في أعقاب الموافقة على إقامة أول بطولة لكأس العالم عام 1930، كانت المشكلة الوحيدة في ذلك الوقت، هي هوية الدولة المستضيفة، فلم يكن هناك معيار حقيقي لاختيار الدول، فتقدمت أكثر من دولة للاستضافة، من بينها هولندا ورومانيا والسويد وإسبانيا والأوروجواي وإيطاليا، وكانت الأخيرة الأكثر تصميماً على الاستضافة، غير أن الأوروجواي امتلكت ميزة حقيقية في ترشحها للاستضافة بعد نيلها لقبي بطولة كرة القدم في الألعاب الأولمبية 1924 و1928، بالإضافة إلى احتفالها بمرور 100 عام على استقلالها، فوقع الاختيار على البلد اللاتيني خلال مؤتمر الفيفا في برشلونة بعام 1928.
وبعد اختيار الأوروجواي رفضت عدة دول المشاركة، فإيطاليا وبالقيادة السياسية لبينتو موسوليني اعتبر عدم فوز إيطاليا بحق التنظيم إهانة له وللدولة، ولذلك فقد رفض مشاركة منتخب بلاده في البطولة، فيما لم تحضر عدة دول إلى الأوروجواي بسبب بعد المسافة، فالسفر كان عن طريق البحر بالبواخر، وكانت المنتخبات تسافر لمسافات طويلة من القارة الأوروبية إلى أميركا الشمالية، وبعد ذلك تتجه إلى أميركا الجنوبية، في رحلة بحرية تستمر لأسبوعين، ولهذا فمعظم الدول الأوروبية لم ترغب بالمشاركة، ولكن جول ريميه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم نجح في إقناع 4 دول بالمشاركة هي فرنسا ويوغسلافيا وبلجيكا ورومانيا.
وحملت الباخرة الإيطالية «كونتي فيردي» على متنها 4 منتخبات هي رومانيا وفرنسا وبلجيكا، بالإضافة إلى مرورها على المنتخب البرازيلي في طريقها إلى الأوروجواي، بالإضافة إلى ثلاثة حكام وأعضاء الفيفا، وعلى رأسهم جول ريميه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وبحوزته كأس العالم.
شارك في البطولة الأسطورية 13 منتخباً، 6 من أميركا الجنوبية هي الأوروجواي البلد المستضيف والبرازيل وتشيلي وبوليفيا والأرجنتين وبوليفيا و2 من أميركا الشمالية، هما أميركا والمكسيك و4 دول من أوروبا، هي رومانيا وفرنسا ويوغسلافيا وبلجيكا، وأقيمت أول مباراتين في تاريخ كأس العالم في نفس الوقت بتاريخ 13 يوليو 1930، وجمعت المباراة الأولى فرنسا والمكسيك، وانتهت بفوز الأوروبيين 4-1، فيما خاض المنتخب الأميركي مباراة أخرى مع بلجيكا، وانتهت بفوز الولايات المتحدة 3-0.
ونجح مستضيف البطولة في حصد الكأس الأغلى والأول في تاريخ بطولات كأس العالم، بعد تفوقه على المنتخب الأرجنتيني بنتيجة 4-2، ما يؤكد السطوة التي كانت عليها أميركا اللاتينية.
عدد اليوم
