الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روسيا وسلاح الحركات الانفصالية ضد جورجيا

روسيا وسلاح الحركات الانفصالية ضد جورجيا
20 ابريل 2008 00:35
أعلنت روسيا يوم الأربعاء أنها ستقوم بتوسيع دعمها لمنطقتين انفصاليتين في جورجيا المجاورة، وأنها تعتزم إقامة علاقات قانونية مع حكومتي المنطقتين الموجودتين بحكم الواقع؛ الإعلان، الذي جاء بأمر من الرئيس ''فلاديمير بوتين'' لم يذهب إلى حد الاعتراف الرسمي بـ''أبخازيا'' و''أوسيتيا الجنوبية''، وهما منطقتان تسعيان إلى الانفصال عن جورجيا وتتمتعان بحكم ذاتي ودعم روسي قوي منذ حروب قصيرة خاضتاها مع جورجيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي؛ ولكنه يؤشر إلى عملية تعميق شاملة للعلاقات بين المنطقتين الانفصاليتين وروسيا، تشمل التجارة والزراعة والتعليم والدبلوماسية والدعم في المجال الاجتماعي؛ ويرى عدد من المراقبين في المنطقة، أن زيادة الانخراط الروسي مع هاتين المنطقتين يقوم من حيث طموحاته الطويلة المدى على نموذج الدعم الأميركي لتايوان· وقد أثار الإعلان الروسي مخاوف الحكومة الجورجية، التي ازدرت الكريملن في السنوات الأخيرة وعملت على توثيق علاقاتها مع الغرب، حيث دعت إلى دعم دولي من أجل التصدي لما وصفه ''ديفيد باكرادز''- وزير الخارجية الجورجي- بسياسة ''الضم الزاحف'' الروسية؛ حيث أوضح ''باكرادز'' أن جورجيا ستطلب من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة خاصة؛ وقال في حوار معه عبر الهاتف بعيد جلسة لمجلس الأمن القومي الجورجي: ''سنفعل كل ما في وسعنا في إطار التدابير الدبلوماسية والسياسية والقانونية الدولية''· ويكرس المرسوم الروسي توتراً دبلوماسياً متواصلاً منذ سنوات ''بوتين'' الثماني في السلطة، ويشير إلى سعي الكريملن إلى فرض نفسه ضد جورجيا خلال ما تبقى لـ''بوتين'' من أسابيع في السلطة، حيث من المقرر أن يسلم رئاسة البلاد الشهر المقبل إلى خلفه ''دميتري إي· ميدفيديف'' الذي لديه تجربة محدودة في السياسة الخارجية وأسلوب أقل صدامية، حتى الآن على الأقل· وتدعم روسيا الحكم الانفصالي في كل من ''أبخازيا'' و''أوسيتيا الجنوبية'' عن جورجيا منذ أن انتهت حروب عقد التسعينات، غير أن الغضب الروسي أخذ في الازدياد في 2003 بعد قيام ما يسمى بـ''الثورة الوردية'' في جورجيا، حين أطاحت المظاهرات التي اندلعت احتجاجاً على تزوير الانتخابات بالحكومة ووضعت الحكومة الجورجية الحالية على مسار غربي· والجدير بالذكر أنه لا يوجد بلد يعترف بـ''أبخازيا'' أو ''أوسيتيا'' الجنوبية، اللتين تصمدان بفضل الدعم الروسي، إذ تتبنى روسيا سياسة تقوم على دعم المنطقتين والالتزام في الوقت نفسه بموقف محايد، غير أن روسيا كانت قد هددت بإضفاء طابع رسمي على علاقاتها بعد أن أعلنت كوسوفو، في تحدٍّ لرأي روسيا وبدعم من الغرب، استقلالها عن صربيا في فبراير المنصرم، كما أعلنت روسيا أيضاً أنها تعتزم زيادة حضورها ردّاً على جهود جورجيا الرامية إلى الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي ''الناتو''· ومما جاء أيضاً في مرسوم الأربعاء، أن الوزارات الروسية تعتزم إقامة علاقات مباشرة مع نظيراتها في المنطقتين اللتين تسعيان إلى الانفصال؛ كما أمر ''بوتين'' أيضاً بتقديم الخدمات القنصلية لسكان المنطقتين من مكتب قريب من الحدود يقع في الأراضي الروسية، ومما يذكر في هذا السياق أن معظم الكبار في ''أبخازيا'' و''أوسيتيا الجنوبية'' يتوفرون على الجنسية الروسية، وذلك في إطار سياسة يتبناها الكريملن وتقضي بمنحهم جوازات سفر· وقد جاء الإعلان الروسي في وقت تبحث فيه ''أبخازيا'' و''أوسيتيا الجنوبية''، اللتان تقوّتا بعد أن أعلنت كوسوفو الاستقلال، عن مزيد من الدعم الخارجي؛ حيث تقوم الحكومة الأبخازية الموجودة بحكم الواقع بإصلاح وترميم مطارها، وتأمل أن تقيم ربطاً جوياً مباشراً مع روسيا، وربما تركيا أيضاً حيث يعيش عدد كبير من الجالية الأبخازية في الخارج، وقال ''ماكسيم كي· جفيندزيا'' -نائب وزير الخارجية الأبخازي- في حوار معه عبر الهاتف، إنه لا يتوقع أن تعترف روسيا رسمياً بالمنطقتين، لأن من شأن ذلك أن يمثل عبئاً دبلوماسياً على الكريملن، ولكنه رحب بالمقابل بتوثيق العلاقات، موضحاً أنه غير قلق بخصوص رد الفعل الخارجي، وقال: ''إن الموقف السياسي يكتسي أهمية أقل بالنسبة لنا من الموقف العملي والاقتصادي''، كما أوضح المسؤول الأبخازي، أن القرار الروسي ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية تعاون عسكري أكبر لا يذهب إلى حد إقامة قواعد روسية أو القيام بتدريبات مشتركة حيث قال: ''دعم الجيش الأبخازي من الناحية اللوجيستية أو الذخيرة، هذا أمر ممكن!''· سي· جي· تشيفرز- موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©