الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فيرجوسون وجوارديولا.. صراع الأجيال في «امتحان روما»

فيرجوسون وجوارديولا.. صراع الأجيال في «امتحان روما»
25 مايو 2009 01:58
عندما تدق ساعة الصفر في الاستاد الأولمبي في مدينة روما ايذانا بانطلاق المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم بين فريقي مانشستر يونايتد الإنجليزي حامل اللقب وبرشلونة الإسباني بعد غد، فان كثيرين سيعتبرون أن ثمة قواسم مشتركة كثيرة بين الفريقين هذا الموسم أدناها الظفر بالزعامة الأوروبية، وسقفها الأعلى الفوز بثلاث بطولات هذا الموسم، لكن حين تتجه الأنظار إلى المنطقة التي يقف فيها عجوز وشاب، فان الشعور يتولد بسرعة ان هناك فارقاً كبيراً بين السير اليكس فيرجوسون مدرب مانشستر يونايتد صاحب الـ67 عاماً، وجوسيب جوارديولا مدرب برشلونة ابن الـ38 عاماً، فحين تولى فيرجوسون مهمته التدريبية الأولى في فريق إيست ستريلنجشاير الاسكتلندي وكان يبلغ يومها 32 عاماً، فان جوارديولا لم يكن تعدى الثالثة، وتكفي الاشارة إلى ما تناولته صحيفة ميرور البريطانية قبل أيام عندما ذهبت للقول إنه بينما كان البعض يتعلم الأحرف الأولى كان «فيرجي» يصعد لمنصات التتويج. وتحول مدرب الشياطين الحمر الذي كان يتقاضي 40 جنيه أسترليني في الأسبوع ويعمل بدوام كامل مع إيست، إلى أكثر المدربين احرازاً للالقاب في تاريخ الكرة الإنجليزية والبريطانية على حد سواء. وعلى الرغم من أن «السير» يقترب من إكمال عامه الثالث والعشرين مع مانشستر، إلا أنه لا يزال يعيش الحماسة المفرطة للارتقاء إلى مستوى التحدي وإحراز الألقاب المحلية والخارجية التي جمع منها أكثر من 25 لقباً حتى الآن، وهو يقف مرة اخرى متابعاً لزملائه في المهنة يحزمون حقائبهم للخروج من ميادين المنافسة والبحث عن مغامرة جديدة مع ناد آخر، بينما يبدو مرتاحاً إلى وضعه وداعياً الأندية لإعطاء الفرصة لمدربيها بعدما ذاق بنفسه خيبة البداية ومعنى النهوض من الكبوات للسير على طريق المجد. فبعد عجز استمر طوال أربعة مواسم ضاق خلالها جمهور اولدترافورد ذرعاً بما يقدمه هذا الاسكتلندي، كان الفوز بكأس إنجلترا عام 1990على حساب كريستال بالاس وبهدف للمدافع لي مارتن بمثابة سفينة الإنقاذ التي أبحرت فيما بعد نحو لقب الدوري للمرة الأولى منذ 26 عاماً لتنطلق رحلة السيطرة شبه المطلقة على الصعيد المحلي. وصحيح ان فيرجوسون لم يكن يومها ذلك المدرب الذي يتمتع بفلسفة تكتيكية هائلة على غرار مواطنه مات باسبي الذي كان الأفضل وصاحب الأرقام القياسية في مانشستر قبل وصوله، إلا انه نجح بفعل حسن إدارته لمشروعه الهادف للتركيز على قطاع الناشئين وإيجاد شبكة واسعة من الكشافين لاقتناص أفضل المواهب الواعدة، حتى انه لم يتردد في زيارة أولياء هؤلاء اللاعبين لاقناعهم بجدوى انضمام أبنائهم إلى مانشستر. بموازاة ذلك، فإن الأسلوب الصارم الذي اتبعه للتخفيف من وهج نجومية لاعبيه، مضطلعاً بدور المفاوض الأول عند اتمام العقود أو تمديدها، دفع البعض للتخلي عن القميص الأحمر، ومنهم بول اينس وديفيد بيكهام وجوردون ستراكان والترينيدادي دوايت يورك والهولنديان ياب ستام ورود فان نيستلروي، ومع