الكابوس لـ«الشياطين» والمجد للبارسا

وفقاً لتحليلات الصحافة الأوروبية ورؤية خبراء الكرة في القارة العجوز فإن نهائي الأولمبيكو سيكون الأكثر إثارة في تاريخ البطولة منذ إطلالتها الثانية في ثوبها الجديد عام 1992 تحت مسمى «الشامبيونز ليج»، فالنهائي الحلم يجمع بين أفضل فريقين في العالم في الفترة الحالية، فكلاهما يقدم الكرة الهجومية الجذابة المتحررة من قيود وأغلال الخطط الدفاعية، ورغم تاريخية المواجهة بين البارسا والشياطين الحمر، إلا أن مواجهة الملك البرتغالي رونالدو والأمير الأرجنتيني ميسي تخطف القلوب وتستأثر بالقدر الأعظم من الأضواء رغم أنف المكانة التاريخية الكبيرة للفريقين، ورغماً عن أهمية الحدث، فلا حديث في أروقة وصالونات عشاق الكرة الأوروبية إلا عن مواجهة رونالدو الملقب بـ سي آر 7 وميسي الملقب بـ «ميسيدونا». وقد كشف ميسي عن جانب آخر في شخصيته التي تتميز بالهدوء والتوازن بعيداً عن غرور النجومية وإعلاء الذات، حيث أكد نجم برشلونة أن نهائي روما الكبير الذي يجمع فريقه مع مانشستر يونايتد الأربعاء المقبل يشغل كل تفكيره ولا يترك له مساحة للتفكير في المقارنات المستمرة بينه وبين نجم الشياطين الحمر كريستيانو رونالدو، وهي المقارنات التي تطرحها وسائل الإعلام وعشاق الساحرة المستديرة حول العالم منذ تتويج رونالدو بلقب أفضل لاعب في العالم لعام 2008، فقد انقسم الرأي العام الكروي في العالم منذ هذا التاريخ ما بين مؤيد لحصول النجم البرتغالي على اللقب، وما بين متعصب لموهبة ميسي التي تضعه على قمة الكرة العالمية دون منازع. وانتزع النجم الأرجنتيني المبدع ليونيل ميسي لقب «ميسيدونا» وهو اسم يمزج بين إبداع ميسي وسحر مارادونا ليعكس حجم ما يتمتع به من مهارات جعلت الجميع يطلقون عليه لقب مارادونا الجديد، وحينما حوصر النجم الأرجنتيني بالأسئلة حول مقارنته مع كريستيانو رونالدو الذي تمكن من التفوق عليه في سباق أفضل لاعب في العالم لعام 2008 قال ميسي : «لا يوجد لاعب يمارس كرة القدم من أجل أن يحصل على لقب أفضل لاعب في العالم، أو من أجل الحصول على ألقاب شخصية قبل أن يكرس جهوده لمصلحة الفريق الذي يلعب له، وكرة القدم لعبة جماعية، لا أرى أن نهائي دوري الأبطال سيكون بين ميسي ورونالدو، لأنه ببساطة نهائي يجمع فريقين كبيرين وهما برشلونة ومانشستر يونايتد، والمهم بالنسبة لي أن يتوج البارسا باللقب الأوروبي مساء 27 مايو، وحينما نفوز باللقب قد يساعدني ذلك في مسألة الألقاب الشخصية، ولكن مثل هذه الأشياء تظل ثانوية بالنسبة لي مقارنة بحصولنا على البطولة الكبيرة، واعتقد أن رونالدو يفكر بالطريقة ذاتها». وأكد ميسي أن الفوز بلقب دوري الأبطال للموسم الحالي على وجه التحديد سيكون تاريخياً لأكثر من سبب، أهمها كما قال : «في حال فوزنا باللقب الأوروبي سنكون قد حققنا الثلاثية التاريخية غير المسبوقة في تاريخ البارسا، وسيكون هذا الجيل هو الأفضل في تاريخ النادي، إنها فرصة ذهبية لنسجل إنجازنا في كتب التاريخ، فالجماهير في كل مكان معجبون بالأداء الذي نقدمه، ونحن نستحق المكافأة بالتتويج باللقب الأوروبي، وإذا تمكنا من تقديم الأداء الذي نقدمه طوال الموسم فسوف ترتفع فرص فوزنا. فريق مانشستر يمتلك أسلوب أداء مشابها لنا إلى حد كبير، فهم يتحكمون بالكرة طوال الوقت، ويدركون كيف يتم تنظيم الهجمات المرتدة الفعالة، ومن وجهة نظري لا يوجد فريق مرشح للفوز بدرجة أعلى من الآخر، صحيح أنهم يدافعون عن لقبهم وربما يكون ذلك دافعاً إضافياً لهم، ومن جانبنا فقد قدمنا موسماً رائعاً ولكن لازال هناك هدف كبير واختبار عظيم وهو نهائي دوري الأبطال، فالاقتراب من دخول التاريخ يمنحنا دافعاً كبيراً للظفر بالبطولة». وحول مقارنة الأداء الذي من المتوقع أن يقدمه مانشستر بذلك الذي ظهر عليه تشلسي في قبل النهائي قال ميسي: «اعتقد أن مانشستر لن يؤدي بنفس طريقة تشلسي، فهم يمتلكون فريقاً قادراً على تقديم الكرة الجميلة، وأتوقع أن تكون المباراة مفتوحة وسوف نقدم نهائياً عظيماً» . وأشاد ميسي الذي سيكون في مواجهة مميزة مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، بمدربه جوارديولا وانتقد الأشخاص الذين اعتبروا أن برشلونة كان سيفوز بلقبي الدوري والكأس المحليين بوجود المدرب الحالي أو عدمه. وقال ميسي «يعود الفضل بالمسار الذي سلكه الفريق بشكل كبير الى جوارديولا: العمل الذي قام به، ومعرفته بشجون اللعبة، والطريقة التي حفز بها اللاعبين، لعبت دوراً أساسياً في النجاح الذي حصدناه هذا الموسم». من ناحية اخرى قال نجم وسط ميدان برشلونة والمتوج بلقب أفضل لاعب في يورو 2008 تشافي إن ميسي لا يمكن مقارنته بأي لاعب في العالم، فالمقارنة دائماً ليست في صالح الطرف الآخر، ميسي قادر على حرق أي لاعب يتم وضعه في مقارنة معه، وأشار تشافي في تصريحات أبرزتها الميرور اللندنية : « ميسي لاعب مختلف، لا يوجد في العالم لاعب يمكننا مقارنته معه، ولا يوجد لاعب مثله فمقارنته مع أي طرف نهايتها الحتمية احتراق الطرف الآخر، إنه الأفضل في العالم بلا منازع، ومع كل الاحترام لكريستيانو رونالدو وجميع اللاعبين الآخرين»