الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوار مهرجان قصر الحصن.. «مرحبا الساع»

زوار مهرجان قصر الحصن.. «مرحبا الساع»
19 فبراير 2015 20:44
أشرف جمعة (أبوظبي) بنى مهرجان قصر الحصن مشاهد متكاملة للزمان والمكان تعرض الماضي في أبهى تجلياتها بما يكتنزه من هدوء وسكون، وتستعيد ذكريات المناسبات القديمة التي ولدت الفن الشعبي، وغرست جذوره في الوجدان، وذلك عبر فعاليات متواصلة من 11 حتى 21 فبراير الجاري، رسمت بدقة عبر بيئات الماضي نكهة الحياة، ولذة العيش في بلد أصبح اليوم بفضل فيض الماضي، والروح الوثابة العصرية، قبلة للناس من كل بقاع الأرض. عطر الماضي وفي مكان متميز في ساحة قصر الحصن، أطلت جزيرة أبوظبي بحركتها الدائبة وسحرها، فجمعت تحت لوائها ما كان يحفل به الماضي القريب، حيث المدرسة القديمة التي أرست دعائم العلم، ونور المعرفة، وإلى جوارها مبنى الشرطة بهيئتها المعروفة، وملابس رجالها، وفي حضن هذه الجزيرة التي نمت بفضل قصر الحصن وتطورت تاريخياً كانت الأسواق الشعبية بنكهتها المتجددة تقدم للزوار أشهى ما في حياة الآباء والأجداد من مكونات موروثة، فحضر «الطوي»، وتشكلت مظاهر البيوت القديمة التي نثرت عطر الماضي المنبث من خيوط الدخون ونكهة العود وألوان الحياة القديمة. صبر وكفاح واحتفظ ركن البيئة البحرية في ساحة قصر الحصن بنسائمه الرقيقية، حيث رائحة الأسماك والشباب المتجدد للبحارة القدماء، وهم يصنعون بدأب دون أن يتسرب إليهم المملل شباك الصيد، والقراير، وينحتون المراكب القديمة التي تسجل لحظات مبهرة في نسيج الحياة البحرية، فضلاً عن ورشات الصيد عن اللؤلؤ وصناعة الأشرعة في مشهد يأخذ زوار مهرجان قصر الحصن إلى رحلة في أبهاء حياة الصيادين والغواصين، ومفردات البيئة البحرية التي لا تزال ملهمة للأجيال الجديدة، إذ يتعلمون منها الصبر والجلد والكفاح. شاهد عصر وعبر نزهة في أبهاء ركن الصحراء كان محبو الإبل يتعرفون على سفينة الصحراء، حيث الجَمل الذي مثل جسر الحياة في معيشة أهل هذه المنطقة التي تتمتع بطبيعتها المناخية الخاصة وسبل الحصول على الرزق، لكن الجمل كان ولا يزال شاهد عصر يروي بصموده الجميل قصص الذين اتخذوا منه الصاحب والأنيس في التنقل، ومن ثم استخدامه في شتى مناحي الحياة. واللافت أن الزوار كان يصعدون على ظهور الإبل بحثا عن لحظة خاصة تملأ نفوسهم بالفرحة خصوصاً وأن البيئة الصحراوية احتضنت آمالهم وعبرت عن شجونهم وسافرت بهم إلى زمن الشمس اللامعة على ذرات الرمال. نسق حياة ولم تكن بيئة الواحات أقل جمالاً في احتفالية الماضي بأشكاله كافة، إذ ازدهت تحت ظلال النخيل وورشات «الحابول» وصنع الحبال، وكيفية تشذيب النخلة وأنواع التمور ورائحة القهوة العربية، ومجالس أهل الواحات التي عمروها بألفتهم وتجانسهم ونسق حياتهم الذي عبر عن أصالة وقيم وأعراف أضحت سجلاً يحتفظ بتمثيلات الحياة اليومية، ودافع قوي للأجيال الجديدة في التشبث بتقاليد الماضي الجميل. مفردات الموروث ومن تحت مظلة البيئات التراثية كان يجد الأجانب متعة في زيارة قصر الحصن هذا البناء الشامخ الذي يمثل اللبنة الأولى في كيان إمارة أبوظبي والذي التف حوله الجميع. واللافت أن الحصن بجمال عمارته وقوة بنائه استطاع أن يجمع السياح والزوار والمقيمين وأهل الإمارات على مفردات الموروث الإماراتي العتيق، فشكل قصر الحصن لوحة غنية تبهر الناظر وتملأ النفس فخراً واعتزازاً بحياة الأجداد في الماضي حيث اكتمال مشاهد الرحلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©