الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د.صادق: 75% من ثروات العالم في باطن الأرض بالدول العربية والإسلامية

د.صادق: 75% من ثروات العالم في باطن الأرض بالدول العربية والإسلامية
24 مايو 2009 02:13
تعتبر دراسة «علم الأرض» صعبة ومهمة، وغير متوفرة في البلاد العربية، لعدم وجود إقبال على دراستها. لكن الدكتور عبد العلي صادق دخل هذا المجال حتى أصبح قاب قوسين أو أدنى من الحصول على درجة «بروفيسور» من خلال دراساته وأبحاثه في جامعات أوروبية وأميركية، فقد ساهمت بحوثه في الكشف عن كثير من العوامل المسببة للكوارث والمشاكل البيئية. ونشر عدة بحوث ودراسات في الخارج، وتم جمع أبحاثه في كتب ومراجع علمية. رغبة في التعمق وقال صادق: الذي يؤسف له أن الدول العربية حتى يومنا هذا لا تمتلك قمراً اصطناعياً للأبحاث والكشف عن ثرواتها الطبيعية ولا تفكر في ذلك أصلاً، ويتحسر في نفس الوقت على عدم وجود دعم للعلم والأبحاث، قائلاً عن تخصصه في المجال الجيولوجي دون سواه: «اخترت هذا التخصص، لأنه أقرب التخصصات إلى رغبتي الدفينة، لأنني كنت أرغب في أن أتخصص في الهندسة، ولكن في تلك الفترة لم تكن التخصصات الهندسية متوفرة في جامعة قطر، وبعد اختياري للمجال الجيولوجي بدأت الرغبة تزداد للتعمق في هذا التخصص، وبعد التخرج من الجامعة تم اختيار ي كي أواصل دراستي العليا، وبدأت مشوار الدراسات ثم الانتقال إلى أميركا للحصول على الماجستير في نفس التخصص وهو «الاستشعار عن بعد» حيث كان هذا التخصص نادراً في المنطقة وفي العالم ككل، لأنه حديث جداً، وبدأ هذا التخصص عام 1960 ولكن واجهتنا صعوبات كثيرة منها الحصول على صور فضائية والمراجع العلمية لهذا التخصص في دولة قطر، ولكن بتوفيق من الله تم التغلب على هذه المصاعب، وشيئاً فشيئاً حصلنا على المعلومات الرقمية واستطعنا التدريب على استخدام الحاسبات الآلية لتحليل هذه الصور». التصوير الفضائي اختص الصادق في مجال حساس ونادر جداً، وواصل أبحاثه في ذات المجال، عن ذلك يقول: «لدي مجموعة من الأبحاث العلمية في تخصص «التصوير الفضائي» وفي اتجاهات مختلفة، لكن «التصوير الفضائي» يحتاج إلى معامل مجهزة بأجهزة خاصة، ويحتاج إلى برنامج لتحليل الصور، وللأسف في جامعة قطر لا توجد لدينا هذه البرامج، ويجب أن يكون في المعمل أشخاص مدربون في هذا المجال للقيام بالتحاليل ومقارنتها بالواقع، وفي فترة من الفترات كان لدينا في مركز البحوث العلمية معامل خاصة للاستشعار عن بعد بالإضافة إلى البرنامج والفنيين، ولكن بقدرة قادر لم يتم تحديث هذا المعمل بالإضافة إلى الاستغناء عن الفني المختص بهذه التحاليل المعملية من غير علمي بهذا الشيء أو إيجاد بديل وفقدنا هذا المعمل المجهز، ولكن سأسعى بالتعاون مع أحد الخبراء في جامعة تكساس الأميركية الى إعادة هذا المعمل وتطويره لإجراء المزيد من هذه الأبحاث العلمية المهمة لدولة قطر». بحوث ودراسات وعن طبيعة عمله ومدى الفائدة التي يقدمها للإنسان والمجتمع، يقول الصادق: «أعمل مع جهات حكومية مختلفة وأقوم بدور استشاري، وهذا جزء من عملي بالإضافة الى استعدادي للعمل مع أي جهة أرى أنه يمكنني مساعدتهم وخدمتهم، كما أعمل في مجال التدريس بالجامعة، وقد قمت بعمل تطوير إداري كبير وهو مجال أكاديمي يختلف عن مجال البحوث العلمية». يضيف: «أقضي يومي صباحاً في الجامعة وبعد ذلك أقوم بالعمل الاجتماعي مع الأهل والأبناء، أما بالنسبة للأبحاث فهي قليلة نوعاً ما في ضوء عدم وجود معامل علمية ومناخ علمي، ومشاغل الحياة الدنيوية تؤخر الباحث قليلاً عن ممارسة بحوثه ودراساته، ومع أملي أن يتغير هذا الوضع مستقبلاً أنظم حالياً وقتي بحيث أنني يومياً من العاشرة ليلاً حتى الواحدة بعد منتصف الليل أقضي ساعاتي في البحوث والدراسات». وينفي الصادق في سياق حديثه ابتعاده عن مجاله العلمي وأبحاثه ودراساته ذات يوم، ويقول: «أتصور أن الشخص كل ما تقدم به العمر زادت خبرته، فلا يمكن أن يتقاعد أو يبتعد عن مجال عمله، خاصة إذا ما توسع به.. من جهتي سأستمر في التفرغ لدراساتي، خاصة أن «علم الأرض» لا يوجد فيه دارسون كثر وهناك ثروات في وطننا العربي لم تكتشف بعد، لذلك فالمجال مهيأ، وهناك حاجة ماسة للباحثين الجيولوجيين المتخصصين». الكتاب المفتوح مع تقدم العلم، هل استفادت البلدان الخليجية من هذا التقدم خاصة في مجال الأبحاث للكشف عن الثروات؟ يجيب الصادق: «تحتوي الدول العربية والإسلامية على حوالى 75% من خيرات وثروات العالم كله، لكن للأسف لم تفكر حتى الآن في إطلاق قمر اصطناعي للبحوث والكشف عن هذه الثروات. ولو فكرنا في ذلك في الوقت الحالي سنحتاج إلى عشر سنوات كي نطلق القمر، لأننا كي نطلقه يجب أن نسير حسب الدور وهناك أناس قبلنا، وفي البلدان العربية لا توجد إلا أقمار إعلامية لنقل الأحداث ولا توجد أقمار علمية». يضيف: «في الغرب يطلقون على بلادنا العربية اسم «الكتاب المفتوح»، لأن جميع فصول السنة مشمسة وتظهر فيها أشعة الشمس ومصدر الطاقة هي الشمس للأقمار، ومن الممكن أن تعمل، ولديهم أقمار تصور الكرة الأرضية كل 14 يوماً، أي أنها تدور على الأرض بشكل مستمر، ولديهم صور ثلاثية الأبعاد، وهناك مئات الأقمار المخصصة للبحوث، ونحن ليس لنا أي دور، مع أننا أغنى دول العالم، والمردود المادي كبير لهذه الثروات ولكن لا توجد بحوث عليها.. وهناك أمور لم تكتشف إلى الآن ولا يعرفون مكان بعض الثروات، وهناك ثروات طبيعية غير مكتشفة، ولم يعمل عليها أي بحث، ولا سبيل لاكتشافها إلا عن طريق البحث العلمي». خلل ونقص يعزو الصادق عدم يوجد إقبال في بلادنا العربية على التخصص في الجيولوجيا «علم الأرض» إلى عدة أسبابها، يقول: «كان هناك إقبال على دراسة «علم الأرض» في التسعينات من القرن الماضي، ولكن بعد ذلك قل الطلب على الجيولوجيين نظراً لعدم الحاجة لهم بسبب عدم وجود أبحاث، وانضممنا في قطر تحت مظلة قسم الأرض، ولكن الآن مع وجود شركات الغاز والنفط أصبح الطلب على الجيولوجيين كبيراً، والدراسات تشير إلى أن هناك حاجة كبيرة، ولو أعدنا فتح التخصص يحتاجون إلى خمس سنوات كي يتخرج الطلاب، لذلك هناك خلل ونقص في هذه المسألة، كما أني أحب أن أنوه بأن هذا المجال ينفع للزراعة والبيئة وللكشف عن الثروات وعن الكوارث الطبيعية، والمناخ والتجارة والهندسة». ويوضح الصادق كيف أهمية «علم الأرض» للتجارة والهندسة، ويقول: «يدخل التخصص في جميع الفروع، حيث أن التاجر عندما يفتح محلاً في مدينة أو بلد ما يستطيع عن طريق الصور الفضائية أن يحدد مكان المحلات التي تعمل بنفس نشاطه ويحدد أين المكان المناسب لنشاطه من خلال الكثافة السكانية، كما أن المهندسين يستخدمون الصور لمعرفة الأماكن الصالحة لتشييد المشاريع وطبيعة الأرض في المكان الذي يعملون فيه، وهكذا». علم ومعرفة يثب السؤال عن الفائدة من هذا العلم والتخصص طالما أنه ليس محل اهتمام، وعن حصر المشكلة التي تواجه قطاع التعليم لكي يصبح مواكباً للتعليم في الغرب، يجيب الدكتور الصالح، ويقول: «العلم ليس له نهاية، وتخصصي إشباع للذات وأنا أعمل من أجل نفسي وتطويرها، وليس الهدف الحصول على درجتي الدكتوراه والبروفيسور ولكن أن أعمل شيئاً في مجالي وأكون قادراً على ذلك.. فيما تنحصر المشكلة عندنا في السرعة، فالناس تتعجل النتائج، وعليهم الصبر حتى ينالوا الدرجات العلمية، وكلنا مررنا بهذه التجربة، ولابد أن نعطيها وقتاً، فالتعليم يحتاج إلى تحديث ودعم، خاصة أن مجال تخصصي وعملي صعب بالنسبة للبعض، لكن مع الأيام يصبح محبباً للنفس حيث أنه يولد هاجس حب المعرفة، فيحب الباحث أن يكتشف ويعرف أكثر ويدخل أماكن ممنوعة وغير مكتشفة من قبل، فنحن نعرف حتى منابع المياه العذبة في أواسط البحار».
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©