الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأشقاء يلعبون دوراً محورياً في نجاح تأهيل المعاق ودمجه

الأشقاء يلعبون دوراً محورياً في نجاح تأهيل المعاق ودمجه
5 يناير 2013 21:04
تلعب الأسرة دوراً رئيساً في عمليات التأهيل والدمج التي يخضع لها ذوو الإعاقة، ولا يقتصر هذا الدور فقط على الأبوين، بل يمتد إلى أشقاء المعاق كونهم الأكثر قرباً منه في فئتهم العمرية، وبالتالي أكثر قدرة على إدراك الكثير من المشكلات، ونظراً لأهمية الأشقاء في إنجاح أساليب دمج وتأهيل المعاق، ظهرت مؤخراً أساليب تتعامل مع أشقاء المعاق بشكل مختلف وتسهم في تخفيف الآثار السلبية التي قد يعانيها إخوة المعاقين. أحمد السعداوي (أبوظبي) - من بين الأساليب المتطورة في التعاطي مع حالات الإعاقة، وما تسببه من تداعيات على الأسرة والمجتمع المحيط بها، برز الأسلوب القصصي كطريقة لها أثرها الفعال في التخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية للإعاقة على إخوة المعاقين. في هذا الإطار أشادت مديرة أحد مراكز ذوي الاحتياجات في أبوظبي سعاد الكومي، بجهود وزارة الشؤون الاجتماعية لاتباعها هذا النهج في التعامل مع أهل المعاق، عبر المبادرة التي قامت بها إدارة رعاية وتأهيل المعاقين، بتوزيع مجموعة قصص مصورة تناولت موضوعاتها المشكلات التي قد يعانيها المعاق وإخوته، وطرق التغلب عليها وكيفية إقامة علاقة قوية بين المعاق وإخوته، وتوجيه رسائل توعوية إلى أشقاء المعاق يتعرفون من خلالها على واجباتهم والطرق الفضلى الواجب اتباعها تجاه أخيهم المعاق. آثار إيجابية وحول وعي أسرة المعاق، نوّهت إلى أهمية الأخذ بكافة الأساليب من أجل رفع الوعي لدى أسرة المعاق، وخاصة فيما يتعلق بالجانب التأهيلي وأهميته وتعريف أسرة المعاق، وخاصة أشقاءه بأن كثيراً من حالات الإعاقة يمكن أن يتطور أداؤها نحو الأفضل، ويصبح أصحابها أكثر قدرة على الاعتماد على الذات والمشاركة بفاعلية وإيجابية في المجتمع، بعكس ما هو سائد لدى حوالي تسعين في المائة من أهل المعاقين، بأن الأمل ضعيف في أن يكون أبنهم شخصاً نافعاً لنفسه ولمن حوله. وأوضحت أن أقصى ما يطمح إليه كثير من تلك الأسر أن يصل المعاق إلى مجرد أن يعتمد على نفسه فقط داخل جدران المنزل، متناسين أن هذا المعاق رغم أنه فقد شيئاً إلا أن الله سبحانه وتعالى أعطاه طاقة، يمكن إذا أحسن استخدامها أن يكون شخصاً إيجابياً بنسبة أعلى من الأشخاص الأسوياء جسدياً. توزيع العبء ومن المزايا المهمة الواردة من الإفادة من تلك المجموعة القصصية، وفق الكومي، أن عبء مساعدة المعاق والإشراف على كافة عمليات العلاج والتأهيل يتوزع بين كافة أفراد الأسرة ولا تكون المهمة منوطة بالأم فقط، ما يجعلها تُقصر أحياناً في بعض واجباتها المنزلية الأخرى سواء نحو الزوج أو الأولاد، من حيث مراجعة دروسهم ومتابعة حالتهم الدراسية وغيرها من المهام التي تقوم بها الأمهات سواء داخل البيوت أو خارجها. من جانبها، قالت أخصائية التأهيل المهني مها محمود، إن الجهود التي تجري على أرض الإمارات في مجال رعاية وتأهيل المعاقين والاهتمام بالأسر التي تضم شخصا معاقا بين أفرادها، تتوازى مع غيرها من الجهود المبذولة في أرقى دول العالم نحو أبنائها من ذوي الإعاقة وأسرهم، وفي هذا الإطار جاءت عملية الأخذ بالأسلوب القصصي لتصب في نهر الخدمات الكثيرة التي يتمتع بها المعاقون وأسرهم على أرض الإمارات. الحاجز النفسي وأشارت إلى أن أبرز ما تضمنته تلك المجموعة القصصية هو العمل على كسر الحواجز النفسية بين المعاق وإخوته، ومساعدتهم على تفهم الحالة التي يعيشها شقيقهم المعاق، وكذا التأكيد على دورهم في أساليب التأهيل والإعداد لمواجهة المجتمع الخارجي، ومن النقاط المهمة التي تحاول المجموعة القصصية العمل عليها، عمل علاقة إيجابية وتفاعلية بين أشقاء المعاق والمؤسسات التي يتلقى العلاج والدعم فيها. إلى ذلك، أكدت