أبوظبي (الاتحاد)
والاس جونسون كسب ثروته الطائلة من خلال شراكته مع صديقه تشارلز كيمونز ويلسون الذي التقى به أثناء خدمته في الجيش الأميركي أبان الحرب العالمية الثانية، واتفقا على أن تمتد هذه الصداقة إلى الشراكة في الاستثمار المالي.
في ستينيات القرن الماضي، نفذ الشركاء مشاريع لبناء دور للمسنين، وتلت تلك مشاريع لبناء مساكن تتناسب مع ذوي الدخل المحدود والمتوسط، وشكل الاثنان شركة سميت الوديكس لبناء المنازل، بيد أنهم خسروا بعد أن فشلت الشركة في الحصول على أرض لإقامة مشروع ميد سنترز وكانت الخسارة فادحة وتم تصفية الشركة في العام 1976.
واستمرت شراكة الصديقين في مشروع جديد وشهد ازدهارا وهو مشروع فندق الهوليدي إنز والذي أصبح معيارا للفنادق المتطورة والمتكاملة حول العالم، فشهد الفندق افتتاح سلسلة فنادق داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها..
تقاعد جونسون في العام 1979 ليصبح نائب الرئيس الفخري لسلسلة الفنادق التي أسسها مع صديقة ويلسون الذي بدوره ظل مستمرا في إدارة المجموعة حتى بعد العام 1979.
قصة الكفاح هذه لم تأت من فراغ، ولم يرث والاس جونسون أموالا طائلة من والده، فقد نشأ في عائلة فقيرة فوالده كان عامل مناشير وكان دخله وقتها لا يتجاوز 50 سنتا في اليوم، كان أول عمل يعمله الاس في قطف القطن وكان لايزال وقتها في السابعة من عمره، وعمل نجارا متجولا في سن 16عاما، وبعد عامين جمع ما يقارب من 1800 دولار من عمله، وقام وقتها ببناء مساكن بمفرده.
ورغم ثروته المتراكمة غالبا ما يعرف والاس جونسون نفسه بأنه صبي صغير قادم من ولاية ميسيسيبي ويعمل في النجارة، فقد عرف عنه تواضعه وحبه للناس وقربه من جميع الطبقات وبالأخص الطبقة الفقيرة التي يرى أنه ابنها ولا ينسف الثراء الفاحش الذي وصل إليه تلك الفترة التي بنت فيه الشخصية الطموحة الباحثة عن تحقيق أحلام الثراء.
ولد في إدينبورغ، 28 أغسطس 1921وتنقل بين الوظائف فقد عمل أيضاً كعامل سكك حديدية، إلى جانب عمله في بناء المساكن، ولكنه ارهق بالديون فعاد لإكمال دراسته الثانوية وبعد تخرجه تم تعيينه من قبل أحد أصحاب ورش الأخشاب مقابل 100 دولار في الشهر، وهو راتب يعتبر جيدا في ذلك الوقت، طور من مهاراته في البناء والتصميم وأعمال النجارة، ولكن صاحب العمل قام بإنهاء خدماته وإحالته للتقاعد في سن الأربعين، رغم إشادة الجميع بمهنيته وكفاءاته.
أصيب وقتها والاس جونسون بالاكتئاب واتفق مع زوجته على رهن منزلهما، ومن خلال القرض البسيط تمكن والاس من بناء مسكن واحد لأحد سكان المنطقة في منتصف 1930، ولم يلبث إلا القليل حتى ذاع صيته بين السكان وتهافت عليه الطلبات لبناء مساكن جديدة، وسرعان ما أصبح باني رئيسي في منطقة ممفيس، خلال وبعد الحرب العالمية الثانية بنى والاس جونسون مساكن منخفضة التكلفة، واكتسب سمعة لبناء المنازل الصغيرة بسرعة وكفاءة، وبيعها مع انخفاض المدفوعات.
وسرعان ما أصبح مليونيرا.
يقول والاس جونسون في مذكراته الشخصية (لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي، فعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جدا ولم أفهم لماذا، أما الآن فقد فهمت أن الله شاء أن يغلق في وجهي بابا ليفتح أمامي طريقا أفضل لي ولأسرتي). قام والاس جونسون بعقد اتفاقه مع شريكه ويلسون على تأسيس أول فندق يجمع جميع خدمات الرفاهية والأسعار المناسبة للأسر ذات الدخل المتوسط، فقام بنفسه ببناء فندق (هوليدي إن)واشتهر الاس جونسون بحرفيته العالية في عمله وتفانيه فيه، وإظهار تفاصيل مميزة، وذلك بسبب الخبرة التي اكتسبها في هذا المجال.
بعد خمس سنوات من إقامتهما للفندق أصبح والاس جونسون وشريكه أثرياء، ووصل حد الثراء إلى أن يدخلا قائمة ملاك الملايين، لقد تم بناء فندق هوليداي إن في عام 1991، وكان مخطط في هذه الفترة افتتاح 250 فرعا منه في مواقع أخرى بحلول عام 1995.
توفي والاس جونسون، الذي أسس سلسلة فنادق هوليداي إن، مع شريكه كيمونس ويلسون، في منطقة ممفيس إثر نوبة قلبية أصابته وأودت بحياته عن عمر يناهز ال 86 عاما في 12 أبريل 2017.
مترجم عن sermonillustrator.org
عدد اليوم
