الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شكوك حول الآثار البيئية لخطة الإنعاش الصينية

شكوك حول الآثار البيئية لخطة الإنعاش الصينية
25 مايو 2009 03:11
هل اتخذت خطة الإنعاش الاقتصادي في الصين وجهة بيئية حقاً كما اعلنت الحكومة وبعض المحللين؟ ليس بالضرورة على ما يرى خبراء في هذا المجال. وأفاد تقرير لمصرف «اتش اس بي سي» في يناير الماضي أن «الصين لم تطلق اكبر خطة مالية فحسب بل خصصت أيضاً في هذه الخطة أكبر حصة حتى الآن للشؤون المرتبطة بالتغير المناخي». وهذه الخطة مبنية على أربعة آلاف مليار يوان اي 450 مليار يورو على شكل استثمارات وإجراءات ضريبية مرتقبة للسنة المالية 2009-2010. ويوضح شارل ماك الوي وهو محام مختص بشؤون الطاقة والبيئة لدى «سكواير ساندرز اند دمبسي» في شنغهاي أن «التقرير يبين أن 38 بالمئة من الخطة مخصص لتحسينات بيئية، إلا أن معظم هذه الأموال المخصصة لمشاريع «صديقة للبيئة» يصب في قطاع السكك الحديد وشبكات توزيع الكهرباء». ويعترف ماك الوي أنه «بشكل عام جدا قد ينتج تحسن عن ذلك، لاسيما أن تم خفض هدر الكهرباء في الشبكات بفضل تكنولوجيات فعالة أو أن تركز التنقل على السكك الحديد أكثر من الطرقات»، ويضيف ماك الوي «ان تشييد البنى تحتية يتطلب مواد ملوثة جداً، لذا قد لا تكون هذه الخطة صديقة للبيئة حقاً». وبالفعل، ستزيد هذه الاستثمارات الطلب على الإسمنت والنحاس والالمنيوم والفولاذ... وبحسب ستاندرد شارترد، قد تزيد الصين هذه السنة بمقدار 75 ألف كلم شبكاتها الكهربائية على شكل خطوط وأجهزة إرسال وغيرها من التجهيزات، ما يتطلب حوالى 450 ألف طن من النحاس ومليون ونصف طن من الالمنيوم. اما في ما يتعلق بالإسمنت الذي تدنى إنتاجه منذ منتصف 2008 فقد عاد ليزداد بنسبة 13 بالمئة منذ شهر يناير، ويعرب مدير حملات جرينبيس في الصين جي بنج شونج، عن تحفظاته بشأن مراعاة الخطة للبيئة كما قال إنه يصعب الفصل في هذه المسألة بسبب نقص «الشفافية»، ويقول جي «تنقصنا المعلومات ولا يمكننا أن نحاسب مشاريع لا نعرف أن كانت صديقة للبيئة أم لا». وحتى الساعة خصصت الصين 10 بالمئة من الـ230 مليار يوان الأولى من الخطة لأعمال مرتبطة بالبيئة، و13 ملياراً منها من أجل معالجة المياه في المدن، حسب اللجنة الوطنية للإصلاح والتنمية. ويؤكد الأمين العام للجنة هان هونغوين أن «10 بالمئة نسبة لا بأس بها وتثبت أن الحكومة (...) ترسي دعائم التنمية المستدامة». إلا أن جي يقول إن «الـ10 بالمئة قد اعيد النظر بها وخفضت في مارس، وهذه إشارة مقلقة. لم تخصص الاموال في ما يتعلق بالطاقة المتجددة مع العلم أن هذا استثمار ممتاز على طريق التنمية المستدامة». ويضيف «يمكنك أن تستثمر في مزرعة تعمل بالطاقة الهوائية أو بالفحم الحجري، والاستثماران يحفزان الوظائف والنمو، إلا أن أحدهما يحقق التنمية المستدامة والآخر يسبب التلوث». والاستعجال الظاهر في معالجة الازمة الاقتصادية يولد القلق ايضاً، ويشير مسؤول منظمة فريندز اوف نايتشر، لي بو ايضا إلى أنه «من المحتمل أن إجراءات التحقيق حول أثر المشاريع على البيئة تبسط من أجل تسريع تنفيذها. نحن قلقون من ألا تحظى مشاريع البنى التحتية هذه بالإشراف البيئي الملائم». وطرحت صحيفة ديلي تشاينا الرسمية السؤال التالي «هل تستعجل الصين للاستثمار وتقوم بخطى خلفية في سعيها للتنمية المستدامة المقتصدة للطاقة والملائمة للبيئة؟»
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©