السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوحات تحاكي تاريخ الريادة الفنية في التشكيل العربي

لوحات تحاكي تاريخ الريادة الفنية في التشكيل العربي
27 مايو 2009 00:27
أكد المشاركون في «ملتقى صنعاء الدولي للفنون التشكيلية» في دورته الثانية أهمية التقارب والحوار بين المبدعين العرب والأجانب، الذي كان له أكبر الأثر على المثقف اليمني والعربي على حد سواء، فيما تعانقت الألوان في معرض للفنون التشكيلية على هامش الملتقى لتعكس مهارات حضارات مختلفة شارك فيه فنانون من 13 دولة عربية، إضافة إلى الصين ودول أخرى. نوه وزير الثقافة اليمني الدكتور محمد أبوبكر المفلحي بأهمية الفنون كونها المعبر الحقيقي عن حاجتنا في هذا العالم إلى السلام والإخاء وبناء العلاقات بين البلدان، والناقل الحقيقي للمحبة وبناء الصداقات ومد الجسور من العلاقات بين الشعوب وأشاد بمستوى الحركة التشكيلية في اليمن، وقال: «اتسم المعرض بتراقص الألوان وهمس الحضارات والمدارس التشكيلية المختلفة وعكست اللوحات المعروضة مدى التناغم في دلالاتها الإنسانية وأبعادها الحركية حتى أن المرأة كانت حاضرة في اللوحات العربية والصينية». إبداع عربي خلال أيام الملتقى، امتزجت الألوان الحية الساخنة لتنقل التعبيرية والرومانسية والواقعية التي يبدعها أصحاب المدارس المختلفة المشاركون في المعرض، إلى جانب اللمسة الحادة من الفرشاة، وكذلك جانب الاستطالة أو الاختزال في الشكل. وتعاملت بعض اللوحات مع الجسد (حواء و آدم) في حين برزت الأشكال مستوحاة من الطبيعة مع اختلاف البيئة العربية عن الصينية وظهرت كوسائل تعبيرية ببساطة وبغير محاذير أو حساسية كلها تبدو أشكال في الطبيعة. وشهد زوار الملتقى حجم الإبداع التشكيلي العربي المختلف في تعبيراته وأشكاله داخل مجتمعاته، عكستها لوحات تعبيرية ورمزية جميلة. فيما الحركة التشكيلية العربية -كما تقول الدراسات البحثية- من بين الممارسات الفنية والفكرية التي تواجه تحديات مستمرة في كل مستوياتها، لاسيما أنها بدأت في الظهور والنشوء جراء اللقاء التاريخي بين المجتمعات العربية والحداثة الغربية. تجارب مختلفة يعتبر النقاد أن تاريخ الريادة الفنية في التشكيل العربي هو «من أشد عصور التاريخ تعقيداً وتنوعاً وأهمية. فدراسة هذه الحقبة من التاريخ التي امتدت نحو مائة عام، تتناول تشكيلة متنوعة من التجارب والخبرات والعطاءات، وهي تشكيلة تعبر عن جانب مهم من جوانب تطور الفنون التشكيلية المعاصرة». من هنا أظهر معرض صنعاء أن التجربة التشكيلية المعاصرة في اليمن، هي الأخرى تجربة قصيرة بعمرها قياسا بعمر التجارب في كل من مصر والعراق ولبنان والمغرب ودول عربية أخرى، مع أن لها تاريخاً تراثياً عريقاً يمتد إلى الآف السنين، ويمتلك خصوصية تكاد تكون متفردة من خلال العمارة اليمنية، بما فيها من تنوع وأصالة وتفرد في الشكل والأسلوب واللون، والذي انعكس منذ بداية السبيعنات من القرن الماضي على الفنون المعاصرة بالعديد من التفاصيل. ومن أبرز الفنانين اليمنيين الذين شاركوا في المعرض ممن يعدون بناة حركة التجديد التشكيلي الذين أبدعوا بإسهاماتهم المتميزة: هاشم علي وآمنة النصيري ومظهر نزار وطلال النجار وريمة قاسم وغيرهم. توصيات الملتقى أوصى الفنانون اليمنيون والنقاد العرب والصينون المشاركون في الملتقى بضرورة استمرارية هذه التظاهرة لتصبح تقليداً ثقافياً سنوياً، وتجاوز الدعوات الرسمية إلى الدعوات الفردية للتجارب المتميزة التي تمتلك حضوراً عربياً وعالمياً لتطوير نوعية الأداء واطلاع أجيال الشباب على التجارب العربية والعالمية المتميزة. وفي اختتام فعاليات الملتقى، أكد المشاركون ضرورة تفعيل الاتفاقيات الثقافية مع الجهات ذات الصلة لتبادل الخبرات والإمكانات العلمية والنظرية. وشددوا على أهمية التوسع في البنية التحتية المناسبة للفنون التشكيلية والبصرية بهدف استقطاب الأعداد الكبيرة من الموهوبين، وابتعاث الشباب المتميزين في دورات تخصصية وفي مختلف مناحي الفنون، واستقطاب المعارض النوعية الفنية للشباب اليمنيين المتميزين داخل اليمن وخارجها، وتطوير الأداء الثقافي البصري من خلال إقامة الورش النظرية والعلمية وإيجاد صالات للفنون بالمواصفات المناسبة لظروف العرض الاحترافي، مشيرين إلى أن هذه المشاركة أتاحت لهم الفرصة للتعرف عن قرب إلى مسيرة الثقافة اليمنية بشكل عام والفنون التشكيلية بشكل خاص
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©