الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الملاحظة الدقيقة» للطفل هي المعيار لمعرفة مسببات الحساسية

«الملاحظة الدقيقة» للطفل هي المعيار لمعرفة مسببات الحساسية
22 فبراير 2011 19:28
يشكو كثير من الأمهات من وجود حساسية لدى أطفالهن في ظروف معينة، ويحترن في معرفة أسباب أو تشخيص هذه الحساسية، فما السبب إذن؟. غالباً أنهن لا ينتبهن إلى أن أطفالهن قد تناولوا مأكولات أو تلمسوا أو اشتموا أشياء تسبب الحساسية لهم، وبعدها يقوم الجهاز المناعي بإفراز مواد كيماوية في جسم الطفل تتسبب ظهور الأعراض. تعد أمراض الحساسية عند الأطفال من أكثر الأمراض الغامضة شيوعاً، وعادة ما تكون وراثية يرثها الأبناء عن أحد الأبوين أو الأجداد، أو مكتسبة نتيجة عوامل مختلفة يتعرض لها الأطفال بعد الولادة. ومن خصائص الحساسية الوراثية عند الأطفال أنها غالباً ما تظهر في على شكل طفح جلدي على جلد الطفل بعد الولادة، خاصة على مناطق الوجه والأطراف مصحوبة بالحكة التي قد تؤثر على الطفل بدرجة كبيرة. وقد يصاحب الحساسية الوراثية ضيق في التنفس أو أعراض أخرى كاحتقان الجهاز التنفسي. ويكون الطفل في هذا النوع من الحساسية أكثر استجابة للمؤثرات النفسية والعوامل الفيزيائية مثل الحرارة والبرودة والتعرض للغبار والأتربة، ويكون معرضاً كذلك للإصابة بأنواع أخرى من الحساسية أكثر من غيره من الأطفال. الحساسية الجلدية يوضح الدكتور محمود حجازي، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية في جامعة كامبيردج، ويقول: «تبدأ الحساسية الجلدية عادة على الوجنتين وقد تستقر في تلك المنطقة لمدة طويلة والطفل في معاناة مستمرة، وتظهر هذه على شكل احمرار وطفح جلدي على الوجه، وقد تظهر بثور وفقاقيع تتسلخ ويخرج منها سائل أصفر اللون، ويصبح الطفل قلقاً دائم البكاء، فيفرك وجهه في الوسادة والفراش، أو يهرش بيديه، وينشب أظافره في تلك المنطقة، وبالتالي يزداد أمره سوءاً، ومما يؤثر ذلك على حالته النفسية والصحية، إذ يفقد شهيته والكثير من وزنه. وقد تنتشر الحساسية لتشمل منطقة الساعدين وخلف الركبتين أو إلى مناطق أخرى من جسمه. وقد تستمر هذه الحالة عادة حتى السنة الثانية من عمر الطفل وفي بعض الحالات إلى سن العاشرة أو لمدة طويلة. وفي هذه المرحلة تزداد سماكة الجلد في مناطق الإصابة ويصبح مكان الحساسية جافاً نتيجة تحسن مقاومة الطفل نسبياً، ويظهر بعض البثور والطفح الجلدي مصحوبين بالحكة. وتزداد أو تقل حدة تلك الأعراض نتيجة عوامل مختلفة يتعرض لها الطفل». تأثير الطعام عن تأثير الحساسية بالأطعمة التي يتناولها الطفل، يقول الدكتور حجازي:»توجد أنماط عدة من الطعام التي تسبب أكزيما أو تعمل كعامل مثير للآفة الجلدية. أنواع حساسية الطعام هي من النمط «I» الذي ينجم عن تحرر الهيستامين من الخلايا البدنية، ويؤدي ذلك إلى التهاب وزيادة نفوذية الأوعية الدموية. فجزئيات الطعام قد تمر عبر جدار الأمعاء إلى الدورة الدموية، المريض المصاب بحساسية الطعام قد يكون لديه أضداد» IgE مع IgG و Ig M «. ويعتبر حليب الأم أفضل طعام للطفل، لا يوجد أي نوع من الطعام يمكن أن يعتبر كبديل عن حليب الأم إذا استطاعت الأم أن توفره بانتظام لوليدها. لكن كيف تعرف الأم فيما إذا كان لدى طفلها تحسس لمادة غذائية ما؟ ففي السنة الأولى من العمر، غالباً ما تتظاهر الحساسية الغذائية في هذا العمر على شكل طفح جلدي، خاصة عندما لا يزول هذا الطفح بسرعة كبقية الاندفاعات الجلدية عندا الأطفال أو عندما يكون شديداً، وتكون التظاهرات الجلدية للحساسية الجلدية عند الأطفال على شكل أكزيما ذات بقع حمراء «لويحات حمراء» مرتفعة عن الجلد وحكة شديدة. وهناك حالات أخرى من الحساسية الغذائية عند الرضع على شكل تورم في الشفتين أو في الجفنين عند تناوله لطعام ما. وفي حالات أخرى تكون تظاهرات الحساسية عن الرضع مبهمة وغير صريحة، وقد يكون ذلك على شكل آلام في البطن أو قيء أو إسهال وحتى في بعض الأحيان على شكل إمساك مزمن». الصدمة التحسسية يوضح الدكتور حجازي ما يعرف بالصدمة التحسسية للأطفال، ويقول: «في حالات نادرة قد تحدث صدمة تحسسية لدى الطفل بمجرد تناوله لغذاء