الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلبة إماراتيون: مكتبة جامع الشيخ زايد نافذة على الحضارة الإسلامية

طلبة إماراتيون: مكتبة جامع الشيخ زايد نافذة على الحضارة الإسلامية
22 فبراير 2011 19:38
كما النحل يتناثر في البساتين ليرتشف رحيق الزهور، منتجاً أطيب أنواع العسل، يكتظ في أرجاء مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير مجموعة من الطلبة الإماراتيين ينهلون من أطايب العلوم والمعارف الإسلامية المتضمنة بين أرفف المكتبة وجنباتها، متخذين من هذه العلوم قاعدة معرفية عظيمة القيمة. تشهد المكتبة إقبالاً من مختلف الفئات العمرية والجنسيات العديدة التي توافدت للإطلاع على هذا الصرح الثقافي والمعماري الفريد. من داخل المكتبة التقينا بعضاً من الطلبة الإماراتيين وحدثونا عمّا استفادوه عبر زيارتهم لها، ومنهم سيف محمد الكعبي (15 سنة)، حيث قال: إنه تعرف إلى أنواع عديدة من الخط العربي من خلال الكتب الخاصة بذلك المتوافرة في المكتبة، كما أطلع على المخطوطات الإسلامية النادرة والكتب البالغة القدم والتي تتحدث عن نشأة الحضارة الإسلامية. موضوعات شائقة وأوضح الكعبي أنه يخطط لأن يكون مهندساً، وهذا ما يجعل الإطلاع على عالم المكتبات يفيده ويساعده على تحديد ما يريد مستقبلاً، ونظراً لحبه للهندسة - حسبما يقول- فإنه تعرف عن كثب إلى طرق بناء وهندسة المكتبة بهذا الشكل الجميل، وكيفية توزيع الكتب والأرفف والمظهر العام للمكتبة بما يشجع الأفراد على القراءة ويحفز عليها. من ناحيته ذكر سيف محمد خميس (14 سنة) أنه أطلع على كتاب يتناول تأسيس الجامع وقصة بنائه، بالإضافة إلى رؤيته العديد من الكتب القديمة التي يعود عمرها إلى ما يزيد على الألف عام، وأيضاً شاهد الزخارف وفنون المعمار الإسلامي عبر الكتب الموجودة والتي تصور تطور الفنون الإسلامية عبر العصور. فيما قال محمد إبراهيم الطنيجي (13 سنة) أنه جاء إلى المكتبة بصحبة زملائه للتعرف إلى معالم الحضارة الإسلامية وتحولاتها عبر التاريخ، وفي المكتبة وجد موضوعات شائقة تتحدث عن دخول الإسلام وانتشاره في أركان العالم وكيف نشأت حضارات إسلامية كبيرة في بلدان الأندلس وأيضاً في الشرق مثل تلك التي ظهرت في مصر عقب الفتح الإسلامي لها على يد عمرو بن العاص، ولفت الطنيجي أيضاً إلى أنه استفاد من معلومات كثيرة عن جامع الشيخ زايد وكيف تم بناؤه، وعرف أن هناك بعضاً من الأمور لم يتم الانتهاء منها، وهو ما سيتم في إطار التطور المستقبلي للمسجد. زميله سالم جمعة الكعبي (13 سنة) قال إنه رأى كتباً تتناول الحضارة الإسلامية في الهند، واطلع على الزخارف الإسلامية وجمالياتها، كما تعرف إلى طريقة التصنيف والفهرسة في المكتبة، وهي أمور ولا شك في أنها ستفيده في حياته العملية مستقبلاً. على ناصر الكتبي (14 سنة) قال إنه أطلع على ثقافة الدول الإسلامية قديماً، ومنها مصر، وعرف كيف كانت بدايتها مع الإسلام، وقرأ عن العمارة الإسلامية القديمة، واستمتع بالزخارف الرائعة -بحسب قوله- الموجودة على بعض أعمدة المكتبة، وأشار إلى أنه يتمنى أن يصبح ضابطاً بالقوات المسلحة، ومن الطبيعي أن هذه القراءات ستجعله أكثر ارتباطاً بوطنه واعتزازاً به وبهويته الإسلامية. مخطوطات نادرة حمدان سالم الكعبي (14 سنة)، قال إنه أطلع على رأى كثير من الكتب النادرة، وقرأ عن كيفية بناء جامع الشيخ زايد والمواد المستخدمة في بنائه، وكيف تم جلبها من