شرق وغرب يكرس القيم النبيلة في المغرب

تشهد مدينة فاس المغربية هذه الأيام مهرجانا للثقافة الصوفية تحت شعار ''شرق وغرب''، ويهدف المهرجان إلى تمكين الجمهور من اكتشاف الثقافة الصوفية أو إعادة اكتشافها وفسح المجال أمامه للنفاذ إلى هذه الثروة الفنية والثقافية والروحية، إلى جانب تعريف العالم بالصورة الايجابية للإسلام، وذلك من خلال أسلوب جامع عماده الانفتاح والسلم اللذان يبجلهما التصوف باعتباره صوتا روحيا· وتتميز هذه الدورة التي انطلقت الخميس الماضي وتستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري بتقديم مخطوطات أساسية حول التصوف عبر تاريخ المغرب خلال الـ 12 قرنا الأخيرة، احتفاء بالذكرى 1200 سنة على تأسيس مدينة فاس، وإلقاء أناشيد صوفية لجلال الدين الرومي، وتنظيم حفل سماع مع الطريقة الوزانية، والطريقة القادرية البوتشيشية· ويشارك في المهرجان مفكرون وفلاسفة وفنانون من عدة دول، ويشكل الحضور الأجنبي إحدى العلامات المميزة لمهرجان الثقافة الصوفية حيث سيقدم جون كلود كاريير من فرنسا ونهال تجدد من إيران محاضرة بعنوان ''على خطى الرومي''، وسيشترك كل من الشيخ خالد بنتونس، وهيرفيه دو شاريط، وعبدو الحافظي، ودايسي خان، وفرونيك رفييل، في تقديم مائدة مستديرة حول ''القيم النبيلة والعلاقات الدولية''، وأخرى حول ''النساء والقيم الروحية'' يقدمها غالب بن الشيخ، وإريك جوفروا، وجعفر كنسوسي، وحورية عبدالواحد، وإكرام بناني، وفاطمة الصديقي، وزكيبة زوانات، فيما سيقدم فوزي الصقلي مدير المهرجان محاضرة حول ''التصوف والتنمية الحضارية'' 1200 سنة من المساعي الروحانية عبر تاريخ المغرب· ويقام على هامش المهرجان معرض لإعادة الاعتبار لذاكرة مدينة فاس، كما تعرض أشرطة وثائقية منها ''عودة الرومي'' حول جلال الدين الرومي· ويشكل مهرجان الثقافة الصوفية أرضية مشتركة للقاءات الفنية والروحية، التي تتيح للتنوع الثقافي والصوفي أن يعرف على نطاق واسع، ولثراء الثقافة الإسلامية أن ينتشر، باعتبار الثقافة الصوفية تشكل تراثا بالغ الثراء والتنوع في مجموع العالم الإسلامي من خلال استخدامها لأشكال شعرية وفنية واجتماعية، تعبر عن البعد الروحي الكامن في الإسلام، وهي بهذا المعنى تسمية أخرى للحضارة الإسلامية حين تطرح كحقيقة تاريخية وروحية وإبداعية·