الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أربع عقوبات للمفسدين ومن يحاربون الله ورسوله

19 فبراير 2015 23:26
أحمد محمد (القاهرة) قال تعالى: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم»، «سورة المائدة الآية 33». قال عكرمة والحسن البصري نزلت هذه الآية في المشركين، فمن تاب منهم من قبل أن تقدروا عليه، لم يكن عليه سبيل. قال الإمام القرطبي، اختلف الناس في سبب نزول هذه الآية، فالذي عليه الجمهور أنها نزلت في العرنيين، وهؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله. قال جرير بن عبد الله، بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المسلمين حتى أدركناهم وقد أشرفوا على بلادهم، فجئنا بهم إلى رسول الله، وقد حكى أهل التواريخ والسير أنهم قطعوا يدي الراعي ورجليه، وغرزوا الشوك في عينيه حتى مات، وأدخل المدينة ميتاً، وكان نوبيا، وكان هذا الفعل من المرتدين سنة 6 من الهجرة. وقال ابن عباس، كان قوم من أهل الكتاب بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد وميثاق، فنقضوا العهد وأفسدوا في الأرض، فخير الله رسوله إن شاء أن يقتلهم وإن شاء أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف. وروي عن ابن عباس والضحاك، أنها نزلت بسبب قوم من أهل الكتاب كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فنقضوا العهد وقطعوا السبيل وأفسدوا في الأرض. وفي قوله تعالى: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله» استعارة ومجاز إذ الله سبحانه لا يحارب، ولا يغالب لما هو عليه من صفات الكمال، ولما وجب له من التنزيه عن الأضداد والأنداد، والمعنى يحاربون أولياء الله، فعبر بنفسه العزيزة عن أوليائه إكباراً لهم. قال ابن كثير، المحاربة هي المضادة والمخالفة، وهي صادقة على الكفر، وعلى قطع الطريق وإخافة السبيل، وكذا الإفساد في الأرض يطلق على أنواع من الشر، والصحيح أن هذه الآية عامة في المشركين، وغيرهم ممن ارتكب هذه الصفات، وهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله، ورسوله وارتدوا، فقد بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة، وأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها ففعلوا، فصحوا فارتدوا عن الإسلام، وقتلوا الراعي، وساقوا الإبل، قال سعيد بن جبير، كان أناس أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا نبايعك على الإسلام، فبايعوه، وهم كذبة، وليس الإسلام يريدون. من شهر السلاح في قبة الإسلام، وأخاف السبيل، ثم ظفر به وقدر عليه، فإمام المسلمين فيه بالخيار إن شاء قتله، وإن شاء صلبه، وإن شاء قطع يده ورجله، أو ينفى من بلده إلى بلد آخر، أو يخرجه السلطان، قيل ولا يخرج من أرض الإسلام، وقال آخرون المراد بالنفي هاهنا السجن، وهو قول أبي حنيفة وأصحابه. وقال ابن جرير «ذلك لهم خزي في الدنيا» يعني شر وعار ونكال وذلة وعقوبة في عاجل الدنيا «ولهم في الآخرة عذاب عظيم» إذا لم يتوبوا من فعلهم ذلك فلهم عذاب جهنم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©