الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البحر يستعيد عبر قصر الحصن بطولات الأجداد وحكايات الصيد

البحر يستعيد عبر قصر الحصن بطولات الأجداد وحكايات الصيد
19 فبراير 2015 00:35
أصوات النوارس وتدفق البحر وانكسار الموج على الرمال والروائح المنبعثة من الأسماك.. توليفة مبدعة من الفن البحرى الجميل تجذب زوار مهرجان قصر الحصن الذي انطلق في دورته الثالثة ليروي قصص الأجداد ويقف على حكايات تأبى أن تشيخ، من خلال الفنون والحرف، لأجيال تقف مشدوهة أمام إرث حضاري عميق، تسحبه إلى حضنها وتفرد ذراعيها وتقوده في سفر إلى عوالم الغوص والبحث عن اللؤللؤ والحرف البحرية وقصة عشق أبدي تحيي الروح وتضفي على النفس مساحات من الأمل وتبث الحياة في أوصال «الشيبة» الذين كانت لهم قصص نبتت تفاصيلها في أعماق البحار. لكبيرة التونسي (أبوظبي) شكلت البيئة البحرية في مهرجان قصر الحصن مساحة جذب لكل الأجيال والأعمار، لكن كانت بالنسبة لكبار السن الذين مارسوا الغوص وسكنهم البحر قبل أن يسكنوا بجانبه مساحة للعبور للذكريات القديمة ومتنفسا للبوح بحكاياتهم التي ارتبطت بزمن اللؤلؤ.. ذكريات أججتها أصوات النوارس التي تنبعث من مكبرات الصوت المخفية خلف سعف النخيل، وأصوات الأمواج المتكسرة على الرمال، وهدير محركات المحامل والمراكب. أما الصغار فقد اندفعوا نحو الموج والبحارة يغمسون أرجلهم في المياه متلهفين لسماع أجمل القصص والحكايات الشعبية التي ارتبطت بالبحر، في حين كان الزوار من الأجانب والمقيمين موعد مع مساحات كبيرة من الفنون والحرف وأعذب ما كان يصدح به أشهر «النهامين» في رحلات الغوص، عبر فرقة العيالة التي تكونت من أكثر من 70 شخصا، وجذبت العشرات للانخراط في العرض. صناعات بحرية يستكشف زوار البيئة البحرية مهارات الإبحار وصناعة القوارب والمحامل وقوارب الشاشة وخياطة الشراع، فضلا عن الأدوات التي ساعدت البحارة القدامى في الصيد ورحلات الغوص عن اللؤلؤ. وتعمل البيئة البحرية التي صممت على شكل دائري يتوسطها البحر بما يحمله من قوارب ومحامل على تعليم الزوار على مختلف الصناعات المتعلقة بالبحر، مثل صناعات شباك الصيد، والقراقير ورمي الشباك وإعداد المالح، وتجفيف الأسماك، وفلق المحار في بيئة مفعمة بعشق وحب لا محدود للبحر الذي كان مصدر رزق لأغلب سكان إمارة أبوظبي، ترجمها عبد الله أحمد من الإمارات الذي وقف يرمي «السالية» شباكة الصغير ليصطاد سمك البياح الذي لا يمكن صيده إلا ليلا. عيالة أهل الساحل لاستكمال مشهد البحر اصطفت فرقة «عيالة أهل الساحل» في لوحة فنية رائعة نجحت في استقطاب عشرات الزوار أما الأطفال فشكلوا واسطة العقد ورقصوا على أنغام دقات الطبول. يقول حسن علي لاغر رئيس فرقة جمعية دبي للفنون الشعبية «فرقة العيالة أهل الساحل» أن دور الفرقة قديما كان تشجيعيا وتحفيزيا، مؤكدا أن العصا تقوم بدور الرمح، أما أدوات الفرقة فتتكون من «الراس» وهو الطبل الكبير، بالإضافة لثلاث «تخامير» وهي الطبول الأصغر حجما من الرأس، وتعتبر هذه الأدوات من أهم الإيقاعات في العيالة، كما تشتمل الفرقة على أربع أو خمس دفوف، بالإضافة إلى الصاجات، التي يتحدد عددها في اثنين، بينما يبلغ عدد أعضاء الفرقة 100 شخص، حضر 70 منهم. ويضيف أن مثل هذه الفعاليات تجعل الأجيال الصغيرة تنفتح على موروث الأجيال وتضمن استمرارية مثل هذا الفن والتعريف به، لافتا أن الفرقة تشارك للمرة الثالثة على التوالي في مهرجان قصر الحصن. أنواع اللؤلؤ افترش النوخذة أحمد محمد الحمادي، حصيرا وتوسط الأطفال في محمل يتسع لثلاثين بحارا، أمسك بالمحارة وبدأ يفلقها ويتحدث عن طريقة الحصول على اللؤلؤ ومكان تواجده بالمحارة، مبينا أنواع اللؤلؤ وأسمائها، وأشار إلى أن اللؤلؤ الصغير يطلق عليه «القماشة» بينما تسمى اللؤلؤة الكبيرة «الدانة». وعاد بذاكرته إلى زمن الغوص قائلا: عندما كنا نغوص في أعماق البحر نقطف المحار ونضعه في سلال ثم نطفوا إلى لسطح لنسحب سلال المحار إلى البر. ثم تأتي المرحلة الثانية وهي فلق المحار للحصول على رزق اللؤلؤ الذي لا يمكن التكهن بنوعه أو حجمه من خلال المحارة الخارجية، حيث نفتحها ثم نقلب تحت اللسان أو في بطنها، لنظفر بهذا الرزق الجميل. ويوضح عطاء المحار لا يتوقف على اللؤلؤ، وإنما نجد داخلها «الخرط» الذي يصلح للأكل بعد طهوه في الماء الساخن وغسله أكثر من أربع مرات للتخلص من الشوائب، ويتم طبخ «الخرط» مع الأرز أو على شكل صالونة ويتم تناوله إلى جانب الأرز المحمر أو الأرز الأبيض، ولم نكن في ذلك الزمن نتناول وجبة الغذاء وإنما تنحصر موائدنا على العشاء فقط. أما جسم المحارة نفسها فيباع للشركات التي تصنع السيراميك. أكواريوم السلاحف أثار حضور سلحفاة مقطوعة اليد في حوض سمك كبير في البيئة البحرية، اهتمام الجمهور، وعند الاقتراب من المكان، هب عمر الطاهري من جامعة الإمارات-أحد سفراء قصر الحصن - يشرح سبب بتر يدها وسبب حضور الأكواريوم في احتفالية قصر الحصن قائلا:” نحاول التوعية بأهمية المحافظة على الثروة الطبيعية البحرية وحفظها من الانقراض، ومن هذه الكائنات السلحفاة منقاص الصقر وبقرة البحر، أما عن سر هذه السلحفاة فأشار إلى أنه عثر عليها ببحر فندق قصر الإمارات وتم تبليغ إدارة الفندق وتمت العناية بها ووضعها في محمية جزيرة السعديات بعد التواصل مع وزارة البيئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©