معين، والمقصود بالصدمة التحسسية هو حدوث هبوط مفاجئ في الضغط الشرياني مع تسرع في القلب وصعوبة تنفس. وهي تتطلب علاجاً إسعافياً وحاسماً وأهم جزء من هذا العلاج هو حقن الأدرينالين تحت الجلد ريثما يتم نقل الطفل إلى المشفى. ويجب عدم التسرع والقول إن لدى الطفل حساسية تجاه طعام ما بمجرد مثلاً أن يكون لديه احمرار في منطقة الحفاظ مثلاً. أما الحساسية الحقيقية، فهي ارتكاس مبالغ فيه من قبل الجسم تجاه مادة غذائية ما بحيث يعتبرها جسم الطفل وجهازه المناعي وكأنها جسم غريب عنه لأسباب غير واضحة حتى الآن، وتسمى هذه المادة بالمادة «المؤرجة» أو المولدة للأضداد المناعية، فعند وجود حساسية في جسم الطفل تجاه هذا «المؤرج» يقوم الجهاز المناعي بتشكيل أجسام بروتينية خاصة تسمى الأجسام الضدية من نوع IgE، وبمعنى آخر فإن الجهاز المناعي للطفل والذي تكون وظيفته الطبيعية هي الدفاع عن الجسم تجاه غزو الفيروسات والجراثيم، يقوم بالتعرف إلى المادة الغذائية على أنها جسم غريب مثير للمشاكل ومطلق للمواد والارتكاسات التحسسية، خاصة مادة «الهيستامين» وهي مادة كيماوية مسؤولة عن تظاهرات الحساسية». مراقبة الطفل ويجيب الدكتور حجازي عما تفعله الأم فيما إذا كان لدى طفلها تحسس لمادة غذائية ما:» يجب قبل كل شيء مراقبة الطفل وتسجيل قائمة خاصة بالأطعمة التي تكون متهمة بإثارة الحساسية عنده بعد كل نوبة حساسية من أجل تحديد المادة المسؤولة مع ملاحظة المدة الزمنية التي تفصل ما بين تناول الطعام وظهور أعراض الحساسية، وإذا كانت الأم ترضع طفلها حليبها فيجب تسجيل ما قامت هي بتناوله، لأن بعض المحسسات تمر من الأم إلى الطفل عبر الحليب، ومن ثم عرض هذه القائمة على الطبيب عند زيارته. ويمكن للطبيب عندها أن يجري للطفل بعض الاختبارات الجلدية أو الدموية للتأكد من مسؤولية مادة ما، مع العلم أن المعيار الذهبي لمعرفة المادة الغذائية المسؤولة عن الحساسية يبقى هو ملاحظة تكرار الحساسية عند تناول مادة ما. وغياب هذه الحساسية عند حذف هذه المادة من النظام الغذائي للطفل، ولكن لا تقم الأم بتجربة إعطاء الطفل مادة غذائية مشتبه بها كمثير للحساسية في المنزل ومن دون علم الطبيب، خاصة إذا كان لدى الطفل حساسية شديدة، فقد يكون ذلك خطراً عليه. أما اختبارات الدم لمعرفة المواد المطلقة للحساسية، فقد تكون مفيدة، ولكنها غير موثوقة كثيراً فهناك حالات إيجابية كاذبة». ويضيف الدكتور حجازي: «لعل أهم الأغذية التي قد يتحسس منها الطفل هي: حليب البقرـ البيض ـ السمك ـ الفستق ـ الصوياـ القمح. وتلعب الوراثة دوراً مهماً يصل إلى 70 أو 80 % من حالات الحساسية الغذائية، فيمكن أن يكون لدى أم الطفل حساسية تجاه نوع ما من غبار الطلع، ولكن يظهر عند طفلها حساسية تجاه غذاء ما، أي أن هناك استعداداً عائلياً ووراثياً غالباً. ومن الأسباب المتهمة أيضاً دخول بعض العادات الغذائية العصرية والحديثة إلى حياتنا، مثل إدخال التعديلات الوراثية على الأطعمة ووجود المواد الحافظة والملونات على الأغذية». العلاج الذهبي العلاج الذهبي في حال الشك الكبير أو التأكد من المادة المتهمة هو حذف هذه المادة من طعام الطفل، ولكن إذا كان الطفل رضيعاً ولديه حساسية تجاه حليب البقر الذي هو بحاجة له فما العمل؟ ولحسن الحظ أن هناك أنواعاً من الحليب تم نزع بروتين حليب البقر منها، ويمكن أن يتناولها الطفل بأمان. وعند شراء الأم لأي طعام لطفلها المصاب بالحساسية تجاه غذاء ما، يجب عليها قراءة محتويات هذا الغذاء من خلال البيانات الملصقة على العلبة. وهناك الكثير من الأدوية المضادة للهيستامين التي يمكن أن تخفف وتقي من عوارض الحساسية. وتُنصح الأمهات دائماً بالإرضاع الطبيعي، ولمدة سنة على الأقل حتى يقوى الجهاز المناعي للطفل ويقيه من حساسية الأغذية، خاصة تجاه حليب البقر. كما يُنصح بعدم إدخال حليب البقر إلى غذاء الطفل إلا بعمر السنة ما أمكن، والتدرج في إدخال الأطعمة المنوعة في غذاء الطفل، وذلك بإدخالها نوعاً نوعاً، وليس دفعة واحدة، وتأخير إدخال البيض حتى عمر 8 إلى 9 أشهر، وتأخير إدخال السمك إلى عمر السنة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©