شهد مهرجان قصر الحصن الذي يختتم أعماله غدا إقبالا كبيرا من الجماهير .ويتيح المهرجان الفرصة أمام الزوار لدخول الحصن والمجلس الاستشاري الوطني السابق وأقسام مختارة من مبنى المجمع الثقافي، فضلا عن تفقد أقسام المهرجان المختلفة وفي مقدمتها البيئة الصحراوية حيث تظل الصحراء المكان الشامخ والشاهد على صبر الأجداد وتحملهم قسوة العيش في الماضي.
ويستعيد الزوار وبخاصة من كبار السن هذه الأجواء في فعاليات المهرجان ، حيث يستعرض قسم للبيئة الصحراوية، ملامحها ورحابتها ما تحتويه من مظاهر ومناظر العيش البسيط، تعكس جانبا من تراث الدولة وثقافتها الإماراتية، التي لا تزال حاضرة بقوة لدى الشخصية الإماراتية وفي مقدمتها كرم الضيافة.
وينتقل الزائر لقسم البيئة الصحراوية، بين جنبات الحياة في الماضي وما تعكسه من معان وقيم انعكست في حياة البدو قديما، ولازلنا إلى يومنا نستلهم معانيها ونعتز بالتمسك بها.
ويؤكد سلمان القحطاني أحد أعضاء اللجنة المنظمة للمهرجان، تزايد عدد الزوار هذا العام وتنوعهم، مشيرا الى أن بعضهم جاء خصيصا من دول الخليج المختلفة لحضور المهرجان والاستمتاع بفعالياته الجميلة.
ضيافة الصحراء
وبين جنبات هذه البيئة الصحراوية يستمتع الزوار بضيافة عربية مميزة يشهد التاريخ على أصالتها، كانت ولازالت سيدة الضيافة في كل محفل وزيارة، وهي القهوة، التي تمنح الزوار فرصة لتجربة التقاليد المشتركة في تناولها، التي تجسد جوانب من الكرم العربي وقيم المجتمع الراسخة في عمق التراث الإماراتي، فضلا على إطلاعهم على أدوات ومراحل وطرق إعداد القهوة العربية الأصيلة بوساطة المختصين، والتي تتضمن تحميص البن، وطحنه، وتحضيره بأدواته الأصلية.
القهوة الإماراتية
ويشرح عبيد مصبح الكعبي للزوار جوانب من طقوس تناول القهوة، وطرق تقديمها، وفي هذه الأثناء يقوم أبومايد بصب القهوة وتقديمها لهم ثم يستعرض الأدوات الخاصة بتحضير القهوة الاماراتية اللذيذة.
فيبدأ بوصف الدلال التي أمامه، وأولها دلة (الخمرة) وبها يضع الماء ليغلي على النار (الضو) بشكل دائم، ليكون جاهزا متى ما فضت دلة (اللقمة) يتم وضع القهوة لفترة فيها قليلة ثم تنقل بعد ذلك إلى دلة (المزلة) التي تستخدم في تقديم القهوة للضيوف حيث تمسك هذه الدلة باليد اليسرى، بينما يقدم الفنجال باليد اليمنى.
ويشرح الكعبي أدوات تحضير حبوب القهوة (البن) وتشمل «المحماس والتاوة والمدق والمنحاز»، حيث تحمس الحبوب في المحماس إلى أن تنضج، وتجهز لتوضع في «المنحاز» فتدق الى أن تنعم وتصبح كالبودرة، لتصبح جاهزة لإعداد القهوة.
ويوضح الكعبي أن القهوة الاماراتية الاصيلة، عادة ما تكون سادة، ومع التطور وتعدد الاذواق أصبح يضاف لها بعض التوابل لمن يرغب مثل الهيل والزعفران والمسمار والقرفة، كلا حسب بيئته.
كرم إماراتي
وتتضمن قسم البيئة الصحراوية خيمة للمأكولات الشعبية، حيث يستقبل الزائرون بكثير من الحفاوة والترحيب، فالكرم الاماراتي
الاصيل عند أهل الصحراء يتعرف عليه الزائر بمجرد وصوله إلى هذه الخيمة، حيث يصطف أمام مدخلها الزوار منتظرين الدخول تباعا بأسلوب سلس يعكس الإقبال من جانب الجمهور والترحيب من جانب المنظمين، حيث تقدم أصناف من المأكولات الشعبية الاماراتية للتذوق مجانا.
وجوه من الصحراء
في أرجاء المهرجان ينتشر سفراء قصر الحصن الذين يتطوعون لمساعدة الجمهور وإرشاده. التقينا بواحدة منهم وهي ريم مبارك إحدى متطوعات برنامج سفراء قصر الحصن، التي قالت: مهمتي في البيئة الصحراوية تتمثل في الاشراف على خيمة المأكولات الشعبية الاماراتية، مشيرة الى أن هذه المهمة كانت فرصة للتعرف عن قرب على كيفية طهي أكلاتنا التراثية اللذيذة، التي تعودنا على أكلها نحن جيل اليوم، ولا نجيد طهيها بالشكل الصحيح.
أما الشاب المتطوع سالم مبارك البريكي فكانت مهتمه الوقوف على مكتب الاستعلامات في البيئة الصحراوية، حيث يقوم بإرشاد الزوار لجميع الاماكن في هذ القسم والرد على استفساراتهم.
عدد اليوم
