الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
30 مارس 2010 20:53
قبل أيام هاتفني صديق قديم كان قد جاء إلى أبوظبي لعمل يقضيه، فعرضت عليه من باب المجاملة تناول الطعام، ولبى الدعوة هو والعائلة الكريمة، بالرغم من أنني لم أصل إلى مرحلة الإلحاح في الدعوة بعد، وكان من الطبيعي أن استقبلهم في المنزل، مع أن منزلي صغير جداً، لدرجة أن نصف الأثاث بقي عند مدخل البيت، وعندما أدخل المفتاح في الباب يخرج من الشباك. صديقي، ما شاء الله عليه لديه خمسة أطفال مزعجين، وتغلبوا على الشيطان في شيطنتهم، ولا أدري كيف يتمكن والدهم من تحمل صراخهم المستمر، أما أنا فكنت مضطرا لأن أستحملهم فهم ضيوف وسيغادرون بعد الغداء. بعد الغداء أراد صاحبي أخذ قيلولة فتركت له غرفة النوم الوحيدة، وبقيت في المجلس، وبما أن أطفاله من النوع المزعج جداً فضلت أن اترك لهم المنزل حتى لا افقد أعصابي، أو أن تنتابني نزعة نحو الانتحار، وتركت الضيوف ليرتاحوا، وعندما عدت إلى المنزل كان صاحبي لا يزال يغط في النوم، فأيقظته عسى أن يغادر، لكن الإقامة قد طابت له وأعجبته، لكنني رجل مشغول فكان علي أن أذهب إلى المكتب، ولذلك قلت لصاحبي أن يأخذ راحته ويعتبر المنزل منزله. وربما تكون تلك العبارة قد علقت في ذهنه، ولذلك عندما عدت من المكتب قبل منتصف الليل، كان لا يزال موجودا يتفرج على القنوات الفضائية، وكان الأولاد قد دمروا نصف محتويات المنزل ونزعوا نباتات الزينة، ورشوا تربتها على سجاد وأثاث المنزل، وجعلوا من المنزل وكأنه مكب زبالة، لكن اللباقة منعتني من الصراخ، وذهبت لإحضار طعام العشاء فهم جائعون. وبطبيعة الحال لم يكن من اللائق ترك الضيوف يخرجون من المنزل في هذا الوقت المتأخر من الليل، وهم لا ينوون فعل ذلك، وبما أن المنزل صغير جدا ولا يتسع فقد تركتهم في المنزل مرة أخرى، وغادرت ابحث عن مكان أبيت فيه. استمر الوضع بهذا الشكل أياماً، وقد فاض بي الكيل وتدهورت حالتي النفسية وصرت لاجئاً لدى فندق من فنادق الثلاثة نجوم. أبوظبي رائعة وقد استهواها صاحبي، ويبدو أنه لم يعد يفكر في المغادرة، لدرجة أنني بدأت أفكر في هجر منزلي، وتركه لهم، والانتقال للعيش في مدينة أخرى لا يعرفون عنواني فيها أبداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©