الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاعات النفط القياسية تخيم على المنتدى الدولي للطاقة في روما

ارتفاعات النفط القياسية تخيم على المنتدى الدولي للطاقة في روما
20 ابريل 2008 00:00
يجتمع وزراء الطاقة من 60 دولة في روما اليوم (الأحد) في إطار منتدى الطاقة العالمي، ولكن ليس من المتوقع أي إجراء فعال للحد من ارتفاع أسعار الوقود· وأورد بيان لمنظمي المنتدى ان: ''اكثر من 500 مندوب بينهم وزراء وممثلون للمؤسسات الدولية ومسؤولون عن كبرى شركات القطاع، سيبحثون الوضع على صعيد الطاقة، وعلى مدى ثلاثة ايام، سيناقش المجتمعون خصوصا كيفية الوصول الى موارد الطاقة وسلامة الامدادات والافتقار الى الاستثمارات والطاقات المتجددة، وبين المتحدثين في المنتدى العديد من وزراء الطاقة في الدول الاعضاء في منظمة اوبك، ومنهم الوزراء السعودي علي النعيمي والقطري عبدالله العطية والفنزويلي رافاييل راميريز والنيجيري اودين اجوموغوبيا والايراني غلام حسين نظري ورئيس الشركة الوطنية الليبية للنفط شكري غانم· ويجتمع ممثلون عن الدول المنتجة والمستهلكة للنفط مرة كل عامين في إطار منتدى الطاقة العالمي، ومن بينهم أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول ''أوبك'' التي تضخ نحو ثلث النفط العالمي، وكانت اجتماعات سابقة قد انتقدت باعتبارها لقاءات لمجرد الحديث ولا يتوقع الكثيرون أن يختلف الأمر في اجتماع هذا العام· وقال سداد الحسيني المسؤول التنفيذي السابق بشركة أرامكو النفطية السعودية: ''الحوار مسمى مغلوط·· ما تحتاجه الدول المنتجة والمستهلكة هو تنسيق لاستراتيجيات الطاقة، وهذا يتطلب مفاوضات مكثفة وهذا لم يحدث بسبب اختلاف الدوافع السياسية والاقتصادية''· وحتى الآن يتبادل منتجو ومستهلكو الطاقة الاتهامات فيما يتعلق بأسباب ارتفاع سعر النفط إلى مستوى قياسي فوق 116 دولاراً للبرميل، وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي هذا الشهر انه لا يرغب في إغراق السوق بالخام وأضاف انه يرى ان السوق لا تنقصها الامدادات· وسجلت أسعار النفط مستوىً قياسياً عند 117 دولاراً للبرميل أمس الأول إذ طغت مخاوف بشأن إمدادات الخام النيجيرية على موجة صعود في الدولار وعلى القلق من تباطؤ اقتصادي في الصين وهي مستهلك عملاق للطاقة· وتحدد سعر التسوية للخام الأميركي الخفيف مرتفعاً 1,83 دولار عند 116,96 دولار للبرميل قبل أن يسجل مستوى قياسياً عند 117 دولاراً، وزاد مزيج برنت في لندن 1,49 دولار ليصل إلى 113,92 دولار، وارتفعت أسعار النفط لأكثر من أربعة أمثالها منذ العام 2002 وسط عدم قدرة المعروض على مواكبة ازدهار الطلب ولاسيما في الصين وسائر الاقتصادات الصاعدة· وفي اجتماعات سابقة لمنتدى الطاقة العالمي كما حدث في امستردام عام 2004 عندما كانت أسعار النفط قد بدأت موجة الارتفاع هذه منذ عامين فقط ابدت اوبك قلقها بشأن الأضرار التي قد يسببها ارتفاع السعر، ومنذ ذلك الحين تضرر الاقتصاد العالمي لكن الأسباب ترجع إلى الديون المعدومة وازمة الائتمان أكثر مما ترجع إلى ارتفاع اسعار الوقود· ويقول وزراء أوبك إن التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة اسهم في رفع اسعار النفط لانه دفع الدولار للانخفاض إلى مستويات قياسية أمام العملات الرئيسية مما جعل النفط المقوم بالدولار مغرياً كأدة تحوط ضد التضخم· وقال شكيب خليل رئيس أوبك في أحدث اجتماع رسمي للمنظمة: ''ما يحدث في سوق النفط يرجع إلى سوء إدارة الاقتصاد الأميركي الذي يؤثر على الأرجح على بقية العالم''، ورغم ان خليل كان من المقرر أن يدلي بكلمة في المؤتمر إلا ان التوقعات ترجح ألا يحضر· وقالت مصادر إن سام بودمان وزير الطاقة الأميركي والممثل عن أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم من المنتظر ألا يحضر كذلك، وكانت الولايات المتحدة التي تواجه انتخابات رئاسية في وقت لاحق هذا العام وتباطؤاً اقتصادياً في مقدمة الدول المطالبة بضخ المزيد من النفط· ويتجاهل العديد من المحللين هذه المطالبات باعتبارها مجرد تكتيك سياسي أجوف، وعلى أي حال فإن أوبك ليس بمقدورها التحرك على نطاق واسع، وقال محلل السلع الأول لدى مورجان ستانلي: ''وجهة نظري ان أوبك تنتج بقدر ما يمكنها بزيادة او نقصان مليون برميل·· المشكلة هي انها ليس لديها طاقة فائضة كافية''· ومن ناحية أخرى تدعو أوبك الدول المستهلكة الى تنظيم السوق التي تقول انها مدفوعة بمضاربات، والدولار الضعيف قد يكون اسهم بعض الشيء لكن محلل مورجان ستانلي يقول إن الأسعار تدعمت بعوامل اساسية قوية وستظل مرتفعة مشيراً إلى عقود تسليم نفط تمتد إلى عام 2016 مقومة بسعر أعلى بكثير من مئة دولار للبرميل· وأضاف: ''في الأجل القصير يكون للمضاربات تأثير لكن على المدى الطويل الاساسيات هي التي تسود''، وتابع ''إذا جرى تداول سلعة بسعر أعلى من القيمة العادلة النظرية لها سيكون لدى المنتجين حافز لزيادة الانتاج والمستهلكون سيكون لديهم حافز لخفض الاستهلاك، ونتيجة لذلك سنشهد زيادة في المخزونات''· وفي حين خفضت بعض الدول الطلب لم تظهر بوادر على زيادة الانتاج، وممثلو شركات النفط الكبرى الذين سيحضرون اجتماع روما سيفتقرون كذلك للقوة التفاوضية إذا كانوا يريدون الدخول إلى احتياطات غير مستغلة من النفط والغاز· وقال جون ميتشل من مركز دراسات تشاثام هاوس ''لا لن يكون حواراً·· الخلافات كبيرة للغاية''·
المصدر: روما
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©