ضجة بسبب فيلم يدعو للتطبيع

ملص فيلم «زيرو» استحوذ الفيلم المغربي «زيرو» للمخرج نور الدين الخماري على اهم جوائز مهرجان السينما المغربية في دورته 14 التي اختتمت فعالياتها مؤخرا بطنجة، وفاز الفيلم بالجائزة الكبرى للمهرجان، كما فاز بطل الفيلم يونس بواب بجائزة أحسن ممثل رئيس، وعادت جائزة أحسن ممثل دور ثانوي للممثل الراحل محمد مجد عن دوره في فيلم «زيرو»، فيما عادت جائزة أحسن دور نسائي ثانوي? لصونيا عكاشة في نفس الفيلم، وحصل فيلم «زيرو» ايضا على جائزة أحسن صوت. ومنحت لجنة تحكيم المهرجان جائزتها الخاصة لفيلم «ملاك» للمخرج عبد السلام الكلاعي? الذي فاز أيضا جائزة أحسن سيناريو، بينما آلت جائزة أول دور نسائي إلى الممثلة شيماء بنعشاق عن دورها في فيلم «ملاك». ومنحت اللجنة جائزة أحسن صورة لفيلم «يا خيل الله» لنبيل عيوش الذي حصل أيضا على جائزة أحسن موسيقى? وجائزة المونتاج لفيلم حكيم بلعباس «محاولة فاشلة لتعريف الحب». ونوهت لجنة التحكيم بفيلم «نساء بدون هوية» لمحمد العبودي. كما حصل الفيلم المثير للجدل «من تنغير إلى القدس» للمخرج كمال هشكار على جائزة أول عمل سينمائي في المهرجان ذاته. وفي فئة الأفلام القصيرة? توجت لجنة التحكيم فيلم «الهدف» لمنير العبار بالجائزة الكبرى. وعادت جائزة لجنة التحكيم لهذه الفئة لفيلم «يدور» للمخرج محمد مونة وجائزة السيناريو لفيلم «فوهة» لعمر مولدويرة. وقد أثار فيلم «من تنغير إلى القدس» للمخرج كمال هشكار جدلا واسعا واتهمه البعض بالدعوة للتطبيع مع اسرائيل، ونظم العشرات من الحقوقيين والمناهضين للتطبيع وقفتين احتجاجيتين امام دور السينما التي عرضت الفيلم الذي يرصد حياة اليهود الذين هاجروا من المغرب الى اسرائيل. واثار ادراج فيلم «تنغير» وهي المنطقة التي كان تسكنها أعداد كبيرة من اليهود في المغرب ومنها هاجروا الى اسرائيل، في المسابقة الرسمية لمهرجان السينما المغربية استنكارا واسعا ونقاشا طويلا، واعتبر المحتجون في الوقفة التي دعت لها تنظيمات إسلامية بينها حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة وبعض النشطاء المنتمين لأحزاب محسوبة على اليسار ونقابة الشغل وجمعية حقوق الإنسان، ان إدراج الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان سلوك تطبيعي. وطالب المحتجون وزارة الاعلام بوقف عرض الفيلم الذي تم تصوير جزء كبير منه باسرائيل، فيما اعتبر وزير الاعلام الذي لم يحضر عرض الفيلم بمهرجان السينما المغربية ان الفيلم في مضمونه لا يحمل رسائل تطبيعية وإنما ينقل حياة مغاربة هجروا إلى إسرائيل في القرن الماضي ويرصد تقاليدهم وتفاصيل حياتهم التي لم تتخلص من طابعها المغربي. وناشد مخرج الفيلم كمال هشكار النقاد بالابتعاد عن التأويلات الأيديولوجية ومحاولة قراءة الفيلم فنيا ببعده التاريخي، مضيفا في رده على الاتهامات التي اعتبرته يزكي أطروحة أرض الميعاد أن الفيلم يتناول قصة تاريخية وأنه ليس مخصصا للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. واضاف ان الفيلم يقدم درسا في التسامح بين الديانات والتعايش بين الثقافات، ويحتفي بالمغرب وبثقافته وبالإنسان المغربي بديانتيه الإسلامية واليهودية، ويحاول أن يربط الماضي بالحاضر لتقريب المغاربة من تاريخهم ومن ذاكرتهم ورفع كل لبس يمكن أن يكون عالقا في أذهان الأجيال.