هاوٍ يوثق لصحافة الخرطوم من ثلاثينيات القرن الماضي

المعتصم اوشي سوداني في العقد السادس من عمره، مغرم بالمعرفة لدرجة أنه تخرج من خمس جامعات في مجالات مختلفة لإشباع رغباته في الاكتشاف. وتميز اوشي في توثيق مراحل مهمة من تاريخ السودان وظل صديقا وفيا للأرشيف ودار الوثائق التي يقضي فيها ساعتين يومين بعد دوام عمله. يقول إن رغبة الاقتناء لازمتني منذ الطفولة، حيث كنت أجمع كل ما يتعلق بطفولتي والآن لدي حذاء ارتديته عندما كان عمري 45 يوما، ثم بدأت أجمع الكراسات الخاصة بي منذ المرحلة الابتدائية حتى مذكرات الجامعة». والطريف أن اوشي يحتفظ ببقايا أعيرة نارية تم إطلاقها في حفل زواجه في سبعينيات القرن الماضي. أما عن اقتناء الوثائق، فيقول اوشي إنه بدأ في جمعها منذ عام 1967 وكان يحتفظ بكل الصحف الصادرة منذ ذلك الوقت، وذكر أنه يمتلك صحفا أميركية توثق عملية اغتيال الرئيس كينيدي وأخرى عن رحلة يوري جاجرين للقمر. ويعتبر اوشي وجها مألوفا لدى العاملين في دار الوثائق، ويقول اوشي إنه سبق أن قدم مجموعة من الوثائق النادرة للدار من ضمن أكثر من 200 مجلد يضم كل واحد منها 200 صحيفة. ورغم أن الهواية تعتبر باهظة التكاليف، إلا أن اوشي يقول أن المقارنة بين القيمة المادية والتاريخية للوثائق لاتقارن باعتبار أن لديه وثائق اليوم لا تقدر بقيمة مادية وبل يرفض التنازل عنها ويكشف عن أنه يملك 3600 صورة فوتغرافية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، إلى جانب أعداد كبيرة من شرائط الفيديو والطوابع والعملات النادرة. وكشف اوشي عن أنه يرفض إعارة وثائقه أو السماح بتصويرها. ويتعامل اوشي باحترافية عالية من خلال تخصيص ملفات تعنى بأحداث بعينها، حيث يفرد ملفات للاغتيالات السياسية ورحيل الرؤساء والأمراء ويمتلك ملفات للمجلات العربية الصادرة، حيث يملك أرشيفا خاصا بمجلة «السوبر» الإماراتية منذ العدد الأول. الأرشفة لدى اوشي تشبه إجراءات الجراح الذي تنتظره عملية جراحية دقيقة، ويقول اوشي إنه كان يضع الصحف في صناديق الشاي المبطنة بالقصدير، ولكن اليوم بات الوضع أكثر يسرا بعد أن امتلك عدة طرائق حديثة للاحتفاظ بالوثائق مستفيدا من تواجده الدائم بدار الوثائق. ويقول إن هوايته منحته الكثير من المزايا من أهمها الصبر وقوة التحمل والمثابرة