علي سالم بن يحيى (شبوة)
تتصاعد وتيرة الإنجاز في إعادة دوران عجلة الحياة في محافظة شبوة (جنوب اليمن) للتخلص من آثار المليشيات الانقلابية بعد تحرير عاصمة المحافظة (عتق)، وبقية المديريات من قبضتها، والانطلاق صوب البناء والتنمية واستتباب الأمن.
وعلى الرغم من بقاء مديريات بيحان الثلاث في قبضة قوى الانقلاب منذ أكثر من عامين إلا أن جهود استعادتها تسير على قدم وساق، خاصة أنها منطقة حدودية تربط محافظة شبوة بمحافظتي البيضاء ومأرب، كما تعد منطقة تضم آبار نفط وغاز في بيحان وعسيلان.
يقول أحمد حامد لملس، محافظ شبوة: إننا عاقدو العزم على تجاوز كل العراقيل في سبيل تحقيق طموحات وآمال أبناء المحافظة وتقديم كل الخدمات الممكنة، وأشار إلى أن القيادة الجديدة تسلمت المحافظة، وهي تعيش وضعاً سيئاً في كل المجالات بعد الغزو الحوثي، وبتعاون قوى مجتمعية وكوادر أمنية ومدنية بحسب الإمكانيات المتاحة نجحنا في إدارة عجلة الحياة.
تطمح السلطة المحلية بمحافظة شبوة إلى إعادة تشغيل الشركات العاملة في القطاع النفطي والغازي بعد توقفها نتيجة سيطرة قوات الانقلابيين على عاصمة المحافظة عتق، ما أدى إلى توقف عمليات الإنتاج والتصدير وإجلاء موظفي الشركات، وتعد شبوة إحدى أهم المحافظات النفطية في اليمن، ويشير المحافظ أحمد لملس أن الرئيس عبدربه منصور هادي، كلّفه بعقد لقاءات في العاصمة المصرية (القاهرة) مع قيادات الشركات النفطية والغازية العاملة في المحافظة، لوضع آلية لاستئناف الأعمال، ويجري حالياً التنسيق مع وزارة النفط والمعادن وقيادة الشركات النفطية والغازية لوضع خطة لإعادتها للعمل في ظل الاستقرار الأمني الحالي في المحافظة.
وكانت قوة من جيش النخبة الشبوانية قد وصلت في ديسمبر من العام الماضي لتأمين مشروع ميناء الغاز المسال في بلحاف، وحماية سواحل المحافظة التي شهدت عمليات تهريب للمشتقات النفطية والأسلحة، ويعد مشروع الغاز المسال أكبر مشروع صناعي واستثماري يمني، يوفر إيرادات تقارب أربعة مليارات دولار سنوياً.
وقال خالد العظمي، قائد المقاومة في بلحاف: إن تشكيل قوات النخبة جاء بعد تنسيق مع قيادات التحالف والقيادات العسكرية في المنطقة الثانية في المكلا، والاتفاق على نقل 560 من أفراد المقاومة الشعبية الذين تطوعوا لحماية سواحل بلحاف ورضوم إلى معسكرات للجيش والتحالف في المكلا، لتدريبهم تحت إشراف خبراء عسكريين وتأهيلهم لحماية المنشآت النفطية في شبوة بشكل عام وبلحاف بشكل خاص.
أشاد محمد سالم الشكلية، مدير عام مديرية رضوم بالدور البطولي والدعم القوي الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة بتأهيل وتدريب أفراد المقاومة الشعبية وتشكيل قوات النخبة الشبوانية التي تقوم بواجبها لحفظ أمن واستقرار الشريط الساحلي في مديرية رضوم بشكل خاص وشبوة بشكل عام.
يقول العميد عوض مسعود الدحبول، مدير عام شرطة شبوة: إنه فوجئ بحجم الدمار الذي تسببت فيه ميليشيات الانقلاب في المؤسسة الأمنية، فهناك مبان مدمرة وأخرى منهوبة، أما أقسام الشرطة كانت في حالة يرثى لها، ولكن إرادة اليمنيين لا تقف أمام هذه التحديات، حيث تم إيجاد بعض المباني، وفتح مكتب للإدارة وللعمليات وإدارات لشؤون الأفراد والضباط، وحصر القوة الفعلية لأفراد الأمن، ودمج أفراد المقاومة ضمن القوة الأمنية بالمحافظة وتجهيز سرية للدوريات.
وأضاف مدير الشرطة بشبوة أنه تم الشهر الماضي صرف مرتبات 2799 فرداً وضابطاً، وهي المرة الأولى التي يتم فيها صرف رواتب منذ خروج قوات الانقلاب من المحافظة، ومتابعة وترقيم 3800 من الجنود المستجدين وتصحيح بياناتهم، وإنجاز برنامج تدريبي وتأهيلي لـ250 جندياً، وإعادة افتتاح فرع مصلحة الهجرة والجوازات، وخلال ثلاثة الأشهر الماضية (ديسمبر، يناير وفبراير) تم استقبال 157 طلباً لإصدار جوازات سفر.
ووجهت السلطة المحلية بمحافظة شبوة صفعة قوية في وجه الانقلابيين وبإعادة افتتاح فرع البنك المركزي بالعاصمة عتق، ووقف التعاملات مع البنك المركزي بصنعاء، والارتباط بالبنك المركزي بعدن، لتسير شبوة على خطى المحافظات المحررة في الاستغناء عن البنك المركزي بصنعاء بعد سطو المليشيات عليه وتسخير حصيلة البنك في قتال الشعب اليمني.
وقال أحمد صالح عبد الحبيب، وكيل المحافظة: إن افتتاح فرع البنك المركزي سيساهم في معالجة أزمات الأجور والرواتب، كما يتيح استئناف تحصيل الموارد المالية، واستقبال مخصصات المشاريع التنموية في المحافظة.
وأكد مدير فرع البنك بشبوة صالح فدعق أن الميليشيات الانقلابية عندما دخلت العاصمة عتق هجمت على البنك المركزي ونهبت محتوياته، لتشهد المحافظة أزمة سيولة خانقة، ولكن الآن الفرع جاهز للقيام بمهامه في خدمة المحافظة ومكاتب الدولة، بعد موافقة إدارة البنك المركزي في عدن على تزويد الفرع بشبوة ببعض الاحتياجات، ورفده بمبلغ 10 ملايين ريال.
وأعلن مؤخراً عن مشروع إنشاء ميناء قنا في بئر علي، بعد دراسات جدوى مستفيضة مع الكثير من الخبراء الاقتصاديين والمختصين في التجارة العالمية والموارد المالية والبيئة والملاحة البحرية، يعوّل المحافظ على مشروع الميناء في تنمية المحافظة، بعد إنجاز الفريق الهندسي المكلف من هيئة الموانئ المرحلة الأولى من دراسة المشروع وتم تسليمها لوزير النقل مراد الحالمي الذي أبدى تعاوناً كبيراً وحماساً لإنجاز المشروع الذي يضمن للمحافظة انتعاشاً اقتصادياً، وجذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير فرص العمل لأبناء المحافظة.
عدد اليوم