أن كثيرا من ذوي الإعاقة تتقدم حالاتهم عبر عمليات التأهيل والعلاج، ولكن هذا التقدم يحدث على المدى الطويل ولا يكون ملحوظاً في الوقت الراهن، وهذا يتطلب تدخل كل أفراد الأسرة ومنهم أشقاء الشخص المعاق، وأن يصبحوا على إدراك بأن هناك تقدما في حالة أبنائهم، غير أن ذلك سيستغرق فترة زمنية طويلة إلى حد ما، وشددت على أنه في سياق تعامل الوالدين مع إخوة المعاق تنبغي مراعاة عدم تجاهل أولياء الأمور لنجاحات وأعمال أبنائهم من غير المعاقين، والاهتمام بهواياتهم والعالم الخاص بهم وعدم الانشغال عنهم بحجة وجود ابن معاق في الأسرة. الأسلوب القصصي ومن أولياء أمور المعاقين أشاد خميس الموسى بالمبادرة وقال إن هذه المبادرة التي تبنتها وزارة الشؤون الاجتماعية ليست بغريبة على دولة الإمارات وأولي الأمر فيها، الذين يعملون باستمرار على توفير كافة سبل الراحة والعيش الكريم لكافة أبناء الإمارات ومنهم ذوو الاحتياجات، بوصفهم إحدى أهم الشرائح المجتمعية التي تتطلب معاملة خاصة. وأضاف: «فكرة استخدام الأسلوب القصصي مع المعاقين وأشقائهم تعتبر مفيدة جداً في أساليب تربية كل من الطفل ذي الإعاقة وشقيقه السوي، وأنا كولي أمر على استعداد لاستخدام الأسلوب القصصي في غرس قيم وسلوكيات معينة لدى الأطفال من أشقاء الشخص المعاق، نظراً لأن الأطفال في هذه الأعمار المبكرة ينبهرون بالألوان وعوالمها، ويستغل غرس القيم والعادات المختلفة عبر الأسلوب القصصي باعتباره طريقة جذابة وفريدة ومحببة إلى قلوبهم». قدرات يقول الموسى: بصفة عامة تستوعب العائلة ابنها المعاق ويتعامل معه الجميع بحب وإيمان بأن لديه قدرات يمكن استغلالها بشكل جيد وإيجابي، ولكن المهم هنا هو المجتمع الخارجي وخصوصاً الأطفال ممن هم في سن الطفل المعاق، الذين قد يخاف بعضهم من مجرد الاقتراب من الطفل ذي الإعاقة أو التعامل واللعب معه، وهو بالطبع ما يزيد آلام المعاق ويسهم عكسياً في حالته الصحية، معرقلاً أي تطور إيجابي أو نمو قد يلحق بهذه الحالة نتيجة اختلاطه بزملائه وممارسة أنشطة مختلفة قد تسهم في نجاح عمليات العلاج والتأهيل التي يتلقاها داخل المراكز الخاصة بذلك. محمد حسن حسنين ولي أمر لذي إعاقة يبلغ عمره 17 سنة، ولديه شقيق واحد يكبره بعامين، أشاد من جانبه بهذا الأسلوب السهل الذي يتعامل مع أشقاء المعاق بشكل مباشر وجذاب في آن، وتمنى لو ظهرت هذه المجموعة القصصية من قبل، حتى يستخدمها في توجيه ابنه لكيفية التعامل مع شقيقه بطريقة تساهم في تعزيز العلاقة بينهما، وتخلق جوا من الصداقة العميقة بينهما وليس فقط مجرد مساعدته على تأدية شؤونه واحتياجاته الخاصة. ودعا حسنين أولياء أمور ذوي الإعاقة إلى اقتناء مثل هذه المجموعات القصصية، التي ولا شك ستثري ثقافة أطفالهم بوسائل التعامل مع أشقائهم المعاقين وكيفية مشاركتهم في الأنشطة التي يحبونها، وهو ما يسهم في النهاية بنجاح عمليات التأهيل وتجنب أي مشاكل يستشعرها الطفل السوي من ملاحظته وجود قدر من الاهتمام تجاه شقيقه المعاق. النظرة السلبية لفتت مديرة أحد مراكز ذوي الاحتياجات في أبوظبي سعاد الكومي، إلى أن الاطلاع على القصص وقراءتها والإفادة منها سينعكس أثره ولا شك على هذه النظرة السلبية لوجود شقيق معاق، بل وتتعدى ذلك للمساهمة في تنمية قدرات وطاقات ذوي الإعاقة، خاصة أن كثيرا من أفراد هذه الفئة المهمة في المجتمع يواجهون صعوبات متنوعة في محيط المجتمع خارج الأسرة كأن يلتحقون بوظائف معينة أو ممارسة أنشطة مختلفة. وقالت: هذه الصعوبات يمكن التغلب عليها بمزيد من الاهتمام داخل المنزل بمشاركة جميع أفراد الأسرة، ولكن دون أن يؤثر ذلك على المهام اليومية والكيفية التي يعيش بها أفراد المنزل حياتهم الطبيعية، وإذا نجت الأسرة في ذلك سنتجنب حدوث كثير من المشاكل التي يسببها التعامل الخاطئ مع وجود ابن معاق داخل الأسرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©