الإرهابية، ونزع فتيلها وطردها، وتطهير أرض الفيروز، وكل الأراضي المصرية من دنسها.
إرهاب العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، يتلون مثل الحرباء، واستغل قوَى ما يعرف بـ«الربيع العربي»، وراح يستوطن في بؤر يعتقد أنها خارج سيطرة الدولة، لكن ها هي التنظيمات الإرهابية تتساقط واحدة تلو الأخرى، خاصة على شبه جزيرة سيناء، التي تسعى تيارات إرهابية بالتعاون مع جهات خارجية مغرضة للعبث بأمن مصر واستقرارها وتعطيل مسيرتها التنموية. وبعد جولات من المواجهات العسكرية، قررت القيادة المصرية حسم المعركة، من خلال عملية سيناء 2018 أو العملية الشاملة سيناء 2018 فهي حملة عسكرية مصرية شاملة ضد العناصر الإرهابية، بدأت في 9 فبراير 2018 في شمال ووسط سيناء، ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية.
يوماً بعد يوم، تتضح الصورة للبسطاء ليدركوا أن هذه التيارات الإرهابية تحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإغراق أرض الكنانة في الغوص مرة أخرى، وحرمان المصريين من حقها في التنمية والأمن والاستقرار، لخدمة أجندات خارجية تستهدف تجربة ناجحة في المنطقة، إنه سيناريو التخريب والتدمير، لكن الرهان يبقى قائماً على وعي الشعوب ونضجها، ومدى وقوفها خلف بلدها وقيادتها القادرة على كشف المؤامرات وإحباطها والسير بخطى واثقة على طريق التنمية.
مراد شكري- العين
عدد اليوم
