الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلاق خريف العمر.. مكافأة نهاية الخدمة!

طلاق خريف العمر.. مكافأة نهاية الخدمة!
25 مايو 2009 02:39
لم تصدق ما سمعته عن سبب طلاقها.. هذه أول ردة فعل لشيخة! «أبعد عشرة عمر يطلقني»؟ تسكت لبرهة والدموع تنساب من عينيها لتضيف: «ضحيت بحياتي وصحتي ومستقبلي لأجله، ثم تكون مكافأتي هذه النهاية التعيسة؟ والله لا أصدق». تلك معاناة شيخة التي قضت حياتها مع شريك العمر، وفي خريفها، طلقها! انفصال في الخمسين أو الستين أو السبعين، حيث خريف العمر، طعنة، مكافأة نهاية الخدمة، مسميات تصب في نتيجة واحدة «الطلاق» على الرغم من وجود ثمرة لهذا الزواج. نهاية محطة تقول أم زايد: «تزوجت رجلاً يكبرني بقليل، أنجبت له أربعة أبناء وابنتين، قمت بواجبي على أكمل وجه، كبر الأبناء وربيتهم تربية صالحة إلى أن أصبح ابني الكبير مهندساً والبقية في الجامعات، وقمت بتزويج البنتين. لكن بدأت مشاكلي مع زوجي في السنوات الأخيرة، اذ لم يعد ذلك الزوج الذي عرفته وعاشرته، أصبح يتذمر من كل شيء مني ومن الأولاد ودائماً ما ينعتني بأنه «انتهى عمري الافتراضي»! تستطرد قائلة: «فوجئ ابني الكبير باتصال من والده يخبره برغبته في الانفصال عني لأنه سيتزوج من أخرى عربية الجنسية» حاولت جاهدة معرفة السبب فأنا رفيقة دربه التي قضيت معه الحلوة والمرة ولي الحق في رفض هذا الأمر، لكن في داخلي تساءلت: كيف استطاع أن ينهي هذه المحطة الطويلة بسهولة؟! بلا سبب! أما مريم التي عاشت مع زوجها نحو 47 سنة لا تزال تتجرع في كل لحظة، أسى ومرارة مواقف زوجها، تقول: «تزوجني وعمري 15 سنة، وعشت معه أكثر مما عشت مع أهلي، لكن الزمن الذي نعيشه اختلفت فيه القيم وأصبح كل شخص يبحث عن نفسه بغض النظر عن الآخرين». تتابع ونبرة الحزن واضحة في صوتها: «على الرغم من الحادث الذي تعرض له، وجعله شبه مشلول عن الحركة، فضلت الوقوف إلى جانبه، لأن معدن الزوجة يظهر في مثل هذه المواقف، كنت له الزوجة والخادمة، تركت تعليمي لأتفرغ لخدمته ومساعدته وتربية أبنائنا، لكن كل تلك التضحيات ذهبت سدى، واليوم أشعر أنني كنت غبية أو على أقل تقدير مخذولة، فبعد هذه العشرة الطويلة أتجرع مرارة الطلاق بشكل مخزٍ، لا أعرف له سبباً حتى اللحظة! نصف قرن في الجهة المقابلة هناك حالات معاكسة، تكون المرأة هي الطرف الظالم في المعادلة.. فقد اضطر عبد العزيز محمد لتطليق زوجته بعد زواج 50 عاماً وهما في خريف العمر يقول: «كان لابد أن يتم هذا الطلاق في بداية الحياة الزوجية، فالحياة التي عشناها معا لا تطاق، هي مهتمة بنفسها وجمالها وإعدادها للدكتوراه، وأنا منشغل بعملي، لم يكن هناك أي كلمات أو شيء آخر يجمعنا سوى طلبات الأبناء أو مشاكل البيت، وإذا حدث وجلسنا معاً فحول موضوع عائلي يفترض علينا إيجاد حل له». يضيف: «بدأ الفتور يتسرب إلى حياتنا بعد مرور عدة سنوات من الزواج ، وبدأت زوجتي فَي محاولة مسح هويتي خلال تحضيرها للدراسات العليا، ثم الماجستير فالدكتوراه، وأنا لا أحمل سوى شهادة الثانوية! لم استطع تحمل الصراع المستمر بيننا، فتم الطلاق مؤخراً». حلبة منافسة لدى أحمد.