أنحاء العالم، حتى يظهر المسجد بهذا الشكل المبهر. عامر سالم المرّي (13 سنة) تحدث بدوره قائلاً: عرفت عن تاريخ الحضارة الإسلامية قديماً في البناء، ورأيت في العمارة الإسلامية كثرة الزخارف بها والإبداع في إنجازها، واطلعت في المكتبة على مخطوطات يعود زمنها إلى قبل ألف عام تقريباً، وكتب من الهند ودول إسلامية عديدة، واكتشفت أن المسلمين القدامى أقاموا مدناً عظيمة خلدها التاريخ مثل القيروان في تونس، والفسطاط في مصر، فضلاً عن اطلاعي على عظمة الحضارة الإسلامية في الأندلس. ويقول الأستاذ أحمد النعيمي المشرف على هؤلاء الطلبة، والذي صحبهم في زيارة من مدرسة التفوق النموذجية للتعليم الأساسي في العين، إن الرحلة إلى مكتبة وجامع الشيخ زايد شارك فيها عشرون طالباً من مختلف المستويات، وأنها جاءت بناء على خطاب موجه إلى إدارة جامع الشيخ زايد الكبير قبل الزيارة بأسبوعين، وتم تحديد الموعد بسهولة ويسر من إدارة الجامع التي رحبت بالزيارة. ولفت النعيمي إلى أن أهداف الزيارة هي: الإطلاع على معلم إسلامي وحضاري يعد من أبرز المعالم الإسلامية في الشرق الأوسط، معرفة تاريخ المسجد وقصة بنائه، مد جسور بين المدرسة والمجتمع المحلي ومؤسساته الحضارية، والإطلاع على الجهود الكبيرة التي تبذل من المسجد في سبيل استضافة الوفود السياحية والدينية والثقافية. التفاعل مع الآخر من جهته قال طلال المزروعي مدير إدارة الأنشطة والفعاليات بمركز جامع الشيخ زايد الكبير إن مكتبة المركز تسعى إلى استئناف روح التفاعل مع الآخر، والإفادة من المعارف العالميّة، وتشجيع البحث العلمي الذي ميّز عصور التقدّم العربيّة الإسلاميّة، عن طريق توفير مصادر استثنائيّة تجعل منها، في غضون السنوات العشر المقبلة، واحدة من المكتبات المميّزة في نوعية مقتنياتها العالمية الخاصّة بموضوع الحضارة الإسلامية، ومركزا علميا مرموقا للحوار والتسامح والتفاعل بين الحضارات. أما أهداف المكتبة فيحددها المزروعي قائلا: تهدف المكتبة إلى توفير مختلف الكتب والدوريات الحضارية الإسلامية والمواد السمعيّة والبصريّة، ومخطوطة تتوزع على مجالات المعرفة المختلفة، العمارة الإسلامية وعن أهم مقتنيات المكتبة-يتابع المزروعي- فهي تضمّ مصادر أساسية متخصصّة في العمارة الإسلامية وفنونها وعلومها، تتمحور حول الحضارة الإسلامية، كما تتبّدى في تصورات الآخرين. وقد شرعت المكتبة في بناء مقتنياتها بإعداد ثلاثة آلاف عنوان من أوعية المعلومات المطبوعة من كتب ودوريات عن الفنون والعمارة الإسلامية وتاريخها مكتوبة في اثنتي عشرة لغة حيّة أو يزيد. كما يتوافر في المكتبة مجموعات من نفائس الكتب النادرة ذات الطبعات الفريدة في قيمتها العلميّة أو التاريخيّة، والأخرى القديمة والمميزّة في بابها. وأوضح المزروعي أن مقتنيات المكتبة تتنامى بسرعة قياسيّة، وهذه المقتنيات متاحة للباحثين والمهتمّين وأصحاب الاختصاص. ويقع اقتناء هذه المجموعات ضمن أهداف المكتبة واهتمامها بالحفاظ على التراث العالمي المطبوع في شتى المجالات والعلوم والمعرفة، كما تضمّ المكتبة نسخاً من المخطوطات العربية النفيسة والكتب النادرة والوثائق وطبعات للقرآن الكريم، طبعت في أوروبا، خلال المدّة الزمنية الواقعة بين (1537-1857)، وهي تبلغ في مجموعها (50679) ملفوفة مصوّرة من مجموع المخطوطات، التي تضمّ طبعات نادرة جدا. خدمات المكتبة وبالنسبة لخدمات المكتبة، أشار المزروعي إلى أنها تتطلع إلى