الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العدسات الصلبة حل مثالي لمشكلات «القرنية المخروطية»

العدسات الصلبة حل مثالي لمشكلات «القرنية المخروطية»
3 مايو 2016 09:22
من منطلق مسؤوليتنا الإعلامية تجاه قضايا الوطن والتعامل معها، تطلق «الاتحاد» مبادرات التوعية الشهرية، وتتفاعل من خلالها مع مختلف القضايا والموضوعات التي تهم الناس في حياتهم العامة بمختلف مستوياتها ومجالاتها. ونفتح خلال هذا الأسبوع ملف أمراض العيون وعلاجها وأساليب الواقية منها، باعتبار أن حالة الوعي الاجتماعي التي نتوخاها هي الحصيلة المثمرة للإدراك العميق للواقع الذي نعيشه والمستقبل الذي ننتظره. الحلقة الثالثة تحقيق - منى الحمودي منذ وقت ليس بالبعيد.. كان العلاج الوحيد لمعالجة مشكلات الإبصار هو النظارة الطبية أو العدسات الطبية، وفي السنوات الأخيرة، وبفضل التطور التكنولوجي، ظهرت أنواع عدة لعلاج وتصحيح النظر، ومنها الليزر والليزك، وغيرها من التقنيات كوسيلة سهلة وسريعة لتصحيح عيوب الإبصار. يوضح الدكتور تامر أسامة جمالي استشاري القرنية وتصحيح النظر والمدير الطبي لمركز مغربي للعيون - إن عمليات تصحيح النظر بالليزر، تجرى على قرنية العين، فيجب أولاً إجراء بعض الفحوص للاطمئنان على وضع قرنية المريض مثل (درجة التحدب وانتظام القرنية وسماكتها)، ثم نقرر إن كانت الحالة نوع العملية التي يمكن إجراؤها للحالة، مشيراً إلى إن نتائج العمليات تفوق نسبة نجاحها 97% وإنهاء مشاكل قصر أو طول النظر. وتنقسم عمليات تصحيح النظر بالليزر تنقسم إلى عمليات على سطح القرنية مباشرة مثل (الليزر - اللازك والابيليزيك)، حيث تجرى العملية لبعض المرضى الذين لا يصلح لهم عمليات الليزك او والانتراليزك، حيث تكون مقاسات النظر متوسطة وليس كبيرة، ويكون سُمك قرنية العين أقل من الطبيعي، ومن عيوب هذه العملية (تحسن نظر بطيء خلال نحو أسبوع وبعض الآلام أول يومين بعد العملية). أما بالنسبة للعمليات الأكثر شيوعاً فهي عمليات داخل قرنية العين مثل (الليزك والانتراليزك) Femtosecond LASIK، وفي هذه العمليات تفصل طبقات القرنية والتعامل مع القرنية من الداخل بأشعة الليزر لتصحيح النظر ومعظم المرضى يناسبهم هذا النوع من العمليات، ومن مميزاتها أنها سريعة ويستعيد المريض من 90-100% من النظر في اليوم التالي للعملية مباشرة. ولفت إلى بعض الاحتياطات يجب مراعاتها بعد إجراء عمليات تصحيح النظر بالليزر مثل عدم دخول المياه داخل العين، وعدم استخدام مستحضرات التجميل داخل العين (للنساء)، عدم فرك العين، واستخدام القطرات بانتظام والمتابعة مع الطبيب. وبالنسبة للقرنية المخروطة يقول الدكتور جمالي تعتبر القرنية المخروطية من الأمراض الشائعة في منطقة الخليج العربي، وتظهر من عمر 10 إلى 15 سنة، وتزيد في بعض الحالات حتى عمر 20 و30 سنة، يجب على الطبيب إبلاغ المريض بضرورة المتابعة على القرنية كل 6 أشهر بغض النظر عن وسيلة العلاج. ومن حلول علاج القرنية المخروطية استخدام العدسات الصلبة التي تعطي فرصة عالية للمريض لتحسين النظر بدرجة 6/‏9 وأحياناً 6/‏6، ولكن من عيوبها أن بعض الأشخاص قد يعانون من صعوبة ارتدائها وخلعها