الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفرصة الأخيرة لـ هيلاري

21 ابريل 2008 01:04
لقد اتخذت المرشحة الرئاسية ''هيلاري كلينتون'' خطوة مهمة نحو الترشح نيابة عن حزبها يوم الاثنين الماضي، باستهدافها لتعليقات منافسها ''باراك أوباما'' الأخيرة عن الطبقة العاملة، وربطه إياها إما بالبنادق أو الدين، وتشير إعلاناتها الانتخابية الصادرة مؤخراً، اختلافاً ملحوظاً عن عزمها على تقديم صورة إيجابية عن حملتها إلى حين انعقاد مؤتمر حزبها الديمقراطي، ولئن كانت ''هيلاري'' متمسكة برغبة الوصول إلى الترشح النهائي، فإن عليها أن تكف عن تقديم هذه الصورة الإيجابية، في مقابل الاستمرار في الطرق على أخطاء منافسها ''أوباما'' في الوقت الحالي، ليس ذلك فحسب، بل إن المؤكد أن تكون ''هيلاري'' الطرف الخاسر لأصوات الناخبين ولتأييد مندوبي الحزب، ما لم تعمل جاهدة على إقناع كبار مندوبي الحزب، بأنها المرشح الوحيد القادر على إلحاق الهزيمة بالمرشح الجمهوري ''جون ماكين'' في المعركة الانتخابية الفاصلة في شهر نوفمبر من العام الحالي· وفي الوقت الراهن، فإنه لا نفع يرجى من الرسالة الإيجابية التي تحاول ''هيلاري'' بعثها إلى الناخبين ومندوبي الحزب، طالما أنها لم تتمكن من القضاء بعد على آمال ''باراك أوباما'' في الفوز بالترشح النهائي، والمعلوم أن النجاح الكبير الذي حققه هذا الأخير، يعود الجزء الأعظم منه إلى مزاعمه ووعوده بأن يكون قائداً موحداً لأميركا، وقادراً على تجاوز السياسات الحزبية على الثنائية السائدة، وأن في مقدوره إحداث التغيير القيادي المطلوب في البيت الأبيض، وعليه فإن نجاح ''هيلاري'' في الترشح، رهين بمدى قدرتها على إثارة ما يكفي من الشكوك حول مزاعم ''أوباما'' هذه· ويتعين على ''هيلاري'' الطرق على حقيقة عجز ''أوباما'' عن فعل أي شيء من تلك المزاعم على الصعيد العملي، خاصة ما يتعلق منها بقدرته على تجاوز السياسات الحزبية القائمة، فعلى رغم مما قاله، إلا أنه لم يمض خطوة واحدة باتجاه تحقيق أي قدر من الثنائية أو الاتفاق الحزبي على أي قضية من القضايا المثارة أمام مجلس الشيوخ، بل الصحيح أنه يعد أكثر أعضاء هذا المجلس ليبرالية وانحيازاً لحزبه الديمقراطي خلافاً لما يقول، كما يتعين على ''هيلاري'' أن تكشف للناخبين أن القيم الخاصة التي يؤمن بها ''أوباما''، لا صلة لها بهم، على نحو ما أكدته تعليقاته الأخيرة عن ناخبي الطبقة العاملة ولجوئهم إما إلى الدين أو البنادق، ومن بين نقاط الضعف الرئيسية التي يمكن لها استثمارها لصالحها: ضعف خبرة خصمها التشريعية، ما يشير إلى عجزه عن تحقيق أي من الأهداف أو الوعود التي يقطعها للناخبين في حال فوزه· وفيما لو نجحت ''هيلاري'' في إبراز هذه الحجج المضادة لخصمها ''أوباما'' على نحو مقنع وقوي، عبر الإعلانات التلفزيونية والإذاعية إلى جانب استخدام العناوين البريدية المباشرة للناخبين، فإنه لا تزال أمامها فرصة كبيرة للاستفادة من تعبير غالبية الناخبين عن خلافهم التام مع ما صدر عن ''أوباما'' من تعليقات في ''سان فرانسيسكو'' مؤخراً· وعلى رغم ميل وسائل الإعلام وآراء الناخبين معاً إلى الرسالة الانتخابية الإيجابية، وكذلك وعي ''هيلاري'' نفسها بأن في السلبية الزائدة والهجوم المفرط على منافسها ''أوباما''، ما يلحق الضرر البالغ بحزبها الديمقراطي في المعركة الفاصلة في شهر نوفمبر المقبل، إلا أن إيجابية الرسالة الانتخابية هذه ليست كافية وحدها لتغيير مسار السباق الرئاسي في هذه المرحلة الحرجة، وللحقيقة، فإن الفرصة الأخيرة التي تلوح في أفق حملة كلينتون الانتخابية، هي الأخطاء التي ارتكبها واعترف بها ''أوباما'' نفسه مؤخراً، وإن كانت كلينتون حريصة على مواصلة الصمود في معركة الترشيح هذه، فما عليها إلا أن تستثمر هذه الفرصة أقصى استثمار ممكن· دوجلاس إي شوين خبير في استطلاعات الرأي العام ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©