مقتنيات قديمة بمتحف الفجيرة تصوير يوسف العدان

يختزل متحف الفجيرة حقباً من الزمن موغلة في القدم ويشاهد الزائر لهذا المعلم التاريخي الدور الأساسي الذي يقوم به لرصد دورة الحياة والتعرف على مظاهرها التاريخية والثقافية والاجتماعية والفكرية وتعريف الناس بهذا الموروث وما يشكله من دور في معرفة الماضي التليد· متحف الفجيرة الذي يحتوي على آثار بغاية الأهمية وكنوز لا تقدر بثمن وترجع إلى آلاف السنين تروي قصصاً لأجيال متباعدة وعلى الرغم من مرور آلاف السنين لا تزال هذه الكنوز شاخصة متماسكة تقص رواية الزمن الماضي، يتكون المتحف الذي افتتحه في الثلاثين من نوفمبر عام 1991م صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الفجيرة من قسمين هما قسم الآثار وقسم التراث والذي شهد توسعاً شمل كافة أجزائه وهناك أربع قاعات لعرض المقتنيات والآثار وأصبح المتحف إحدى المحطات الرئيسية للسواح والزوار والمهتمين بالماضي كما يقول أحمد خليفة الشامسي مدير إدارة الآثار والتراث في الفجيرة ويضم قسم الآثار عدداً من الفخاريات التي يرجع تاريخها إلى الألف الثاني قبل الميلاد وقد عثر عليها في موقع ''قدفع'' الأثري وعددا من المسكوكات الفضية والبرونزية والتي استخدمت في مطلع القرن الماضي وعلى حلي وأساور وقلائد من العقيق الخالص كان النساء يتزين بها قبل 3 آلاف سنة وتم اكتشافها في موقع'' قدفع'' الأثري كذلك ويعتبر أحد أهم المواقع الأثرية في المنطقة بالإضافة إلى الخناجر المصنوعة من البرونز والكؤوس والجرار والقوارير المصنوعة من الطين والفخار ويرجع تاريخها إلى 1500 سنة قبل الميلاد ويضيف الشامسي إن ما يحتويه المتحف من آثار وكنوز يؤكد العمق التاريخي لهذه المنطقة ودورها الحضاري المليء بالأحداث التاريخية، أما قسم التراث فيضم الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأهل المنطقة خلال الفترة الممتدة من مطلع القرن التاسع عشر حتى بداية قيام الدولة وتظهر هذه الحقبة بجلاء وسائل الصيد والغوص ومعدات الزراعة والأسلحة التي كانت تستخدم خلال تلك الفترة، والجميل في هذا المتحف أنه أصبح محط أنظار الباحثين وطلاب الجامعات الذين يؤخرون لتاريخ المنطقة ويتعرفون عن كثب عليها بالإضافة إلى إدارة الآثار والتراث لم تكتف بحفظ هذه الآثار بل قامت ومنذ فترة طويلة بصيانة وترميم المباني والآثار القديمة وتوفير وسائل الحفظ لها، ومؤخراً تم إنجاز وصيانة وترميم قلعة حصن الحيل وهناك مشاريع أخرى يتم تنفيذها حالياً منها قلعة البثنة وكل هذا يهدف إلى صون هذه المكتسبات التاريخية ووضعها في المكان اللائق·