الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جورج وسوف يحلق بالأغنية الأصيلة في سماء أبوظبي

جورج وسوف يحلق بالأغنية الأصيلة في سماء أبوظبي
30 مارس 2010 20:31
يلتقي عشاق الطرب على ضفاف الخليج العربي في المدينة الساحرة أبوظبي مع سطان الطرب جورج وسوف الجمعة 9 أبريل في هيلتون أبوظبي. وجورج لا يشبه أحداً في ساحة الغناء العربي، فهو له أسلوبه الخاص، ويميزه صوت يعبق بالشجن الدافئ الحزين، ويتمسك إلى أبعد الحدود بأصالة النغم الطربي الأصيل، مع حضور عفوي، وأداء صادق، وانسجام كلي في اللحن والكلمات، مما أكسبه جمهوراً عريضاً في سوريا ولبنان، وشهرة واسعة في بلاد العرب من مشرقها إلى مغربها. فهو «يسلطن» ويدندن ويعيش كلماته وألحانه بصدق ونوع من العشق، لذلك استحق لقب سلطان الطرب الذي عرف به منذ الثمانينات ولا يزال متوجاً يحمل صولجانه. الطفل المعجزة ولد جورج وسوف في بلدة الكفرون الجميلة قرب طرطوس عام 1961، وبدأ الغناء وهو في المرحلة الابتدائية على المسرح المدرسي، وصادف وجود بائع «كاسيتات» في أحد الحفلات فسجل صوته ـ من دون علم منه ـ ونشر الشريط في كل مكان من محافظة حمص حتى وصل إلى دمشق، وبدأ الجمهور يسأل عن هذا الطفل المعجزة الذي اكتسب شهرة واسعة، وهو لم يتجاوز العاشرة من العمر، وإلى تلك الأيام المبكرة تعود أغنيته الشهيرة «ماما يا ماما»، وكان والده الشاعر الشعبي وديع وسوف قد علمه غناء المواويل منذ طفولته المبكرة، وعندما بلغ الثانية عشرة من عمره، بدأ يغني في الحفلات الشعبية في الكفرون وحمص، وسرعان ما ذاع صيته بين الجمهور باعتباره «الطفل المعجزة» وأصغر مطرب يجعل رؤوس الكبار تهتز طرباً. وفي الرابعة عشرة من عمره انتقل إلى دمشق، وراح يغني في أحد المطاعم، وحاولت نقابة الفنانين منعه من احتراف الغناء لصغر سنه، لكن صوته وشهرته حالا من دون ذلك. وفي هذه المرحلة المبكرة من بدايات احترافه للفن، كان جورج يؤدي أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم، وبأسلوب خاص يميزه، وربما لم ينتبه حينها أن وجه الشبه بينه وبين سيدة الغناء العربي، هو أن كلاً منهما بدأ الغناء أمام الجمهور منذ الطفولة المبكرة، وأن صوتيهما لفتا أنظار كبار الملحنين إلى موهبتيهما. لقد أبهرت موهبة جورج وحلاوة صوته وأداؤه المميز، الصحفي والناقد الفني المعروف جورج خوري الذي رعاه، ووفر له كبار الملحنين، حيث ذاعت شهرته في سوريا ولبنان والبلاد العربية. انطلاقة لبنانية النقلة الثانية المهمة في مسيرة جورج وسوف كانت في ظهوره في برنامج «استوديو الفن» في لبنان، وكان عمره ستة عشر عاماً، حيث قدم أغنيته الجميلة «الهوى سلطان» فحصد شعبية كبيرة، وأحدث ضجة في الجمهور اللبناني، وانهالت عليه الدعوات للغناء في المقاهي الليلية والفنادق، بينما سارع الفنان جورج يزبك لاحتضان هذه الموهبة ورعايتها، فقدم له ألحاناً من تأليفه، كما أعطاه وديع الصافي ألحاناً كذلك. في لبنان كانت أولى حفلات جورج وسوف في عالية، وبعدها أصبح ينتقل من كازينو إلى آخر، وشعبيته تزداد وتتسع، مما لفت إليه أنظار كبار الملحنين العرب، فحصل على ألحان من بليغ حمدي وزهير عيساوي ونور الملاح وسيد مكاوي وشاكر الموجي وآخرين. وبهذه الانطلاقة تجاوزت