نحاتون يجملون أشجار مراكش الميتة

قبل أيام قليلة، شهدت مدينة مراكش المغربية افتتاح أول متحف للشارع بالمغرب، أنجزه 22 فناناً متخصصاً في النحت على الخشب والديكور من المغرب و تركيا، إيطاليا، رومانيا، بولونيا، فرنسا، وإسبانيا. وقد تمكن هؤلاء النحاتون ببراعة فائقة واحترافية عالية من تحويل أشجار ميتة يتجاوز عمر بعضها 300 سنة، والتي تمتد على طول شارع من شوارع مراكش الذي توجد به مكاتب شركات عالمية وبنوك ومراكز تسوق كبرى إلى تحف وأعمال فنية تعيد لها الحياة وتجتذب إليها آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم. وقد كان صاحب فكرة تحويل هذه الأشجار الهرمة والميتة إلى تحف رائعة هو الفنان المغربي حافيظ تاكورايت الذي عرض الفكرة على مؤسسة فرنسية تهتم بالتنشيط الفني والثقافي، وهي التي مولت المشروع ورعته وحمت حقوقه. وقال أحد الفنانين المشاركين «إننا بهذا المشروع الفني نحاول بما توافر لنا من أفكار وألوان وأدوات متواضعة الوقوف في وجه زحف الاسمنت ووقف البنايات الشاهقة التي لا ذاكرة لها ولا بعد جمالي تمتاز به وأصحابها لا يهمهم الفن بقدر ما يهمهم جمع الأموال الطائلة. ثم إن هذه الشجرة التي تراها أمامك يفوق عمرها الـ 300 سنة، وهي ذاكرة يجب أن نحترمها وليس من حق أي إنسان أن يقتلعها من جذورها. معتبراً هذه الشجرة «كانت في السابق تعطي ظلها ونسيمها العليل لمن شاء». أما مندوبة مؤسسة «بي آرت» الفرنسية فأكدت لـ»الاتحاد» قائلة «إن هذا المشروع الفني والجميل سينضاف إلى المعالم الثقافية التي تتميز بها مراكش، وستعمل هذه الأشجار والتي تحمل توقيع أسماء محترمة من عالم الفن والنحت على الخشب جلب المزيد من السياح، والاستمتاع بتلك الآثار الفنية التي تعيد الحياة للشجرة وتكرمها، وتمنحها بعداً بصرياً جديداً، وهي آثار نجحت في تجسيد التناغم الأبدي بين إبداع النحات وجمال الطبيعة». يشار إلى أن هذا المشروع الفني تطلب أزيد من 15 يوماً من العمل المتواصل من طرف الفنانين وبأدوات دقيقة وأصباغ معدة خصيصاً لصباغة الخشب المنحوت والتي تقاوم قساوة الطبيعة، وخاصة الجو الحار الذي تتميز به مدينة مراكش خلال فصل الصيف.