يومياً، بالإضافة إلى ضرورة تغييرها سنوياً، ولكن ينصح المريض بتجربة العدسات الصلبة لمعرفة نسبة تحسن النظر للعين. زراعة الحلقات ومن الطرق الأخرى لعلاج القرنية المخروطية هي عملية زراعة الحلقات، ويستخدم هذا النوع لفئة بسيطة من المرضى الذين وجدوا صعوبة في استخدام العدسات الصلبة أو استخدموها ولكن عانوا من بعض المشاكل. ووظيفة الحلقات هي تعديل شكل القرنية فقط وليس لتصحيح النظر، وعند زراعة الحلقات يتم تغيير شكل القرنية لتصبح أكثر استدارة إلى حد ما، وتساندها النظارة الطبية لينمكن المريض من الرؤية بشكل أفضل. ويعتبر تثبيت القرنية من العمليات المهمة التي تحل مشاكل الضعف داخل القرنية، وتجرى من خلال المحافظة على وضع القرنية ووضع قطرة خاصة للمريض وتسليط أشعة خاصة لتثبيت القطرة داخل القرنية، وجدير بالذكر أن هذا النوع من العمليات ليس لتصحيح النظر، ولكن لوضع حد لضعف القرنية والمحافظة على وضعها لمنع ضعفها، ويستخدم هذا النوع من العلاج في الحالات التي يكون فيها قصر النظر أكثر من 10 مما نعتبره شديداً، أو بعد النظر الذي يكون أكثر من 5 +، أو قرنيات رقيقة جداً، يمكن زرع عدسة تحت القرنية في الجزء الأمامي من العين (الغرفة الأمامية) أو في الجزء الخلفي من العين (الغرفة الخلفية)، ويعد علاجاً مناسباً لمستخدمي النظارات عالية الدرجات. وأضاف أنه يمكن زراعة حلقات ثم تثبيت قرنية، أو تثبيت القرنية ومعالجته بطريقة أخرى مثل زراعة عدسات داخل العين التي قد تكون مفيدة ومناسبة لمن لا يعانون ضعفاً شديداً في النظر، لأنه في حالات القرنية المخروطية لا يمكن إجراء ليزر على سطح القرنية لتصحيح النظر، ونضع العدسات داخل العين بعد التأكد من ثبات القرنية سواء بتقييم الحالة بعد المتابعة، أو بتثبيت القرنية وبعد سنة أو سنتين يمكن زراعة العدسات داخل العين لتصحيح النظر. وأشار الدكتور جمالي أن عملية زراعة القرنية تعد الحل الأخير لحالات القرنية المخروطية، حيث تستبدل القرنية الضعيفة «المخروطية» بقرنية طبيعية، ومن الأمور المهمة بعد عمليات زراعات القرنية، هي ألا ترفض العين القرنية الجديدة، حيث كانت نسبة رفض العين للقرنية الجديدة سابقاً 10 - 20%، وباستخدام الطرق الجديدة والتقنيات الحديثة انخفضت إلى 1-2%. بعد المتابعة مع المريض مدة 3 و6 أشهر نبدأ إزالة بعض الغرز الطبية تدريجياً، ويطرأ تحسن على نظر المريض، وبعد سنة إلى سنتين تزال كل الخيوط تقريباً وفي هذه الحالة يمكن تصحيح قصر النظر بأي وسيلة أخرى. وختم الدكتور حديثه قائلاً: في كل الأحوال، ينبغي إجراء الفحوص الملاءمة قبل الخضوع لعملية جراحية لتصحيح النظر، فعمليات تصحيح النظر بالليزر أصبحت أكثر سهولة، وهناك طرقا مختلفة لتنفيذ جراحة إزالة النظارات بالليزر والتقنيات الحديثة، وليست كل طريقة مناسبة للجميع، لذلك يجب اختيار النوع الأكثر ملاءمة لكل حالة. استخدامات الليزر من جهته يرى الدكتور حسن صبري المدير الطبي لمستشفى مغربي للعيون في أبوظبي إنه لم يعد استخدام الليزر يقتصر على علاج عيوب الإبصار من قصر وطول النظر والانحراف، بل أصبح بالإمكان علاج مرض المياه البيضاء بوساطة الليزر خلال دقائق من دون الحاجة للانتظار لفترة