رشا طبيلة (أبوظبي)
رغم التوترات والاضطرابات التي أثرت على عدد من المناطق في العالم التي كانت تعتبر وجهات سياحية مفضلة للمسافرين من الدولة، إلا أن ذلك لن يمنعهم من السفر، حيث تظهر الحجوزات التي تتلقاها شركات السياحة والسفر زيادة الطلب على بدائل ووجهات جديدة وغير تقليدية للسفر إليها خلال إجازاتهم.
ففي عطلة الربيع الحالية، تشهد وجهات جديدة، وأخرى غابت فترة بسبب الأوضاع الأمنية، ارتفاعا ملحوظا في الطلب، الأمر الذي جعل رحلات الطيران لتلك الوجهات ممتلئة بالكامل، وعلى رأسها جورجيا وأذربيجان والبوسنة وتركيا، بالإضافة إلى أرمينيا التي بدأ الطلب عليها يتزايد مباشرة بعد الإعلان عن إلغاء التأشيرات لمواطني الدولة قبل أيام.
وقال علاء العلي مدير «نيرفانا» للسفر والسياحة، إن الطلب ارتفع على الحجوزات للسفر مع بدء إجازة الربيع، حيث زاد الطلب من المواطنين على أرمينيا، مباشرة بعد صدور قرار إعفائهم من التأشيرة، إضافة إلى طلب كبير على أذربيجان وكازخستان وألبانيا وجورجيا.
وأشار إلى أن المسافرين في الوقت الراهن يبحثون عن الرحلات التي لا تتجاوز 4 ساعات بالطائرة.
ولفت العلي إلى أن الأحداث الأمنية التي حصلت في بعض الدول لم تمنع سكان الدولة من السفر، بل أصبحوا يبحثون عن بدائل أخرى، الأمر الذي يجعل إنفاقهم على السفر ينمو سنويا رغم الأحداث الاقتصادية والأمنية العالمية. وقال العلي إن الرحلات إلى بعض الدول العربية من المقيمين بالدولة تشهد حجوزات جيدة مثل الأردن ولبنان ومصر.
ويأتي ذلك في وقت تشير فيه توقعات مجلس السفر والسياحة العالمي، إلى ارتفاع إنفاق سكان الدولة على السفر الى الخارج العام الجاري بنسبة 2.8% الى 93 مليار درهم، مقارنة بـ 90.5 مليار درهم العام الماضي، على أن ينمو حجم الإنفاق ليصل إلى 109 مليارات درهم في العام 2027.
من جهته أشار صلاح الكعبي المدير التنفيذي لـ»بافاريا» للعطلات، إلى ارتفاع الطلب على السفر لإجازة الربيع، ولكنها لن تكون بقوة الطلب بالصيف، لا سيما أن الإجازة الصيفية ستكون متواصلة وطويلة نسبيا العام الجاري، الأمر الذي يجعل الكثيرين يسافرون لمدة أطول في الصيف. وقال إن أكثر الدول طلبا هي سويسرا والبوسنة وأذربيجان وتركيا وتايلاند، لافتا إلى ارتفاع أسعار التذاكر إلى الوجهات المطلوبة وذلك لارتفاع الطلب.
وشدد الكعبي على أنه رغم الأحداث الأمنية العالمية، إلا أن سكان الدولة يبحثون عن خيارات وبدائل أخرى للسفر، حيث إن السفر يعتبر أمرا أساسيا في حياتهم.
وفي ذات السياق، قال أحمد إبراهيم مدير فرع «العالم للعطلات» بأبوظبي، إن جورجيا وأذربيجان تعتليان قائمة خيارات المسافرين للعام الحالي حيث تمتلئ الرحلات بالكامل.
وأضاف منذ أسبوعين بدأت تتزايد الحجوزات إلى اسطنبول أيضا، حيث بدأت الرحلات إليها تمتلئ بالكامل، إضافة إلى طلب على ألمانيا وعدة مدن فيها، فضلا عن طلب على الجزر السياحية مثل المالديف وسيشل.
وأضاف في حال امتلأت جميع الطائرات إلى الوجهات المطلوبة، فإن تايلاند وماليزيا الخيار الأخير.
واتفق مع العلي، في أن السفر أصبح حاجة أساسية لسكان الدولة حيث يسافرون أكثر من مرة في السنة، لافتا إلى أنه رغم الأحداث الأمنية إلا أنهم دائما يجدون وجهات أخرى بديلة.
ومنذ العام 2011، شهد إنفاق سكان الدولة على السفر نموا سنويا مستمرا حتى اليوم، ففي العام 2011 أنفق سكان الدولة 74.4 مليار درهم على السفر للخارج، وارتفع الى 76.1 مليار درهم العام 2012، و76.7 مليار درهم العام 2013، وارتفع إلى 85 مليار درهم العام 2014، و88.1 مليار درهم العام 2015.
عدد اليوم
