السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ركن الإبداع

ركن الإبداع
26 مايو 2009 02:08
ينزوين في ركنهن، ينشرن عبق الماضي ويوميات الجدات، من خلال أصابع أياديهن المبدعة، ينهمكن في إنجاز القطع التي يصنعنها من سعف النخل وصوف السدو وخيوط التلي. يمتلكن مهارات رائعة في تشكيل وتلوين القطع التي يعملن عليها، بينهن من تعمل لتشغل أوقات فراغها، أو حبا في العمل بمجال المهن القديمة، أو للكسب المادي، أو ورثت المهنة عن والدتها أو جدتها، فيما يعملن جميعا انطلاقا من حب تراث الدولة والحفاظ عليه، ماضيات في رحلة شجن وحنين إلى حيث الجدات والأمهات قمن بأدوارهن في رعاية الأسرة وتوفير متطلباتها، وكافحن كثيراً وصمدن في ظل ظروف حياة قاسية. يذهلن الزوار والسياح الذين يسعدون بلقاء الوالدات كبيرات السن، اللواتي يمارسن المهن القديمة ويعملن على نشرها، عبر مشغلهن في القرية التراثية إحدى مرافق «نادي تراث الإمارات» الذي يستقطب يوميا مئات الإماراتيين والزوار من مختلف الجنسيات، فضلا عن وفود سياحية يلفتها إبداع المهن المحلية القديمة. يهدف النادي من خلال «المشغل النسائي» إلى خدمة تراث الدولة وإيصاله إلى كل بقاع الدنيا من خلال مهن رئيسة هي (السدو، الخوص، التلي) تتفرع عنها عدة حرف، فضلا عن الأزياء «الملابس التقليدية» والحناء والعطور. ويعمل القسم على إنتاجها بهدف ترويجها معنويا، وليس تسويقها ماديا، فالهدف الأسمى هو التعريف بتلك المهن القديمة، وبتراثيات الدولة. فخدمة التراث ونشره بين صفوف الإماراتيين والمقيمين والسائحين، هو الأصل لدى النادي ومن هنا يُلاحظ ن أسعار المنتجاتنا تكاد تغطي قيمة المواد الخام، وبذا يصحب السائح إلى بلده هدايا تذكارية عن الدولة تروي بعض سيرتها وتفاصيل من ماضيها ووقائع حياة أهلها.. لذا تكون بعض القطع صغيرة الحجم يسهل على السياح حملها بين أمتعتهم وتمنحهم فرصة شراء عدد أكبر منها كهدايا يصحبونها معهم للأهل والأصدقاء. في زيارتي لهن مؤخرا لاحظت أن المشغل جذب شابات يعملن ويتدربن على تلك المهن، ويضعن عليها إضافاتهن ولمساتهن المعاصرة دون أن يفقدنها أصالتها ورونقها، ليؤكدن مع الوالدات العاملات أنهن جميعا زينة تلك الزوايا والأركان التي ينشرن إبداعاتهن في كل ركن منها. روعة يونس rawa.younis@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©