ع، زوج في الخمسين من عمره، قصة أخرى، يقول في سياقها: «تحملت زوجتي لسنين طويلة من أجل الأبناء، كانت غير مبالية بمسؤوليات البيت، تلقي كل شؤونه على كاهل الخادمة، بل كانت تهمل طلباتي الشخصية والزوجية! لم تعد الزوجة التي عرفتها في بداية حياتي وباتت تعتبرني مثل «الخاتم في أصبعها» لقد فقدت حبي لها ولا أطيق تصرفاتها وتحول البيت إلى حلبة منافسة، نتسابق فيه على تسديد الإهانات حتى أصبحت تعيرني بمستوى صديقاتها، وبما يتمتعن به مع أزواجهن، فصبرت عليها إلى أن كبر الأبناء، للأسف طلقتها وتزوجت من امرأة آسيوية تصغرني في العمر كثيرا، لكنني ما زلت أزور أبنائي من فترة إلى أخرى وأطمئن عليهم». جهة ثالثة حقاً.. «الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون» هذا ما يمكن أن نلمسه لدى الأبناء الذين تم الطلاق بين والديهما. يقول عدنان غيسي: «حاولت جاهداً أن ترجع المياه إلى مجاريها بين والديّ، لم تصدق أذناي إن أبي طلق أمي فبعد كل تضحياتها وعدم تقصيرها معه يكافئها بالطلاق»؟ بينما عبرت هدية محمد عن صدمتها قائلة: «أمي لا تستحق هذه النهاية، فهي التي وقفت إلى جانب أبي في كل الأوقات، وحاولت أن اقنع أبي مراراً، لكن للأسف كان مُصراً وفعل ما أراد». بداية ونهاية مع اتهام كل طرف للآخر بأنه هو سبب هذا الطلاق يعتقد خليفة المحرزي ـ موجه أسري أن عمر الخمسين أو الستين هي مرحلة الاستقرار العائلي والنفسي والاجتماعي وليس الطلاق والانفصال، يقول: السبب الرئيسي لما تعانيه بعض الأسر من مشكلة الطلاق النفسي أو الفتور الذي يسبق الطلاق إنما يرجع أساساً لخطأ أو سوء الاختيار من البداية، فالمرأة قد تختار على أساس مادي أو اجتماعي من دون النظر لجوانب أخرى مهمة، وكذلك الرجل الذي يركز على الجمال الخارجي ولا ينظر إلى الجوهر الداخلي، هذا بجانب أنه بعد الزواج يحاول كل طرف تغير الآخر ليكون صورة مشابهة منه، وهذا خطأ حيث يجب أن يحترم كل منهما أفكار ومبادئ الآخر، حتى عندما يحدث الانفصال الفكري والعاطفي، لذا يجب أن تعالج هذه الجوانب قبل أن تستفحل الأمور ويتم «إنقاذ ما يجب إنقاذه» ولا يصل الأمر إلى نهاية تعيسة على الرغم من وجود أبناء». المجتمع محمد عمر- اختصاصي اجتماعي، النظر إلى جانب آخر من المشكلة، ويقول: «ترى بعض النساء إنها كبرت على كل أنواع العلاقات الوجدانية أو المادية أو الجسدية، وبالتالي فهي تنصرف عن واجبها في العلاقة الزوجية لاهتمامات أخرى لا تخلو في مضمونها من المروءة كمضاعفة الرعاية للأبناء ورعاية الوالدين، ولكن على حساب الزوج وحاجاته الأساسية، بل قد تلعب دوراً سلبياً أكبر عندما يطالبها الزوج بحقوقه، فتقوم باتهامه بأنه «مراهق متصابٍ» كل هذه الأشياء قد تولد لدى الرجل إحباطاً ويأساً، يتولد عنه نفور متصاعد تجاه شريكته بمقدار تصاعد هذه الممارسات السلبية ومن هنا يحدث الطلاق في خريف العمر». يضيف: «لا نستغرب حدوث الطلاق إذا كان الزواج لا يزال في بداياته، ولكن أن يحدث الطلاق بعد «عشرة عمر» قد تتجاوز الـ50عاماً وأكثر هو ما يثير أكثر من تساؤل وعلامات استفهام، ولا سيما في مجتمع محافظ يتمسك بقيم الأسرة والعائلة إلى حد كبير». القانون يرى عمران سعيد- الذي يعمل محامياً، من خلال الكثير من القضايا التي ترافع فيها: أن هذا الموقف الذي صدر من رجل في مثل هذا العمر بالنكران والجحود، إنما يدل على أن هذا الشخص لديه رواسب ومواقف وأفعال في طفولته، لذلك عندما يعيش رجل مع زوجته عمراً، وتكون خلال رحلتها معه الزوجة القائمة بكل واجباتها ومسؤولياتها تجاه زوجها على أكمل وجه، وتمضي حياتها وعمرها لتلبية رغباته وواجباته، وعلى الرغم من ذلك تكون المكافأة هي النكران بدل العرفان، أعتقد أننا نكون أمام مشكلة اجتماعية تتطلب منا معرفة الحلول وإيجادها في ظل القوانين الداعمة للمرأة وحقوقها. فمن خلال عملي صادفت الكثير من القضايا من هذا النوع بعضها حُلت وأخرى فضلت الطلاق بهدوء».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©