السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل تكسب أفغانستان الحرب على «طالبان»؟

2 مايو 2016 00:05
في الخامس والعشرين من مارس الماضي، هاجم رئيس أفغانستان أشرف غني باكستان في خطاب شديد اللهجة، بزعم أنها توفر ملاذات للمسلحين الذين يستهدفون بلاده. وقبل أسبوع من خطاب غني، أسفر هجوم انتحاري في كابول عن مقتل 64 شخصاً وجرح المئات. وجاء خطاب غني في الوقت الذي تشهد فيه عملية السلام الأفغانية وضعاً معقداً للغاية. فعملية السلام التي تقودها باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة والصين -مجموعة التنسيق الرباعية- وصلت إلى طريق مسدود، في ظل مطالبة غني باتخاذ إجراءات ضد قيادة «طالبان» الأفغانية، والتي يعتقد أنها تتخذ من باكستان مقراً لها. وهناك عاملان محتملان وراء هذا القرار الجريء الذي اتخذه الرئيس غني. الأول: أن الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان، والذي تفاقم بسبب عمليات «طالبان»، أضعف الرئيس غني في الداخل. ومع الضغوط المتزايدة من أحزاب المعارضة، وحتى من بعض الفصائل في حكومته، فإن موقف غني أصبح غير مستقر، ولم يعد بإمكانه تحمل انتظار محادثات السلام، والتي لم تسفر عن أي نتائج. كما أن سياسته للتواصل مع باكستان لم تنجح، حيث لم يعد باستطاعة إسلام أباد «التأثير» على «طالبان» الأفغانية. ثانياً: هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن إسلام أباد لم تتخل بعد عن تمييزها بين الجماعات المسلحة. فقبل بضعة أشهر، اعترف مستشار الشؤون الخارجية الباكستاني «سرتاج عزيز» بأن بلاده ما زالت تتمتع بتأثير كبير على «طالبان» الأفغانية، لأن قيادة الأخيرة تقيم في باكستان. ويقال إن العملية العسكرية الجارية في باكستان ضد الجماعات المسلحة في المناطق القبلية كانت عشوائية. ورغم ذلك، فالدلائل تشير إلى أن باكستان ما زالت تؤوي جماعات مسلحة، لاسيما شبكة حقاني، التي يقال إنها مسؤولة عن التفجير الذي هز كابول قبل أسبوع. كما لعبت دوراً رئيسياً في حل أزمة القيادة داخل «طالبان» الأفغانية بعد مقتل عمر الملا. ويمكن القول إن انتصارات «طالبان» العسكرية الأخيرة في أفغانستان ربما تكون نتيجة لهذه الوحدة الجديدة. ومؤخراً أصدرت الولايات المتحدة بياناً يفيد بأن جماعات مثل شبكة حقاني و«طالبان» الأفغانية تواصل العمل من باكستان. «لقد أعربنا باستمرار عن قلقنا لحكومة باكستان إزاء استمرارها في التهاون مع جماعات مثل طالبان الأفغانية وشبكة حقاني، التي تعمل من الأراضي الباكستانية». كما نشر أرشيف الأمن القومي في جامعة جورج تاون وثائق غير سرية تزعم أن جزءاً كبيراً من تمويل شبكة حقاني يأتي من قيادة «طالبان» الأفغانية في مدينة كويتا بباكستان. وبينما تنعي كابول ضحايا هجوم الأسبوع الماضي، تستضيف إسلام أباد وفداً من «طالبان» الأفغانية، لبحث الإفراج عن قيادي بارز في الحركة، مما يؤكد أن إسلام أباد لديها علاقات وثيقة بالجماعة. وهناك علاقة بين دعم باكستان لهذه الجماعات والوجود الهندي في أفغانستان. فإسلام أباد تشعر بالقلق حيال نفوذ نيودلهي في أفغانستان، وطالما وُجِد هذا الخوف، فلن يتوقف دعمها لهذه الجماعات. لكن ذلك لا يعني أن باكستان ليست مهتمة بتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان. فعلى المدى الطويل، يرتبط السلام في باكستان وازدهارها الاقتصادي بالسلام في أفغانستان. وقد دفعت إسلام أباد «طالبان» الأفغانية وغيرها لمحادثات السلام، بيد أن ضغطها كان في صورة مطالبات، وليس إجباراً. فإسلام أباد ليست مهتمة بدفع هذه الجماعات إلى مستوى تنفر فيه من القيادة الباكستانية. وإلى ذلك، فإن حكومة كابول، الضعيفة والمنقسمة، إلى جانب القوة العسكرية سيئة التدريب وسيئة التجهيز، زادت من تفاقم المشكلة. ويبدو أن الرئيس غني عاد إلى سياسة سلفه حامد كرزاي، من إلقاء للوم على باكستان لعدم القيام بما يكفي لمنع عمليات التسلل عبر الحدود. وربما تساعده هذه السياسة على كسب بعض المؤيدين في البرلمان الأفغاني، لكن ليس كسب الحرب المتصاعدة مع «طالبان»، مما قد ينعكس في فقدان الأمن ليس فقط في دولة واحدة، بل أيضاً في المنطقة بأسرها. *كاتب متخصص في الشؤون الآسيوية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©