السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجومه ترصّع الخشب الموزاييك فن يجوب العالم

نجومه ترصّع الخشب الموزاييك فن يجوب العالم
20 ابريل 2008 00:18
تتصف معظم الفنون اليدوية بالروعة والجمال، لاعتمادها الصرف على الإبداع والمهارة في الإنجاز، فضلاً عن براعة التشكيلات التي تنتهي إليها، بما يجعل منها مهناً وحرفاً جميلة يقتني الناس قطعاً منها لتزيين بيوتهم بها· فثمة حرف قوامها فنون الزخرفة والتزيين، كفن ''الموزاييك'' الدمشقي الشهير، الذي بات يشكّل صناعة فريدة في العالم، ونال شهرة واسعة، بعد أن حاز إعجاب الناس الذين تجذبهم الزخارف والنقوش العربية ودقة الصنع· ولعل فنياته الجمالية الرفيعة، كانت سبباً في استقرار هذه الحرفة اليدوية في الإمارات، عبر بعض الحرفيين الذين امتهنوها ونشروها في إمارات الدولة· عن هذا الفن -الحرفة التي تتسم بالجمال، يقول الصانع محمد: ''بداية هناك نوعان من الموزاييك، الأول ''الحجري'' ويسمى المشقق الحجري، وترصع فيه الأحجار بالعاج والصدف، كالذي نشاهده في المساجد والقصور القديمة وجدران النوافير والأرضيات· وهناك الموزاييك ''الخشبي'' -مهنتي- وهو فن زخرفة الخشب وإدخال خشب ملون وصدف طبيعي عليه· نستعمل أخشاب أشجار متنوعة كالكينا والجوز واللوز والزان والورد والليمون، ونبدأ بصناعة الهيكل الخشبي باستخدام أنواع متعددة من الخشب بحسب الرغبة، بعدها نلصق بالغراء صفائح الموزاييك على الهيكل، ثم تقص على شكل قضبان منتظمة ذات مقطع مثلث أو مربع أو متوازي الأضلاع، وتجمع على شكل هندسي وفق الرسوم المطلوبة·· ويتم إنزال صفائح رقيقة من الصدف البحري فيها بعد نقعه بالماء وقصه على هيئة أشكال هندسية صغيرة، يتم لصقها على الصفائح فتلمع بألوان جذابة أشبه بقوس قزح لتزيد من روعة القطعة الخشبية ورونقها''· وعن أسعار المواد الخام، والقطع الجاهزة، يقول: ''نستورد الصدف من عدة أماكن أهمها سوريا، بسعر 500 درهم للكيلو جرام، وكذلك نستورد منها الأخشاب اللازمة لهذه الحرفة لأنها تكون مصقولة ومعدّة لتصنيع الموزاييك، وأيضاً نستورد بعض الأخشاب من اليابان· وبعد إنجاز القطعة الخشبية نطليها بلمّاع يمنحها رونقاً جميلاً موحداً·· وتبدأ أسعار القطع بحسب نوعيتها، فعلب الضيافة تباع بدءاً من 75 إلى 500 درهم، بحسب حجمها وتشكيلاتها·· وكذلك مجموعة صواني القهوة تباع بحوالى 300 درهم، وهناك ساعات حائطية تبدأ من 100 درهم· أما الأثاث المنزلي كغرفة الجلوس أو النوم، فعادة ما يكلف كثيراً (أكثر من 30-50 ألف درهم) ويتطلب إنجازه وقتاً طويلاً يمتد إلى عدة شهور· لكن ثمة قطع صغيرة متوفرة للسياح والزبائن الذين يرغبون في الحصول على تذكارات من هذا الفن العربي''· وعن الأدوات المستخدمة في تحضيره، يقول أسعد حمادة مدير صالة خاصة بعرض فنون الموزاييك: ''إن تحضير الموزاييك يمر بعدة مراحل، لذا يتطلب العديد من الأدوات المستخدمة لإنجازه، أولها ''مناضد'' خشبية كبيرة و''مناشر'' معدنية لمد صفائح الخشب وتقطيعه ولصقه، فأداة تنظيفه من الشوائب تسمى ''الرابوت'' وبفضله تصبح القطعة الخشبية ذات ملمس ناعم، ويتم تفريغ الصدف والأخشاب الملونة بواسطة ''الإزميل'' ويُستخدم الغراء والمعجون والمسامير قبل بدء عملية التزيين بالصدف، لنحصل على القطعة المطلوبة المزينة بصدف من مختلف الألوان كالأبيض والأصفر والزهري والأحمر والبني والأسود وألوان أخرى''· أما عن القطع المنجزة واستخداماتها في الحياة اليومية، فيقول: ''لا يمكن حصر القطع التي يتم إنجازها، فقد كان القدامى يصنعون غرف النوم وكراسي الجلوس، بينما الآن صرنا نصنع ونبيع الأثاث المكتبي وعلب الضيافة وأخرى للمجوهرات مبطنة بالمخمل، وإطارات الصور، وأغلفة القرآن الكريم وكراسي لسنده، وصناديق ''المندوس'' وعلبا صغيرة للمسابح والأقلام، وعلبا عليها رسومات لقوافل الإبل والصحارى وخرائط الدول الخليجية والخيام والصقور وكل ما يمت إلى البيئة المحلية من تفاصيل تراثية محببة''·
المصدر: أبوظبى
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©