بري يعد طاولة للحوار ويستبعد انتخاب الرئيس الثلاثاء

رغم رفض ''الأكثرية'' النيابية، أعد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري طاولة للحوار الوطني في مقر البرلمان لجمع القادة السياسيين المتخاصمين بحثا عن مخرج للأزمة السياسية الخطيرة· وقال بري إنه سيتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية ورفع الاعتصام الذي تنفذه المعارضة وسط بيروت فور التوصل إلى اتفاق بين ''الأكثرية'' والمعارضة حول الحكومة وقانون الانتخاب الجديد· وحذر بري في تصريح لصحيفة (السفير) اللبنانية الصادرة أمس من المماطلة وتضييع الوقت، قائلا إن ''الوقت يداهمنا جميعا والمطلوب ليس الاستغراق في الحوار والدوران في حلقة مفرغة، بل قيام حوار سريع ومنتج نصل في نهايته الى اعلان نوايا في شأن النسب بالحكومة المقبلة وأي دائرة انتخابية ستعتمد وبعد الاتفاق يصار فورا الى رفع الاعتصام من وسط بيروت ونذهب فورا الى انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان ضمن السلة الكاملة''· وألمح بري إلى أنه في ظل الجو القائم ''سيصار الى تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة في 22 ابريل الجاري الى موعد آخر بعد اسبوعين أو 20 يوما أو شهر على أبعد تقدير''· وأضاف أن ''الحوار فرصة ثمينة جدا بل أكثر من ثمينة وبالتالي يخطئ كثيرا من يفوتها لا بل يرتكب خطيئة لا سيما أن الحوار ليس تعطيلا للمبادرة العربية كما يروج بعض المتضررين، بل على العكس هو يلاقي المبادرة في منتصف الطريق لمدها بقوة دفع لبنانية حوارية وخصوصا بعدما اصطدمت هذه المبادرة بالحائط المسدود باعتراف الجميع''· وقال بري إن ''الحل المطلوب من خلال الحوار هو الحل المنسجم مع اتفاق الطائف والذي يحفظ المعادلة اللبنانية القائمة والشراكة بين الجميع، وبالتالي أي حل يمكن أن يمس هذه المعادلة او يؤثر عليها هو حل مرفوض''· وقال المتحدث باسم بري ''هذا تأكيد على تمسك الرئيس بري اليوم أكثر من أي وقت مضى'' بالحوار، مؤكدا أنه لا يرى مخرجا وليس مستعدا لأي تجربة إلا الحوار للخروج من الأزمة· وأعدت طاولة الحوار المستديرة أمس لطبقة الثانية من مقر البرلمان ووضع حولها 14 مقعدا· وقال المتحدث علي حمدان إن أي دعوة لم توجه بعد الى القادة السياسيين في انتظار تجاوب جميع الفرقاء مع مبادرة بري· وقال حمدان إن ''الغالبية من الاكثرية النيابية موافقة على الحوار الآن''· وقال حمدان ''لا انتخابات من دون حل سياسي''· وسارع فريق ''الأكثرية'' إلى ''إطلاق النار'' على مبادرة بري على لسان وزير الشباب أحمد فتفت الذي اعتبر أن تحرك رئيس البرلمان هو لمنع حركة ''قوى 14 مارس'' من طرح ملف العلاقات اللبنانية - السورية على الجامعة العربية، متهماً بري باستعمال مفردات جديدة لإضاعة الوقت، مع العلم أنه رئيس البرلمان وهو الذي أوقف الحوار وسحب وزراءه من الحكومة· وقال في حديث لوكالة ''الشرق الجديد'' إن مواقف بري اليوم تشكل تراجعاً عن طرحه السابق عندما أعلن أنه يكتفي بقانون الانتخاب، وإن تحركه هو بإيعاز من سورية وانه يسعى الى تبرئتها من التدخل في الشؤون اللبنانية· في غضون ذلك، توقع مصدر سياسي لبناني بارز امس عدم انعقاد الجلسة المقررة يوم الثلاثاء المقبل في البرلمان لانتخاب رئيس في ظل عدم اتفاق الفرقاء المتنافسين حول خطة الحل وفي ظل رفض الحوار· الى ذلك، شدد قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان حيادية الجيش اللبناني وترفعه عن التجاذبات السياسية الداخلية· وقال سليمان في كلمة له امس بمناسبة ''اليوم الطبي العسكري الاول'' إن أكثر ما يصبو اليه ''اللبنانيون في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخهم، هو الانعتاق من الازمات السياسية المتلاحقة وعودة المؤسسات الدستورية لممارسة دورها الوطني الفاعل''· ولفت سليمان الى أن الاستقرار السياسي المستند الى الارادة الوطنية الجامعة والى صيغة العيش المشترك التي تحضن كل المواطنين وتكفل حقوق الجميع هو المدخل الوحيد لإطلاق عجلة النهوض الاقتصادي والانمائي في البلاد والشروع ببناء دولة القانون· وأكد سليمان الاصرار على متابعة تنفيذ مهام الجيش الوطنية، مشدداً على منعته وحصانته ''امام التجاذبات السياسية وحالة الشرذمة والانقسام التي تعتري ساحتنا الداخلية''· كما أكد أن ''لا تفريط بدماء الشهداء وتضحيات الجرحى والمعوقين، ولا إذعان لمخططات العدو الاسرائيلي وأعماله الإجرامية، ولا مهادنة مع الارهاب والمتربصين شرا بأمن الوطن واستقراره''، مشيراٌ الى أن ايادي الفتنة والفوضى لن تستطيع ثني الجيش عن التمسك بحقه الثابت والنهائي في الدفاع عن الوطن·