ذلك بقي صامداً بوجه كل العواصف، موجهاً سهام كلامه القاسي إلى الكثيرين من «أهل الدار» قبل الخصوم والذي كان آخرهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الممتعض من تغييره في مباراة مانشستر سيتي في الدوري المحلي قبل فترة. ولم يعد السؤال في اولدترافورد عن الألقاب بقدر ما تحول لمعرفة التوقيت الذي سيعلن فيه فيرجوسون اعتزاله التدريب. وكانت وسائل إعلام بريطانية ذكرت في العام الماضي أن اليكس فيرجوسون، الذي كان قد أعلن اعتزاله قبل 8 أعوام، لا يعتقد بأنه سيستمر في العمل بعد بلوغه سن السبعين. ونقلت عنه قوله «يجب أن تفكر في الوقت من أجل نفسك، أعتقد أن زوجتي التي أقنعتني بالتراجع عن قرار الاعتزال في المرة الماضية لن تفعل ذلك الآن». جوارديولا الشاب في المقابل، لا يمكن تجاهل ما فعله جوارديولا مع الفريق الكاتالوني هذا الموسم بدءا بقيادته إلى لقب كأس إسبانيا، ثم إلى لقب الدوري المحلي، وإلى النهائي. ويرى الخبراء أن برشلونة مع «بيب» يمثل نموذجاً مثالياً لفريق كرة القدم، فهو صلب في الدفاع ورائع في منتصف الملعب وحاسم في الهجوم ما خوله تسجيل أكثر من 100 هدف في الدوري، الأمر الذي سمح له بسحق خصومه لعل أبرزهم الغريم التقليدي ريال مدريد والذي اسقطه بسداسية على ملعبه في سانتياجو برنابيو. وكان قائد برشلونة السابق تولى تدريب الفريق في يوليو الماضي خلفاً للمدرب الهولندي المقال فرانك ريكارد، وهو ما اعتبره البعض مفاجئا لكونه لا يملك خبرة تدريبية على مستوى المسابقات الكبيرة. ولعل النجاح الذي حققه جوارديولا دفع إذاعة «رامبلا» الكاتالونية للقول إنه «لا يوجد في هذه الأيام من يتحدث عن خوان لابورتا (رئيس النادي)، لان نجاحات جوارديولا أنقذته من فقدان منصبه الرئاسي». جوارديولا «ابن برشلونة» اقنع بالفعل المنتقدين والجماهير وهو يرى أن بامكانه قيادة الفريق للفوز بدوري أبطال أوروبا، رغم أن الفريق المقابل يقوده رجل خبير هو اليكس فيرجوسون. ويبدو أن المدرب الساعي لتحقيق اللقب كمدرب بعدما ظفر به كلاعب عام 1992 يريد تكرار مافعله سلفه فرانك ريكارد والذي قاد برشلونة للبطولة عينها عام 2006 على حساب أرسنال الإنجليزي الذي يقوده مدرب خبير أيضاً هو الفرنسي ارسين فينجر. يستند المدرب الشاب في كلامه إلى ترسانة النجوم التي يملكها وفي مقدمتها الأرجنتيني ليونيل ميسي هداف المسابقة برصيد 8 أهداف والكاميروني صامويل ايتو هداف الدوري الإسباني والفرنسي تييري هنري الذي تحوم الشكوك حول مشاركته، إضاف إلى كوكبة أخرى من اللاعبين المدافع الصلب بويول وانييستا. ترعرع جوسيب في النادي وسجل اسمه ضمن الجيل الذهبي الذي قاده الهولندي الطائر يوهان كرويف، وفاز مع «البارسا» بالعديد من الألقاب المحلية والخارجية قبل أن ينتقل إلى إيطاليا للعب مع روما ثم بريشيا ثم أنهى مسيرته مع الأهلي القطري. بدأ مسيرته التدريبية في الموسم الماضي مع الفريق الثاني في برشلونة وقاده للصعود إلى دوري الدرجة الثالثة. ويبقى القول إن «امتحان روما» سيقدم مشهداً ربما يعتبره البعض متناقضاً لكن النهاية السعيدة لاي من المدربين هي التي ستقول كلمة الفصل.
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©