تكوين قواعد للبيانات والحصول على مصادر المعلومات مخزّنة على أقراص بصرية، وبناء شبكات المعلومات الداخلية التي تساعد على تنظيم المعلومات وتداولها. وستقوم المكتبة في مجال خدمات المعلومات بتقديم المعلومات والإجابات عن الاستفسارات المباشرة، أو تلك التي ترد عبر وسائل الاتصالات المختلفة، وستقدّم خدماتها بمستوى من الجودة يفوق مستوى توقعات المستفيدين من هذه الخدمات، ويلبّي احتياجاتهم ويرضي طموحهم، عن طريق إنشاء بنية مكتملة الأركان من التجهيزات الحديثة، والنظم المستجدة التي تتوافق مع متطلبات البحث العلمي. أما سياسة المكتبة الخاصة فهي تقوم على التنمية المستمرة لمقتنياتها، وتغذية مصادر المعلومات بمختلف أشكالها. كما توفّر المكتبة الرئيسية أمكنة للتعلّم والمطالعة، وتقدّم المعلومات بجميع صورها، عبر تسهيل البحث في الكتب والدوريات والخرائط والمخطوطات والوسائط المتعددة والمصادر الإلكترونية، بهدف تنظيم المعلومات وتيسير استخدامها، فضلاً عن الخدمات التي تقدمها وفقًا لاحتياجات روّاد المكتبة من طلاّب وباحثين ومهتمّين مع العناية بذوي الاحتياجات الخاصة. أنشطة ثقافية وحول الأنشطة الثقافية المقامة فيها، قال طلال المزروعي إن المكتبة تبذل قصارى جهدها لرصد التراث العربي والإسلامي والمساهمة في إحيائه ونشره بما يتلاءم ومتطلبات اللحظة الحاضرة، كما تساهم في خدمة المجتمع وتنميته على المستوى الثقافي، من خلال إقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمعارض والاحتفال بالمناسبات الدينيّة والوطنيّة والاجتماعيّة، ودعم حركة البحث العلمي تأليفاً وترجمة ونشراً، وتوفير خدمات المعلومات، وتبادل الخبرات مع المؤسسات المتخصصة وتنظيم الزيارات، إضافة إلى وجوب قيام المكتبة بعرض مطبوعات المركز من الإنتاج الفكري الذي يدعم اهتماماتها ورؤيتها وأهدافها في نشر المعرفة والثقافة، وتبادله مع نظيراتها من المكتبات والمراكز. وعن نظام التصنيف، أوضح المزروعي أن المكتبة تقوم بفهرسة جميع الكتب والمراجع وغيرها من أوعية المعلومات المختلفة باستخدام قواعد الفهرسة الأنجلو-أميركية (الطبعة الثانية) AACR2 وفقاً لنظام تصنيف مكتبة الكونجرس الأميركي. ويعمل الفهرس الإلكتروني الخاص بالمكتبة، الذي يشمل فهارس المؤلفين والعناوين ورؤوس الموضوعات، لتسهيل مهمة الباحث للوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة في أنواع المواد المكتبيّة المتاحة كافة. ونتيجة للتطور المتسارع في مصادر المعلومات، تمّ اختيار نظام Millennium للعمل به نظاما آلياً للمكتبة لقدرته العالية على استيعاب الزيادة والتنوع في مقتنيات ومصادر المعلومات ولا سيما المصادر الإلكترونية، ومعالجة هذه المقتنيات بصورة تسهّل عملية تصنيفها واستخدامها، كما يساهم النظام في حل المشكلات بصورة سريعة ومنظّمة، وإعداد تقارير وإحصاءات دقيقة عن مقتنيات المكتبة. موقع فريد تقع مكتبة مركز جامع الشيخ زايد الكبير في الطابق الثالث بالمنارة الشمالية، وهو ما يحدث للمرة الأولى في تاريخ المساجد، وبذا تجمع المئذنة بين دلالاتها ووظائفها الدينية المعروفة والمعرفة المنفتحة على العالم، الداعية إلى التسامح. ومن هنا فإن مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير تستأنف الدور الحضاري لخزائن الكتب في الإسلام من منظور معاصر، يعي الثوابت ويفهم المتغيرات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©