لندن (د ب أ) - عندما ينزل فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي أرض الملعب في “ستاد فيلودروم” بمدينة مرسيليا الفرنسية لخوض مباراة ذهاب دور الـ 16 من بطولة دوري أبطال أوروبا أمام مرسيليا اليوم، لن يواجه الفريق الزائر جمهوراً صاخباً وفريقاً موهوباً فحسب ولكنه أيضا سيواجه واحداً من أكثر المدربين الشباب إبهاراً في العالم.
يشغل ديدييه ديشامب، لاعب خط وسط منتخب فرنسا السابق والذي أطلق عليه من قبل النجم السابق إريك كانتونا لقب “السقا”، منصب المدير الفني في مارسيليا وقد بدأ المدرب الشاب بالفعل يثبت نفسه في عالم التدريب. وخلال مشواره في الملاعب، لعب ديشامب للعديد من الأندية الكبيرة التي كان أبرزها يوفنتوس الإيطالي ومرسيليا، وقد أحرز لقب دوري أبطال أوروبا مع كلا الفريقين.
وأحرز ديشامب لقبي بطولتي الأمم الأوروبية وكأس العالم مع منتخب فرنسا. بدأ ديشامب مشواره التدريبي مع نادي موناكو حيث قاده للقب الدوري الفرنسي ثم إلى نهائي دوري الأبطال في 2004، ونجح ديشامب في إبهار الجميع بعقليته الخططية وإدارته الحكيمة.
وقال المهاجم الإسباني فيرناندو موريانتس تعليقاً على ديشامب عندما كان يلعب تحت قيادته في موناكو: “إنه جديد في مجال التدريب ولكنه يعرف عالم كرة القدم كله جيداً، فقد لعب في إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا وفاز بالألقاب في جميع هذه البلدان”.
ورغم أن مواجهة مانشستر يونايتد هي بالفعل من أصعب ما كان يمكن أن تقدمه قرعة مباريات دور الـ 16 الأوروبية لديشامب، فإن المدرب الفرنسي مقتنع بقدرة فريقه على تفجير مفاجأة أمام العملاق الإنجليزي. وقال ديشامب: “أعتقد أننا بوسعنا التغلب عليهم واقصائهم من البطولة.. إذا لم أكن مؤمنا بذلك فكيف سأتمكن من إخبار لاعبي الفريق بأن يؤمنوا به؟ إنها مهمة بالغة الصعوبة بالنسبة لنا لأن هدف مانشستر يونايتد ليس التغلب علينا فحسب وإنما إحراز اللقب”. وأضاف: “يجيد مانشستر يونايتد الدفاع ويتمتع بمواهب عديدة ولكنني لاحظت أنه يعاني من بعض نقاط الضعف في خط ظهره، لن أطلعكم على هذه النقاط ولكننا لن نكتفي بمجرد الدفاع في مباراتينا”.
وأكد ديشامب أن موقف مانشستر كمرشح أقوى للفوز سيعود بالفائدة على فريقه وقال: “تغلب فريق موناكو بقيادتي على تشيلسي عندما كان الجميع يستبعدون ذلك، وفي العام نفسه تغلبنا على ريال مدريد عندما كان الجميع يستبعدون ذلك أيضا”.
كما سيختبر ديشامب نفسه أمام أليكس فيرجسون، المدير الفني لمانشستر، الذي يقود الفريق حاليا للموسم 25 على التوالي والذي يتفوق على جميع المدربين الآخرين في إنجلترا في عدد الإنجازات التي حققها على مستوى الأندية حتى الآن، ولكن فيرجسون أيضا بفضل خبرته العريضة يدرك جيدا أن التغلب على مرسيليا في مباراتين سيكون أبعد ما يمكن عن السهولة.
وفي حالة نجاح ديشامب ومرسيليا أمام مانشستر اليوم، فلاشك في أن المدرب الفرنسي أسهم بشكل كبير، ستواصل هذه الحالة ارتفاعها في سوق المدربين. كان ليفربول الفرنسي عرض عليه تولي تدريبه في أغسطس الماضي ولكن ديشامب رفض العرض لأنه كان أعطى كلمته لمرسيليا بالبقاء.
أما إذا تأهل مرسيليا إلى دور الثمانية على حساب مانشستر، فسيكون من الصعب أن يبقى ديشامب مع الفريق لأبعد من الصيف المقبل. وقال ديشامب: “في حال فاز مانشستر يونايتد على مارسيليا ستكون نتيجة عادية، ولكن الإنجاز الذي لن ينسى هو أن يتمكن مارسيليا من الإطاحة بمانشستر”. وأضاف: “من الأفضل لنا أن يطمئن مانشستر لمواجهتنا، من الأفضل أن يأتوا إلى هنا وهم واثقون من تأهلهم لدور الثمانية، من الأفضل أن يأتوا إلى ستاد فيلودروم معتقدين أنها مواجهة سهلة وهادئة، ولكن الحقيقة هي أنها لن تكون كذلك”.
من جانبه قال فيرجسون: “مديرهم الفني، ديدييه ديشامب، نجح في تشكيل فريق قوي وكبير للغاية وفعال”. وأضاف: “شاهدتهم يلعبون على ملعبهم أمام تشيلسي في الدور الأول (دور المجموعات) حيث حققوا الفوز 1 - صفر على تشيلسي، ولكن تشيلسي نجح في صنع بعض الفرص في هذه المباراة، ولذلك نتمنى أن نفعل الشيء نفسه، لن يكون من السهل التغلب على مارسيليا بملعبه، ولكنني أعتقد أن فرصتنا جيدة في التأهل (لدور الثمانية)”.
من جهة أخرى تعافى ماتيو فالبوينا، لاعب وسط نادي أولمبيك مرسيليا، سريعاً من إصابة في الركبة.
وبدا غياب فالبوينا عن اللقاء مؤكداً في وقت سابق بعد الإصابة التي مني بها يوم 22 يناير، ووصفها مرسيليا بأنها “خطيرة”. لكن النادي الفائز بدوري الدرجة الأولى الفرنسي في الموسم الماضي قال في بيان إن فالبوينا عاد للمران بشكل كامل مع بقية زملائه وتكهنت تقارير إعلامية بأنه قد يعود للتشكيلة على الفور ضد يونايتد.
وستعطي مشاركة فالبوينا دفعة قوية للمدرب ديدييه ديشان وفريقه بعدما تأكد غياب المهاجم اندريه بيير جينياك عن اللقاء بسبب إصابة في عضلات أعلى الفخذ. وتعرض المهاجمان الآخران لويك ريمي وبرانداو للإصابة أيضاً في المباراة التي انتهت بفوز مرسيليا 2 - 1 على سانت ايتيين في الدوري المحلي السبت الماضي، لكن الاثنين يفترض أن يشاركا في لقاء اليوم بعد إراحتهما أمس الأول.
عدد اليوم
