فاتن الحلو: أتعامل مع الأسود بحب وحنان.. وأحرص على تأدية الصلاة قبل العرض

في الثامنة من مساء غد الخميس، ومن داخل متنزه خليفة ينطلق أول عروض السيرك المصري الأوروبي، والتي تقام لأول مرة في أبوظبي، يتم خلالها تقديم مجموعة من الألعاب الخطيرة والمتميزة، على مدار عشرين يوماً، بقيادة مروضة الوحوش الأشهر عربياً وعالمياً فاتن الحلو. هناك وفي قلب المتنزه ووسط عشرات العاملين معها في السيرك، لدى قيامهم بالتجهيزات للحدث الكبير، وجدناها تتمتع بشخصية نافذة وكاريزما من نوع خاص، أتاحت لها استئناس أخطر أنواع الحيوانات، وقيادة طاقم العاملين معها في السيرك وهم كُثر، ومع ذلك كانت سمات الأنوثة والأناقة رفيقاً لها في تعاملها مع جميع المحيطين بها. تحدثت إلينا فاتن الحلو عن مسيرتها في عالم السيرك منذ طفولتها المبكرة، مروراً بعديد من الخبرات والتجارب وحتى زيارتها الحالية لأبوظبي، والتي تعتبرها تتويجا لرصيد كبير من الحب والإعجاب في قلوب عشاق الفنون الراقية في كل مكان في العالم العربي. ثلاثة أجيال في البداية، تحدثت فاتن حنفى حسن الشهيرة بـ «فاتن الحلو» عن تاريخ عائلة الحلو مع السيرك وقالت إنه يمتد إلى ثلاثة أجيال منذ الحاج محمد الحلو، وتبعه زوجها الراحل مروض الأسود إبراهيم الحلو، الحاصل على دكتوراة في فن وتدريب وإخراج السيرك من ألمانيا، وانتهاء بها. وأضافت أن السيرك قديماً في مصر كان يعتمد على بعض العائلات الشهيرة في هذا المجال وعلى رأسها عائلتي «الحلو، وحنفي»، إلا أن الحاج محمد الحلو وأخاه حسن، أخذا في تطوير عروضهما، وإضافة فقرات مميزة باستمرار إلى الحد الذي دعا الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى تبني عروض السيرك التي تقدمها فرقة الحلو وضمها إلى الدولة، بحيث أصبحت تابعة للدولة وتمثل مصر في كافة المحافل والمهرجانات الدولية، ثم جاء زوجها أبراهيم الحلو، وأضاف على السيرك الكثير والكثير، وقام بوضع اللبنة الأولى لفكرة السيرك المصري الأوروبي، التي حققت نجاحاً مذهلاً، استطاعت فاتن أن تحافظ عليه وتطوره، فحصلت على عديد من الجوائز الدولية في ألمانيا ورومانيا والمجر وروسيا، بعد أن قامت بجولات فنية كثيرة في شرق العالم وغربه. عروض في أبوظبي وعن وجودها لأول مرة في أبوظبي، أشارت فاتن إلى أنها تحقق حلما قديما لها بأن تجيئ وتقدم عروضاً مميزة لإسعاد أهل الإمارات، ولذا حرصت على استقدام لاعبي أكروبات من بلدان أخرى مثل روسيا وبلاوروسيا وأوكرانيا، إلى جانب أمهر اللاعبين المصريين، ولن تقتصر العروض على الأسود والنمور فقط، بل هناك 16 لعبة متنوعة لتناسب جميع الفئات العمرية داخل الأسرة الواحدة، وهي «صولو ترابيز، ماجيك، المهرجون، استعراض الشرائط، اليوجا، الطوق الهوائي، جونجليز، الزانة، كرابيج، المكعبات، فقرة للرقص مع ثعبان الأصلة العملاق، الحبل المعلق، السيف والخنجر، المطبخ الصيني، اليامبوك لأقوى رجل في العالم، الدودة الشقية». وبالنسبة لعلاقتها بالحيوانات المختلفة من أسود ونمور حتى الثعابين، قالت الحلو، إنها تتعامل معهم بحب وحنان، وتقوم بتربيتهم في منزلها عندما يكون عمره في حدود الشهر إلى ثلاثة أشهر، وعندما يبدأ بتناول اللحوم يكون خطرا، فينتقل إلى بيوت مكيفة أعدت خصيصا للحيوانات، داخل مقر السيرك. وأضافت أن العناية بهذه الحيوانات تبدأ منذ نعومة أظافرها، ويتم التعامل معه كشخصية فنية تقدم عملا فنيا، ولذا يجب احترامها وتدليلها باستمرار. أما عن ترويض الأسود تحديدا، فتأخذ في تربيته وهو لازال شبلاً صغيراً وتنشأ بينها وبينه علاقة مميزة، وتمنحه مكافآت عبارة عن قطعة لحم عندما يقدم حركة فنية جميلة، كما يحدث لمنح الخيل قطعة سكر عندما يقدم لنا عملا جيدا، وهذا هو أسلوبها الخاص في تعليم الأسود فن السيرك والوقوف أمام الجمهور. طقوس قبل العرض وعن وجود طقوس معينة تمارسها قبل الدخول إلى