انطلاق مؤتمر «مسارات النهوض بالأسرة العربية» الأسبوع المقبل

(الشارقة) - ينطلق الأسبوع المقبل مؤتمر “مسارات النهوض بالأسرة العربية” الذي تنظمه منظمة الأسرة العربية بقصر الثقافة في إمارة الشارقة بهدف الاحتفال باليوم العالمي للأسرة العربية ويستمر لمدة يومين برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. أعلن ذلك جمال بن عبيد البح رئيس المنظمة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح أمس بفندق هوليداي إنترناشونال وحضره الدكتور أحمد حمودة مستشار في منظمة الأسرة العربية، والدكتور أبوبكر حسين الخبير الإعلامي للمنظمة، وعبد الله الشيباني رئيس مجلس إدارة أملاك المدينة للعقارات وعدد من الإعلاميين . وأشار البح إلى أنه تم إطلاق هذا المؤتمر تزامناً مع الواقع المتغير الذي تمر به المنطقة حالياً، إضافة إلى إعادة النظر إلى قضايا وهموم وطموحات الأسرة العربية، حيث يهدف إلى مناقشة المسارات والمداخل المقترحة للنهوض بالأسرة العربية والارتقاء بحياتها ودورها في ضوء تقييم واقع الأسر العربية وبيان ما تعانيه من أوضاع ومشكلات، فضلاً عن تأكيد أولوية حماية الأسرة من الأخطار التي تهددها وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. كما ألقى البح خلال المؤتمر الصحفي الضوء على عدد من الإحصاءات والأرقام التي تشير إلى واقع الوطن العربي وأبرز المشكلات التي تواجهها من خلال دراسات صادرة من المنظمة وجامعة الأسرة العربية وأهمها انتشار فقر الدخل على نطاق واسع استناداً إلى دلائل من خطوط الفقر على الصعد الوطنية، فعلى سبيل المثال توضح الدلائل القائمة على أحدث استبانات بشأن الموازنات الأسرية في أربع دول عربية أن حدوث الفقر بالنسبة إلى خطوط الفقر الوطنية وفق تعريفها المناسب يتراوح ما بين انخفاض بنسبة 30% من السكان في كل من لبنان وسوريا، إلى ارتفاع بحوالي 58% من السكان في اليمن وحوالي 39% من السكان في مصر. كما أنه بالرغم من الصعوبات المنهجية الموجودة حالياً فمن الواضح على الأرجح أن المتوسط البسيط لنسب السكان دون خط الفقر وهو 39% من السكان أعلى بكثير من المتوسط المذكور أعلاه. وفي عام 2006، بلغ المتوسط المقدر لنسب السكان دون خط الفقر حوالي 41% في المنطقة العربية، حيث ارتفع الفقر المدقع من نهاية القرن العشرين 17.9% إلى 18.4% في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. ومن جهته، قال الدكتور أحمد حمود مستشار في المنظمة إنه ستتم خلال المؤتمر مناقشة أبرز القضايا التي تواجه الأسرة العربية، حيث إن وضعها الحالي صار في تراجع على مستوى الوطن العربي، إذ إنها فقدت الكثير من وظائفها لتضعها في أيدي جهات أخرى بسبب حالة المجتمع التي تعيش فيه. وأضاف أن المؤتمر يحاول من خلال استضافة عدد من المفكرين و العلماء والأساتذة المختصين في الدراسات الأسرية في إيجاد حلول والخروج بتوصيات يمكن من خلالها تجاوز هذه الأزمات، وذلك من خلال التعاون مع صناع القرار والحكومات في الوطن العربي، إضافة إلى إعطاء الفرص لمناقشة وعرض التجارب العلمية والبرامج الواقعية الناجحة والتي ساهمت في حل هذه المشكلات على مستوى الوطن العربي والعالم. ومن جانبه، كشف الدكتور أبوبكر حسين الخبير والمسئول الإعلامي لمنظمة الأسرة العربية بالشارقة أنه سيتم خلال المؤتمر إصدار كتاب بيان الشارقة للنهوض بالأسرة العربية وتأكيد دورها ومستقبلها الواعد يقدم لصاحب السمو حاكم إمارة الشارقة. وقال حسين: “يوثق الكتاب مسيرة الأسرة والطفولة والأمومة في إمارة الشارقة ويستعرض الجهود التي المبذولة في المجالات الصحية والبيئية والتربوية كافة خاصة جهود المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة وإلى أي مدى ساهم ذلك في ترسيخ الترابط الأسري والتماسك العائلي من خلال روافده العديدة”. وأضاف أن الكتاب يستعرض تجربة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في دعم وتعزيز ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، إلى جانب الخدمات الثقافية والجهود التي قام بها مجلس التعليم والمنطقة التعليمية بالإمارة ، فضلاً عن إلقاء الضوء على برلمانات الطفولة والشباب باعتبارها واجهات لتعزيز ثقافة الحوار وإبداء الرأي.