كشف أحد مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي الهاربين من صفوفه عن استخدام التنظيم الإرهابي لوسائل الدعاية الحديثة لتجنيد شباب المسلمين للقتال في صفوفه، محذرا أن الحياة الوردية التي يروج لها التنظيم في الأراضي الخاضعة لسيطرته لا وجود لها في الحقيقة.
ونقلت صحيفة "اندبنتنت" البريطانية عن المقاتل هاري سارفو، الذي يقبع حاليا في سجن ألماني في انتظار محاكمته، أن هناك تناقضا كبيرا بين الواقع الدموي الذي كان يعيشه والخيال الذي يروج له التنظيم المتشدد في أشرطة الفيديو التي نجحت في جذبه للذهاب إلى سوريا والقتال في صفوفه.
وقال سارفو: "عندما يتحدث مقاتلو التنظيم المدججين بالسلاح في مقاطع الفيديو الخاصة بهم، يبدو الأمر وكأنهم ينادون عليك ويقولون لك: نحن بحاجة لكم هنا! إخواننا وأخواتنا بحاجة لكم! نحن نسعى لإحلال السلام و الحياة بكرامة وشرف!".
وأضاف: "لكن في واقع الأمر، كل هذا كذب. فهم يأمرون الأشخاص الآخرين بالقتل، ولكنهم لا يقاتلون بأنفسهم على الإطلاق. إن الأمر أشبه بفيلم والجميع يلعبون أدوراهم".
المفارقة أن سارفو نفسه ظهر في أحد أفلام "داعش" التي تروج لحياة طبيعية ومترفة في كنف التنظيم في سوريا، ولكنه شدد على أنه لم يتورط في قتل أي شخص على الرغم من أنه شهد عددا لا يحصى من عمليات الإعدام المروعة على مدار الأربعة أشهر التي قضاها في صفوف التنظيم.
ويتذكر سارفو أنه شاهد إطلاق النار على رؤوس ستة رجال. كما شهد عملية قطع يد أحد الرجال وإجباره على الإمساك بها بيده الأخرى.
وقال: "أن يقتل أخ إخوته هو فعل ليس فقط غير إسلامي، لكنه غير إنساني أيضا"، وأضاف: "لقد رأيت أخا يقتل أخاه للاشتباه بأنه جاسوس".
وحذر سارفو الشباب المسلم من الانخداع بدعاية التنظيم التي تزعم تصوير الحياة اليومية تحت حكم الجماعة الإرهابية في سوريا والعراق، مطالبا إياهم بعدم تكرار خطئه.
وتابع: "بمجرد وصولك هناك، سوف تكتشف الحقيقة. ولكن ذلك سيكون بعد فوات الأوان".
عدد اليوم