السيرك والانفراد بالوحوش على مرأى ومسمع من الجمهور، ذكرت، أنها تقوم بتأدية الصلاة قبل العرض مباشرة، وبعده تؤدي صلاة شكر لخروجها سالمة، ونجاحها في كسب حب واحترام الجمهور، وهو الحافز الأكبر لها على مواصلة رحلة الخطر والإثارة مع الحيوانات المفترسة على اختلاف أنواعها. ونفت فاتن الحلو أي شعور بالخوف قد يراودها لدى مواجهتها لأي حيوان مفترس، مؤكدة أن الحيوان يستشعر جيداً الحالة النفسية للطرف الآخر، ولو أدرك أن هناك شعورا بالخوف، فلن يتردد في مواجهته والتهامه. وفي مجال الأفضلية للذكر أم للأنثى في ترويض الوحوش، قالت إنه لا يوجد أي فارق بينهما في ذلك، وإنما لكل منهما أسلوبه وطريقته الخاصة في التعامل مع الحيوانات. كما لفتت إلى أن الحيوانات تشعر بالغيرة عند رؤيتها للمدرب يدلل حيوانا آخر، هنا لابد أن يسارع المدرب إلى مصالحة الحيوان ومداعبته بالطريقة ذاتها، حتى يحتفظ بالحميمة والحب التي تغلف علاقتهما. مدرسة لفنون السيرك وعن جديد فاتن، أوضحت أنها تخطط حاليا لفتح مدرسة لتعلم فنون السيرك، وسوف تستعين بأحدث الخبرات العالمية وأفضل المدربين والخبراء. من أجل حماية هذا الفن من الانقراض وتخليد اسم عائلة الحلو، وذلك بإطلاق اسم الفنان الراحل إبراهيم الحلو على المدرسة، تقديراً لدوره ودعمه لها، وكذا التطورات المهمة التي أدخلها في عالم السيرك، مدعوماً بدراسته الأكاديمية وخبراته العملية، خاصة أنه سبق لها أن قامت بتدريب نحو 400 فنانة روسية على الألعاب الخطرة ومنها التعامل مع الثعابين العاصرة، و ساهمت في إفراز كثير من لاعبات السيرك اللواتي حققن نجاحا وتميزاً في هذا المجال. كما أنها تقوم حاليا بتدريب عدد من أطفال جمعية «الخير والتسامح» لرعاية الأيتام في مصر، على فنون السيرك والأكروبات، ليكتسبوا مهنة راقية تكن عوناً لهم في الحياة، وكذلك كشفت عن فكرة فيلم سينمائي جديد قد يأخذ طريقه إلى النور قريباً، يتناول مسيرتها في عالم السيرك منذ طفولتها، وعلاقاتها بزوجها إبراهيم الحلو الذي تعتبره مثلها الأعلى وقدوتها. وفي النهاية تمنت فاتن الحلو أن تتوج أحلامها وطموحاتها بعمل سيرك دائم في الإمارات يحمل اسم الدولة، وهذا يتناسب مع النهضة الثقافية الشاملة التي تشهدها الإمارات، والسيرك بما فيه من حيوانات مفترسة متنوعة، وألعاب مذهلة، وتجديد دائم في كل فنونه، يعد من الفنون الراقية التي تستقطب الجمهور وتحترم المشاهدين وجميع أفراد العائلة على اختلاف مراحلهم العمرية. فقرات السيرك سيقدم السيرك حفلاً صباحياً وآخر مساءً، مدة كل منها ساعتان ونصف الساعة لإعطاء الفرصة لأكبر عدد من الجمهور في أبوظبي والإمارات الأخرى لمشاهدة العروض. - تقدم المدربة العالمية فاتن الحلو أقوى فقرات العرض وأكثرها إثارة ومتعة مع 6 أسود من الذكور والإناث ونمر نجحت في جمعها معاً في عالم يسوده الحب والاحترام «تم نقلها على متن طائرة شحن خاصة». - تقدم 10 قطط روسية فريدة من نوعها عرضاً خاصاً يتسم بالإثارة وخفة الظل. - مرت قافلة السيرك المصري - الأوروبي الذي جاء إلى أبوظبي بكامل معداته عبر مصر من القاهرة إلى سفاجا ومنها بحراً إلى السعودية مروراً بالرياض ووصولاً إلى الإمارات عبر منفذ السلع واستغرقت الرحلة 10 أيام. - نقلت خيمة السيرك العملاقة على 3 شاحنات عملاقة وتم نصبها في منتزه خليفة على أساسات خرسانية ضخمة، حيث يبلغ ارتفاعها 18 متراً وتسع لـ 1500 مشاهد في العرض الواحد. لمحة شخصية فاتن حسن حنفي الشهيرة بـ «فاتن الحلو» تنتمي إلى عائلة فنية عريقة وزوجها هو مدرب الأسود الراحل د. إبراهيم الحلو، ولها ابنتان هما كاميليا (26 سنة) وذهب (23 سنة) وثلاث حفيدات هن مايا، وجنا، وحلا، وقد نالت في مارس الماضي جائزة الأم المثالية في حفل أقيم تحت رعاية وزارة الداخلية المصرية، وتسلمت درعا ومصحفا وشهادة تقدير من جمعية «الخير والتسامح» للأعمال الإنسانية.