السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصاد إيران

25 مارس 2017 22:19
ها هي العواصم العربية الأربع التي تتغنى إيران بالهيمنة عليها، مجرد مدن مدمرة أو منقسمة أو مشلولة أو خارج الزمن المعاصر بأشواط وأشواط. فلا بغداد هي بغداد، ولا دمشق هي دمشق، ولا صنعاء هي صنعاء ولا بيروت هي بيروت. وها هي الأمة العربية عن آخرها تراقب ما يجري تحت التراب الإيراني وتحديداً في المختبرات التي تصنع أدوات الموت بدءاً بالكيماوية منها وانتهاء بالنووية وما يجري في الكواليس من مكائد ومؤامرات. والسؤال الذي يطرح نفسه في السر والعلن ماذا تريد إيران بعد؟ ومتى تعترف بأن «ثورتها» قضت في طهران قبل أن تتعثر في كل مكان؟ فالهلال الذي حلمت به ليس إلا سبحة انفرط عقدها في شكل لم يعد في الإمكان جمعه لا بالسلاح ولا بالرجال ولا بالمال، فسوريا تحولت إلى لوحة متعددة الألوان تتقاسمها أميركا وروسيا وتركيا والأكراد وداعش وسواهم ممن حملوا فيها البنادق لألف غاية وغاية، وبشار الأسد تحول إلى «حاكم» يتلقى أوامره من خارج الحدود وينتظر الحكم الأخير الذي يبقيه في السلطة مشلولاً أو معزولاً أو خارجها منفياً أو محكوماً. والعراق ليس أفضل حالاً، في وقت تحول إلى «دويلات» غير معلنة، يعشش فيها الانقسام المذهبي والتهجير والفساد والقتل على الهوية، وتعج فيها المخيمات التي تأوي شعباً محاصراً بين السيف والبحر، وتسرح فيها جيوش إميركا وتركيا وحلف الأطلسي وميليشيا «الحشد الشعبي»، واليمن ليس أفضل حالاً بدوره، وتحديداً صنعاء العاصمة الغارقة في الدم والدموع والتصفيات والمعتقلات والقمع على الطريقة الإيرانية، والحوثيين الخائبين بعدما حولت «عاصفة الحزم» أحلامهم إلى كوابيس تضرب أوكارهم في المدن والجبال والبحار. وبيروت ليست كما تتوهم إيران، فهي فسيفساء من الطوائف والأعراق التي يصعب ابتلاعها أو تغيير أهوائها، وهي المدينة التي يحوم حولها «حزب الله» فلا يستطيع غزوها ولا الخروج منها، وهي المدينة التي تشكل خطاً أحمر في حسابات إسرائيل التي تخشى تقاسم حدودها مع «إيران» وفي حسابات أميركا التي تخشى تقاسم البحر الأبيض المتوسط مع «الحرس الثوري». هذه هي العواصم العربية التي تسيطر عليها إيران، ويبقى أن يدرك من يسير على خطاها أن «النصر» لا يمكن أن يأتي من نظام يجلس على بركان في الداخل ويسير بين الألغام في الخارج. مريم العبد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©