الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل فرص المعاق منخفضة في الزواج؟

هل فرص المعاق منخفضة في الزواج؟
19 فبراير 2015 20:50
هناء الحمادي (أبوظبي) رغم أن بعض الأسر ترفض ارتباط بناتها بشباب من ذوي الإعاقة، تخوفاً من حدوث مشكلات ومآسٍ هم في غنى عنها، إلا أن علماء الدين أجازوا الزواج بالمعاق لأنه إنسان وله احتياجات عاطفية ونفسية كما الأسوياء تماماً. مشكلة كثير من ذوي الإعاقة الذين يحلمون بتكوين بيت وأسرة ليست غلاء المهور أو ارتفاع تكاليف الزواج أو البحث عن مسكن، وإنما الإعاقة نفسها والتي تصعب - حسب درجتها - من فرصة إيجاد شريكة حياتهم، لكن ليست هذه قاعدة، فهناك من وجد رفيقة الدرب التي قبلت بظروفه الصحية وارتضته زوجاً لها وأب لأبنائها في المستقبل. الغريب أن معظم الناس يتفقون على حق المعاق في الحياة والحب والرعاية والعمل والإبداع، لكنهم يختلفون حول حقه في الزواج والإنجاب وبناء الأسرة. في هذا التحقيق سألنا عددا من الشباب والبنات: المعاق.. هل أسهمه منخفضة في بورصة الزواج؟ فماذا قالوا؟ يأس وإحباط بالرغم من ملامحه الجميلة ورجولته، إلا أن إصابته بمرض شلل الأطفال جعلته محبط دائماً ويرى حلمه بالزواج ضرباً من الخيال، حيث يؤكد بدر يوسف (25 عاماً) أنه لا توجد الفتاة التي ترتضي به زوجاً وأباً لأبنائها، إلا من باب الشفقة، وهو ما لا يقبله، فقد سئم هذه النظرة التي تلاحقه أينما ذهب. أما شيخة حمدان (موظفة) فقد تقدم لخطبتها شاب يعاني من إعاقة حركية، ورغم إصراره الكبير على الزواج بها إلا أن طلبه رفض تماماً، تقول شيخة: رغم رفض أهلي لهذا الشاب إلا أنني فكرت بيني وبين نفسي في أنه لو تزوجته ربما يصاب أحد أبنائنا في المستقبل بإعاقة ما، وهذا ما لا أتمناه. زواج ناجح لكن «سلوى» أثبتت أن هذا الأمر ليس ضرباً من الخيال فهي زوجة وأم لثلاثة أطفال من شاب أصم، لم تسبب إعاقته لها أي نوع من الإحباط، بل ارتضت به زوجاً رغم معارضة الكثير من أهلها، بل كانت على يقين كما تقول، بأن هذا الزوج رزق من الله، وهذا هو نصيبها في الحياة، وتضيف «كل ما كتبه الله لي هو نعمة والحمد لله، ورغم أن الكثير من الفتيات رفضن الارتباط به لأنه أصم إلا أنني ارتضيت به شريكاً لحياتي وها هم أبنائي في مراحل عمرية مختلفة وأسوياء. ولم يختلف الوضع كثيراً مع فاطمة حسين (موظفة حكومية) فقد تجاوزت التفكير السطحي لبعض بنات اليوم، ولم تتردد لحظة في قبول الزواج بإبراهيم (28 عاماً) والذي يعاني من إعاقة في النمو، فقد وجدت في خلقه وتدينه ما كانت تتمناه في شريك حياتها، كما تؤكد، وتقول: مر على زواجنا 6 سنوات مليئة بالحب والعاطفة والتفاهم، وأثمر هذا الزواج حتى الآن ابنتين بصحة جيدة. العادات والتقاليد وتشير الدكتورة ريما الشيخ «استشارية أسرية» إلى أن هناك نقدا كبيرا يوجه للفتاة السليمة التي ترتبط بشاب معاق، من قبل كثيرين في المجتمع، وتلعب العادات والتقاليد أحياناً دورا كبيرا في ذلك. وتقول: من تقبل الزواج بمعاق، ربما تكون ممن يملكون وعياً كبيراً يدفعها إلى قبول هذا الشخص، لأنه يحمل ميزات كثيرة كأن يكون متعلماً أو ناجحاً، من دون النظر إلى إعاقته، وربما تكون من النوع الذي يقبل بالزواج لتغطية احتياج، أو تحت تأثير ضغط الأسرة، ولكن للأسف، الفتاة المصابة بإعاقة، تتحمل العبء الأكبر في الرفض، فتجد صعوبة في من يقبل الزواج بها، أما الشاب المعاق فهو أفضل حظاً من الفتاة لأنه رجل، والمجتمع يرى في معظم الأحيان أنه طالما قادراً على الزواج ولديه كل الإمكانات اللازمة فلا مانع من الارتباط به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©