طويلة، كما وفرت التقنية الجديدة نتائج نجاح عالية ودرجات أمان غير مسبوقة، وخاصة مع ظهور تقنية ليزر الفيمتوثانية لعلاج المياه البيضاء. وحول مرض المياه البيضاء وأسباب حدوثه قال: إن عدسة العين الطبيعية الموجودة خلف حدقة العين (البؤبؤ) وتتكون عليها المياه البيضاء التي تفقد العدسة شفافيتها، وتمنعها من أداء وظيفتها لتمرير الضوء وتركيزه على شبكية العين مما يؤدي إلى ضعف الإبصار وغشاوة الرؤية، كأن المريض يرى من خلال ضباب. ويعد تقدم السن السبب الرئيس لهذا المرض، وهناك حالات للمياه البيضاء في سن الثلاثينات أو الأربعينات خاصة إذا كان المريض تعرض في شبابه لأشعة الشمس دون وقاية نظارات الشمس.وفي حالات نادرة يمكن أن يحدث مرض المياه البيضاء نتيجة بعض الإصابات في العين أو نتيجة مرض عضوي في الجسم أو استعمال بعض الأدوية التي تدخل في تركيبها مادة الكورتيزون، من دون إشراف طبي. وأشار د. حسن صبري إلى أن أستخدام تقنية ليزر المياه البيضاء يساعد على استخدام العدسات الخاصة التي تقوم بوظيفة أعلى من مجرد استبدال عدسات العين المعتمة (المياه البيضاء) وبهذا نجحت التقنية الجديدة والعدسات الخاصة في نقل علاج المياه البيضاء إلى تخصص تصحيح النظر، حيث يمكن لمريض المياه البيضاء التخلص من النظارة الطبية بعد استخدام عدسات تصحيح النظر. إزالة المياه البيضاء بالليزر أوضح الدكتور حسن صبري وجه الاختلاف بين العلاج بالليزر وطرق العلاج القديمة، حيث إن الطريقة القديمة -الجراحة التقليدية- كانت تتطلب فتح العين لمسافة أكثر من 10 مليمترات لإزالة عدسة العين المصابة بالمياه البيضاء كتلة واحدة، ثم تنظف العين وتغرز بعدة غرز جراحية، ويحتاج المريض إلى فترة نقاهة لعدة شهور حتى يلتئم الجرح وتزال الغرز الجراحية، ثم تطورت الجراحة وأصبح بالإمكان إزالة المياه البيضاء من العين بوساطة الموجات فوق الصوتية (الفاكو) الذي يصل إلى عدسة العين المصابة من خلال فتحة لا يزيد قطرها عن نحو المليمتر ونصف المليمتر وبالتالي لا داعي للغرز الجراحية في أغلب الحالات، وتستغرق العملية دقائق معدودة وتكون فترة النقاهة قصيرة والالتئام سريعا، أما الآن يتم العلاج بالليزر وبدون توليد طاقة عالية قد تؤثر على قرنية العين، حيث تجرى العملية على خطوتين، الأولى يستخدم فيها ليزر الفيمتوثانية لفتح الكبسولة الأمامية وتقطيع العدسة، والخطوة الثانية شفط العدسة بجهاز الفاكو وزراعة عدسة جديدة. وقال: إن تطور مجالات طب العيون يهدف إلى علاج الأمراض بطرق أسهل وأسرع للطبيب وبفترة نقاهة أقصر، وهذا ما حدث في علاج المياه البيضاء، فبعد الجراحة التقليدية واختراع جهاز الفاكو الذي يحتاج جرحاً أصغر، وضرورة تبريد العين باستمرار للتغلب على الحرارة العالية التي تولدها الموجات الصوتية في جهاز الفاكو، ندخل مرحلة جديدة بتقنية الليزر الحديثة، التي تقلل مخاطر التلوث والنزيف، ويوصى بعمليات ليزر الفيمتوثانية لأصحاب القرنية الضعيفة والعدسات غير الطبيعية، وقد لا تصلح التقنية الحديثة لجميع الحالات، ولذلك يقوم طبيب المياه البيضاء المتخصص باختيار التقنية المناسبة لكل حالة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©