الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عود

24 مارس 2017 22:36
لماذا أحب «محمود درويش» ولا أمل من الاستماع إلى «مارسيل خليفة»؟ لماذا أحب «عوض الدوخي» ولا أمل من الاستماع إلى أغنية «رد قلبي»؟ لماذا أحب بحة العود العربي؟ ذات مساء في ثمانينيات القرن الماضي كنا في «قاعة أفريقيا» في الشارقة (قاعة قصر الثقافة حالياً)، إحدى أقدم حاضنات الثقافة المحلية والعربية وأرحبها وأجملها روحاً. كانت الدعوة من «اللجنة الدائمة لمناصرة المقاومة الوطنية اللبنانية في دولة الإمارات العربية المتحدة» آن ذاك، وكان المسرح مملوءاً عن آخره بالحاضرين من محبي مارسيل خليفة الذين استولت عليهم عبقريته الغنائية الموسيقية، والعود و«أحن إلى خبز أمي» و«أجمل الأمهات»، وغيرها من أغانيه الجميلة فأبقتهم حتى ساعة متأخرة من الليل. عن تلك الليلة الطويلة قالت لما عدت إلى البيت: «حدثيني، قلت.. آه يا قصيدة محمود درويش وعود مارسيل خليفة. أرادت أن تعرفهما فأجبتها سريعاً أنهما «يغنيان» عن الأم (ولنا أن نتخيلها الوطن) اتسعت حدقتا عينيها، استرخت ملامح وجهها، ابتسمت وأجابت «هيييه»، سألتها إنْ كانت تحبهما أجابت: طالما أنها تعجبك فأنا معجبة بأغنية الأم. بعد فترة من الوقت سمعت الأغنية فأحبتها وأصبحت معجبة بالاثنين. قبلهما كانت تنبهني قائلة: عوض دوخي الذي تحبين أغانيه الآن في الراديو. تلملم تلك الأصوات الجميلة، فيروز، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ و.. وتغار من سطوة فيروز!». أتى عيد الأم هذه السنة، استمعت إلى «ست الحبايب» على دندنة العود وصوت غض طفولي، جرحت بحة عوده مشاعري، اختلط، الحزن على الألم على الدموع على الفرح على الحب على الأمل على كل شيء.. ماذا يعيد قلوبنا إلى مسارها الصحيح غير الإيقاع المتمرد وذكرى الأمهات.. أيها الفقد أحن إلى دندنة.. رد قلبي. وداع رحل عن عالمنا قبل أيام الشاعر والكاتب المسرحي الكبير ديريك والكوت (87 عاماً). شهرة والكوت تأتي من نجاحه في صياغة منظومة أدبية شعرية مسرحية ثقافية، حولت معاناة منطقة الكاريبي التاريخية إلى ملحمة إنسانية خالدة. بالنسبة لوالكوت كانت ثقافته المحلية أداة طائعة، قدم للعالم من خلالها ما يحب وما ينبغي أن يعرفه الآخر من تفاصيل مهمة في حياة شعب الكاريبي من العبودية إلى الكولونيالية إلى صحوته الجمالية، كما أثارت نقاشاته وموضوعاته النقدية، خاصة حول عجرفة الاستعمار اللغوية، نوعاً من الصدام. من أهم أعمال والكوت ملحمة «أوميروس» الشعرية 1990، ومجموعة قصائد «في ليل أخضر» 1948-1960، حاز جائزة نوبل سنة 1992.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©