بوتاسل ديليان يعرض «نظرة ثاقبة بعين طائر»

عرض التشكيلي الفرنسي بوتاسل ديليان 23 عملاً فنياً في معرض حمل عنوان “نظرة ثاقبة بعين طائر” أقيم أمس الأول في جاليري سلوى زيدان للفنون التشكيلية بأبوظبي، وحضر افتتاحه ألان زواو السفير الفرنسي لدى الدولة وعدد من الفنانين والأدباء والصحفيين والمهتمين بالفن التشكيلي ويستمر المعرض حتى الثامن والعشرين من الشهر المقبل. توزعت أعمال ديليان بين 20 لوحة رسمت بالحبر الصيني والبودرة اللاصقة على الورق المعاد تكريره وبالمكس ميديا على الجمفاص وبين 3 أعمال نحتية مصقولة بالمعدن والمطعمة بالورق مثلت في تشكلها إنساناً مقلوباً وخوذاً بيضاء على رؤوس حجرية. أنجزت معظم أعمال الفنان في الأعوام 2009 و2010 ويعد المعرض امتدادا للأعمال الفنية التي نفذها الفنان في أفريقيا، حيث يستخدم تقاليد صورية متعددة لخلق نوع جديد من الأشكال المتمحورة حول الوضع الإنساني. يمتلك ديليان حساً عالياً بالتجريد ودفقاً واعياً بأهمية الدلالة التي تختفي وراء الخطوط والانحناءات وضربات الفرشاة لديه مع اهتمامه مضمونياً بتقديم روح الإنسان الحية عبر شخصية واحدة تعيش كل العذابات التي يشي بها هذا الاحمرار الطافح من رأس النموذج الإنساني. ويستكشف ديليان من خلال أعماله النفسية طبيعة الجنس البشري والتمثيل الواقعي له بتعبير رمزي عبر استلهام التقاليد الحرفية الصينية القديمة التي تستغل فيها أنواع الحبر الآسيوي على الورق. حملت لوحات ديليان أشكالاً هلامية يحاول قدر الإمكان تقريبها إلى المتلقي عبر الكوفية الطائرة في إحدى لوحاته وأجنحة مشرعة ملتصقة بالجسد الآدمي في لوحة أخرى ومن خلال عيون جاحظة متسائلة في لوحة ثالثة، أي باختصار أن كل لوحة تحمل دلالاتها الخاصة بالرغم من تشابه أعماله. وقال السفير الفرنسي تعليقاً على الأعمال كما جاء في كتيب المعرض “نحن سعداء بدعم الفنانين الفرنسيين في كل أنحاء العالم خصوصاً أولئك الذين يتمتعون بموهبة واعدة من أمثال بوتاسل ديليان، كما أننا ندعم جاليري سلوى زيدان التي تعاونا معها في الماضي ونشجعها على المضي قدماً في الإسهام في المشهد الفني الآخذ في النمو في دولة الإمارات العربية المتحدة”. من جهته قال الفنان ديليان “تعكس هذه المجموعة نظرة الصقر الثاقبة التي يتمتع بها الفنان، وهي تمثل قوة هذه النظرة، ويمكن اعتبار هذه الأعمال تمثيلاً ذاتياً يتخذ أشكال الطيور”. من جانبها قالت سلوى زيدان “أنا في بحث دائم عن فنانين موهوبين يتمتعون بنمط فريد وخاص يخبرون من خلاله قصتهم عبر أعمال تلامس الناس وتؤثر فيهم، تحمل تقنية “بو” ومقاربته للفن رؤية فلسفية عن الحياة اليومية، رؤية سيقدرها الفن في الإمارات بدون شك”.