شهرته حدود سوريا ولبنان، ودعي إلى مهرجان قرطاج التونسي، حيث غنى أمام خمسة عشر ألفاً من عشاق الطرب الذين صفقوا له طويلاً، ومن المحطة التونسية انطلق وسوف لإقامة حفلات في البلاد العربية، وللجاليات العربية في كندا وأستراليا وأوروبا وأميركا، وشارك في معظم المهرجانات الغنائية العربية في سوريا والأردن، حيث اشترك في المهرجان السنوي في اللاذقية ومهرجان جرش في الأردن، فعزز مكانته كسلطان للطرب، وكنجم عربي يحظى بشعبية واسعة عند الجمهور. تمسك بالأصالة على الرغم من كل ما طرأ على الأغنية العربية من تشويه وانتشار الفيديو كليب، وسيطرة الإبهار البصري المعتمد على الإثارة، ولا يزال يتمسك وبشدة بالغناء العربي الأصيل، كلمات وألحاناً، عاشقاً للنغم الموسيقي الشرقي، وهو لا يميل إلى الفيديو كليب، ويعتبره تشويهاً للغناء العربي، وقد استطاع بغنائه المتميز، وأسلوب اندماجه في كلماته وألحانه، وطريقة تعبيره المميزة، أن يصمد في وجه «أنواء» الفيديو كليب، وما يقدمه من عروض شبه عارية، وأن يظل علامة مميزة في ساحة الغناء العربي الراقي، وأن يحافظ على جمهور واسع وشعبية كاسحة في أوساط الشباب والكهول على حد سواء. ومن أشهر الملحنين الذين قدموا ألحانهم لجورج وسوف إضافة إلى من ورد ذكرهم مقداد سهيلي، نبيل غزاوي، صلاح الشرنوبي، أمجد العطافي، عوض بدوي، رياض البندك، وليد سعد، طارق أبو جودة، وملحم بركات. على الرصيف حياة جورج وسوف كلها غناء، فهذا الرجل منذ أن وعي الدنيا صغيراً، وهو يغني، وحياته هي فنه وأغنياته وحفلاته. لم يعش طفولته كغيره من الأطفال، بل كان يغني على المسارح في الحفلات، ولم يعش مراهقة الشباب، بل عاشها بالغناء، ومع ذلك فإن مسيرة حياته لم تكن مفروشة بالورود، ويكفي للدلالة على ذلك أن يقول في إحدى مقابلاته التلفزيونية «إنه نام على الرصيف من أجل فنه»!. وتمتاز حياة جورج بنوع من المغامرة وأحياناً «الطيش» وكثير جداً من المزاجية، وكاد المخرج نجدت أنزور يفقد أعصابه، عندما اختار جورج وسوف لغناء تتر مسلسله الجديد «ما ملكت أيمانكم» والذي يجري تصويره حالياً، إذ أن جورج كان يتأخر عن المواعيد، ويتعامل بمزاجية مع التسجيل، إلا أن أنزور يضيف أن جورج جاء إلى الأستوديو من دون موعد مسبق، وأنهى تسجيل التتر بنفسه. ثم يعترف أنزور بما يشبه الشهادة، حيث يقول: لو لم يكن جورج فناناً حقيقياً، لما اتصف بالحالة المزاجية التي كان يتصرف بها. ولا يزال جورج يحصد النجاح وراء النجاح، ففي استفتاء أجرته إحدى الإذاعات اختير كأفضل مطرب عربي لعام 2009. وعلى الرغم من نجاحه الفني المتواصل، إلا أن جورج وسوف يُعتبر شخصية إشكالية، فهو يتعرض للمزيد من الشائعات، والقليل من الحوادث. وقد ألمت به محنة مرض عابرة، كما أجريت له عملية جراحية صعبة عام 2001، ليعلن بعدها أنه لا يخاف الموت، ويكفيه حب الناس وثقتهم. وعلى الرغم من أن جورج سوري الولادة والهوية، فهو يحمل الجنسية اللبنانية، لكنه يصر على أن يصنف كمطرب سوري، مع حبه للبنان بلده الثاني. وبعد رحلة أربعين عاماً من الغناء والعطاء لا يزال جورج شاباً «يسلطن» ويدندن ألحاناً أصيلة، ويحصد الشعبية والمحبة من جمهور عربي عريض.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©