الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يتورطُ البدويُّ عشقاً

يتورطُ البدويُّ عشقاً
31 مارس 2010 20:13
الأمطارِ في موسمِ حين يسيلُ شهدُ القطرِ فوقَ لهيبِ ثغرِ النارِ: يتصببُ البدويُّ عشقاً، أو يُجنُّ، وفي روايةِ هائمٍ: قد يُمطرُ البدويُّ شوقاً، أو يحنُّ يشفُّ إنْ شفّتْ عناقيدُ النجومِ، يخفُّ من ولهٍ إلى شفةِ الغيومِ؛ فإن همى غيمٌ على أعجاز غيمٍ يطمئنُّ.. يَروي ويُروى عنهُ: أنّ الماءَ يروي عشقَهُ؛ فيضيءُ إذ يشتاقُ.. ذاك الفتى البرّاقُ: سبّاقٌ إلى سكبِ الغرامِ على الغمام القطرُ فضيٌّ وصدرُ الغيمِ لؤلؤةُ الظلام وغرامُهُ: ـ ذاك الفتى البدويُّ ـ مكتملُ التمامِ، معتّقٌّ، عذبٌ كماءِ الوردِ مختلطٌ بأنفاسِ الخيام وهو الفتى المشتاقُ: توّاقٌ ربابتُهُ تئنُّ البرقُ وجهُ حروفهِ، والرعدُ لحنُ.. يطوي إلى عينِ الظباءِ بداوةً؛ تُبدي الذي تُخفيه أسرارُ الرمال، ويسيرُ حافٍ من صلافتهِ إلى عينِ احتمال والعينُ لا تروي البداوةَ حينَ تُسرفُ في بداوتها؛ وتشربُ مرتينْ العينُ: لا عينانِ تلتقيانِ في شرعِ التصحُّرِِ ليلتين العينُ: عينْ يجري على سُننِ التفرّدِ كُحلُها بالوِِتْرِ تغسلُ من بها ـ شَفْعاً ـ يَظنُّ لكنما عينُ الظباءِ لأجلهِ تصفو، وتُغمضُ ماؤها عن ما يُسنّ.. وهو الفتى متورطُ العامين عشقاً كلما بكتْ السماءُ، ومسّها خوفٌ وظن؛ مسّ المساءَ كمن به مسٌّ، وأطلقَ عشبَهُ للريحِ، واستسقى الظباءْ الصبُّ يفتنهُ البكاءْ مطرٌ: ويرقصُ شوقُهُ مطرٌ: ويشتعلُ الغناء سَقَطَ الخباء، غطّى الظلامُ فلولَهُ، وتكشّف الظبيُ الأغنُّ، وتورّط البدويُّ؛ لا يدري: أيُمطرُ أم يَضنُّ؟! متصبباً وَلَهاً يُخبّئُ غصنَهُ في الجمرِ يهمي نخلُهُ رُطباً فيحنو ويغوصُ في ريقِ الطرائدِ؛ بالرحيقِ الغضِّ يغسلُ سهمَهُ، ويروحُ يلعقُ إصبعيه طبعُ البداوةِ غالبٌ ـ أبداً ـ عليه كفُّ التصحُّرِ كلّما أقصاهُ من كفّيهِ يدنو.. وهو الفتى اللاشيء يُشبهُهُ هو المجنونُ من ستكونُ من يهوى؟ وحين يُهيم: كيف يكونُ؟ ذاك الفتى المفتونُ: يُخفي سرّهُ بيني وعيني حين يشربُها يزلزلُ مزنَها الدفّاقُ مزنُ يحتلها، ويصيدُ رمشَ تمنُّعي والصيدُ فنُّ جفنٌ يُغطي سرّهُ غطّاهُ جفنُ وجهُ البداوةِ ممطرٌ و بريقُ عينِ الرملِ لا يهواهُ إلاّ من بهِ مسٌّ، ومَنْ إنْ أمطرتْ صحراؤهُ شجناً يُجنُّ. * شاعرة سعودية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©